عزيزتي الثورات، جلست أحصي فوائدك العظيمة وأتأمل مزاياكِ الفريدة وأمحص معانيكِ الجديدة فوجدت ما وجدت!

- في الأمس يا عزيزتي، كنا نتهامس ونقول: انتبهوا "للحيطان آذان"، واليوم يا عزيزتي، أصبحت "الحيطان" تتكلم وتقول: اصدحوا ولتسمع "الآذان"!

- في الأمس يا عزيزتي، كان أهلنا يتذمرون من طول جلوسنا على "النت"، واليوم يا عزيزتي، أصبحت أمي "فيس بوكية" وأبي يتساءل: "ما جديد الثورة في النت؟"

- في الامس يا عزيزتي، كان يحكي الرجال في الديوانيات عن أخبار المباريات وأحدث السيارات، والنساء في التجمعات يحكين عن آخر الموضات والصرعات، وأنت اليوم أيتها الثورات وحّدتِ حديث الساحات، غريبٌ ما صنعتِ!

- كثرت أعلام الأوطان في "بروفايل" الشبان، فبعد الصور الشخصية برزت روح الوطنية وتوحدت الهوية!

- اتسعت دائرة الأحلام، فبعد أن كنا نحلم بشهادة عالية ووظيفة جيدة وشريك متفهم، أصبحنا نحلم بوطن حر وكرامة محفوظة وصوت مسموع!

- تغيرت مفاهيم كثيرة، فمفهوم "فالج لا تعالج" تغير ليصبح "إذا الشعب يوما أراد الحياة.."

- بعد أن كنا نتذمر من احتكار الآباء لشاشة التلفاز على الأخبار، أصبحنا نشاركهم الاحتكار، أصبحت الأخبار حدثًا شيقًا يفوق المسلسلات التركية تشويقًا!

- دخل الفن مضمار الثورات فصعد فنانون وهبط آخرون، لمع بعضهم وفقد البعض الآخر نجوميته بل ومعجبيه، أو بالعامية "طاح من عيون الناس"!

- دخل الأطفال مضمار الثورات، فالذي أشعل الثورة طفل كتب على الجدار، والذي عُذب ونُكل به طفل رفع لافتةً وشعارًا، والذي هزت صورته العالم طفل أبى الذلَّ والعار، والذي رسم علم بلاده على وجهه البريء طفل حمل في دمه حمى الديار!

- الثورة "باركَتْ" لبعضهم تنحيه، و"تبشرُ" بعضهم بالخسارة، و"ستقذف" بعضهم إلى حتفه بإذن الله!

- الاعلام، اليد التي "توجع" النظام وترعبه كالكابوس في المنام، يصفعها فتصفعه، يكذبها فتكذبه، يفبركها فتكشفه، وأينما كان تلاحقه! ربما كان على السارق أن يقطع يده!

- "لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع"، ولكن اليوم اتحدت الاذواق وبارت السلع ولابدّ من استبدالها بسلع جديدة!

- رغم اختلاف اللهجات وتنوع الثقافات وتباين السيناريوهات، علا صوت واحد في كل الثورات: الشعب يريد.... !؟

- السلام، تائهٌ في الأرض لكنه سيعود، ومن قلب القدس بإذن الله سيعود.

 

التدقيق اللغوي لهذه المقالة: هبة البشير

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

nashiri logo clear

دار ناشري للنشر الإلكتروني.
عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

 

اشترك في القائمة البريدية