حين كانت قضية قطع العلاقات في دول الخليج العربي هي القضية المهيمنة على الرأي العام، طرأت عليّ أسئلةً ملّحة -كما طرأت على الكثيرين-: ثُمّ ماذا؟ ما الحل؟ كيف تعود الوحدة الخليجية؟ كيف يُحَلّ هذا الخلاف؟!

فجاءني جوابٌ منطقيّ جدًّا لكنه ذو وقعٍ شديد، أيُعقل أن نكوّن تركيب كيميائي معقّد من العدم دون المرور بمرحلة العناصر التي أساسها نواة؟! بالطبعِ لا، فنواة دول الخليج شعوبها والفرد هو أساس الشعوب، فمن المنطق أن نتصالح نحنُ كأفراد ونتسامح ونتغافل كثيرًا قبل أن نفكر في وضع حلول لسياساتِ دول ومؤسسات!

 

على سبيلِ الاختلاف: خمسة أشخاص أرادوا الاصطفافِ لأداءِ صلاة، أخذ الأول نقطة المنتصف وأخذ يقنعهم بأنه هو الأفضل، أما الآخران فاصطفا يمينًا بحجة إن أهل اليمين هم أهل الله، أما الاثنان المتبقيان فأخذوا الجانب الأيسر بحجةِ ... بلا حجة.

لسنا نتطرق هنا للحديث عن كيفية الوقوف الصحيح في صف الصلاة، وإنما عن مبدأ الخلاف، لو أنّ واحدًا منهم أرخى حبال أفكاره ليستمع إلى الآخر لكان قد وفّر لهم وقت النقاش وجهد إيجاد الحجج، أو أنّ لو كلّ من الخمسة قرروا التثبت من المعلومة قبل الإقدام على الفعل وردّ الفعل لكانوا جميعًا قد اصطفوا في مكانٍ واحد دون الحاجة للخلاف.

ونقيس على ذلك أمورٍ عدة خُلاصتها أنّنا يجب على كل مِنا أن ينشغل بإصلاح نفسه، أن يقيّم مبادئه ويسدّ الخلل في جوانب شخصيته، وكما حفظنا عن ظهر قلب: "إذا صلح الفرد صلح المجتمع وإذا صلح المجتمع صلحت الأمة"، فاستفتِ قلبك: أمِن المنطق أن نتناقش في حلّ مسائل معقدة وندخل في سياسات شعوب ونحن نعجز عن حلّ خلافٍ بسيط بيننا؟!

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية