أعتقد أن بلدي الجزائر وهي لبلد الذي لو نظرت إليه في كرة الأرض البلاستيكية، والذي مساحته تبلغ2.381.741 كلمتر مربع، فهي تطل على البحر الأبيض المتوسط ،كأنها جوهرة تاج العالم.
الجزائر التي قال عليها أحد رجال الأعمال المصريين بأنها دولة قدراتها قد تصل إلى المريخ، ما الذي يجعلني أنا كجزائري أتفاءل وأتمنى أن أشاهدها عام 2025م دولة قوية تماثل الدول الآسيوية، رغم تشاؤم الكثير من المفكرين الجزائرين، لأن الجزائر بلدي قادر على التطور والخروج من كل أزمة، فهي البلد العربي من بين الدول العربية التي خاضت حرب تحرير ضد احتلال دام أكثر من 130 سنة، وأتذكر في عام 2002 عندما أحرج أحد الصحفين إسحاق ربين القيادي المشهور في الكيان الصهيوني، بسؤاله قائلا له: (نحن بقينا 132 سنة في الجزائر، وكنا نعتقد بأنها مقاطعة فرنسية، لكن الجزائرين في الأخير استفاقوا وأخرجونا) وأتذكر جيدا إجابة ربين باللغة الفرنسية (الحمد لله الجزائر ليست فلسطين)، تعجبت من كلمة فلسطين فهو لم يقل أرض إسرائيل بل قال فلسطين وليس من ربين أن يزل لسانه بكلمة مثل كلمة فلسطين، لكن في الاخير تذكرت بأنه محتل جديد يخاطب محتل قديم، بلغة المحتلين.
نعم فبعد 10 سنوات لن تعرف الجزائر أي ثورة مفتعلة، لقد حاول الفيلسوف الفرنسي هنري برنارد ليفي، أن ينقل عدوى الربيع العربي للجزائر مثلما فعل في بعض البلدان العربية، بل أكد في أحد مقابلاته بأن الجزائر ستعرف ثورة خلاقة تحت مسمى (الربيع العربي)، وبالفعل ظهرت حركات فوضوية وجماعات ترغب في التغير السلمي، وبناء جمهورية جديدة، لكن الشعب الجزائري تعلم من دول الخليج وبحكمة الملك فيصل، والشيخ زايد أن العمران والتنمية هما الحل لمشاكل العربي البسيط، فكل طريق تعبدها الحكومة الجزائرية هي في حقيقة الأمر لأجيال 2025م، وكل جامعة، وكل مدرسة، وكل حضانة فهي لهذه الأجيال القادمة، التي أتوقع بأنها ستخرج لنا جيلَا جديدا من شعب جديد، من أمة جديدة لا تعرف الانحناء وقد تقوم بثورة خلاقة قد تغير التاريخ وهذا في خدمة الأمة العربية، صحيح نحن الشعب الجزائري المتكون من العرب والأمازيغ والطوارق، يجمعنا الإسلام واللغة العربية، وانصهرنا منذ قرون في الأمة العربية، لكن لا زالت اللغة الفرنسية فالجزائريين المثقفين الذين يميلون إلى العلمانية يحاولون إبعاد الشعب الجزائري عن جعرافيا العالم العربي، إلا أن الشباب الجزائري أصبح يفضل السفر إلى دبي للعمل والدراسة، وإلى مصر، وحتى أوربا لم تعد تستهوى الشاب الجزائري، بعد أن خالط الثقافة الكورية، والسياحة التي يقوم بها بعض رجال أعمال الخليج إلى صحراء الجزائر من أجل الصيد، حيث أن هذا الاحتكاك البسيط، فتح الآفاق لهم من أجل مشاريع جديدة تخدم الوطن العربي، لهذا فأني أرى أن عام 2025م هو عام قد تتخلص فيه الجزائر من الثقافة الفرنسية والتبعية الأكاديمية لها، ليظهر لنا جيل مالك بن نبي الذي نحلم به، لأن مالك بن نبي ابن الشرق الجزائري مشى فوق نفس الأرض ومشى تحت نفس أشعة شمس الجزائر التي من الأكيد بأنها ستبعث لنا بعقول مدبرة تهندس مستقبلًا جميلًا للجزائر وللوطن العربي.
تدقيق: لجين قطب.