بالفعل إن العلامة الفارقة بين التفجيرات السابقة والتفجيرات الحالية دليلٌ على استهداف المواطنين العاديين ... وقد يكون هذا الأمر ناتجاً عن الضغائن الموجودة بين أفراد الشعب حالياً ... وهذا معناه أن جيوب الإرهاب مازالت خفية في الواقع المصري ... وهذا الأمر نتيجة لغياب النظام الأمني عن متابعة مهام وظيفته ... وهي تحقيق الأمن والأمان والطمأنينة للمواطن العادي ... وانشغال النظام الأمني بملاحقة المدونين وأصحاب الرأي على الإنترنت ... ونسي النظام الأمني أنه مكلف بتحقيق وسائل الأمن والطمأنينة للمواطنين المصريين ... فهل أصحاب المدونات هم الخطر الحقيقي على النظام؟ ... أم أن الفكر يسعى إلى تحقيق وسائل التقدم.
فها هو النظام الأمني قد بدأ يلاحق أصحاب التعبير عن الرأي في الإنترنت ... وضيق الخناق على الفكر ... فلا بد أن يكون هناك نوعٌ آخر من التعبير عما يشعر به بعض من هم لا يرون أن للفكر أهمية ... ولا بد أن يعرف النظام الأمني أن تحقيق الأمن ليس بالتسليح ومواجهة كل ما يرى فيه خطورة بالقوة والعنف والقتل والتعذيب والاعتقال ... فالأمن ما هو إلا أداة لتحقيق العدالة التي غابت منذ سنين طالت على الشعب المصري كثيراً ... فهل يعقل أن الشخص صاحب الرأي يعتقل نتيجة لأنه يعبِّر عن رأيه سلمياً ... والهدف من هذا التعبير عن الرأي أنه يريد تحقيق التقدم والازدهار لبلده ... وهذا طبقاً لرأيه المتواضع ... فلكلٍ منا رأيه واتجاهاته ... ومواجهة التعبير عن الرأي بالعنف ـ إن كان مضاداً ـ يدفع إلى العنف واستخدام القوة المضادة ... وتصبح في هذه الحالة معركة متكافئة ... معركة قوة ضد قوة مضادة .
أيها السادة ... أيها المسئولون عن النظام الأمني ... نحن ـ المصريين ـ لا نريد إلا أن نعيش بأمان ... يواكبه تقدم وازدهار في التعبير عن الحريات، وارتقاء في المستوى المعيشي، وتطور في النظام التعليمي القائم على الفهم الإبداعي ... نريد حياةً تتسم بالكثير من الخير ... لا نريد قمعاً لحرياتنا ... لا نريد إرهاب دولة ... ولا إرهاب جماعات ... ولا إرهاب أفراد ... نريد أن نصبح شعباً له كرامته التي تصان داخل الدولة ... وخارجها ... فهل يتحقق هذا؟