كل خسارة كيفما كان حجمها..تقبل أن تكون ربحا عظيما..وكل شئ مادي أو معنوي..هو قابل للتعويض و المراجعة..إلا العمر إذا تقدم بصاحبه..فلن تقدر الجن والإنس مجتمعه و متحالفة..أن تعوض ساعة..بل ثانية منه. شباب الجزائر اليوم..احتالت عليه السنين الخدّاعات..لتفقده أجمل أيام عمره..و تبقيه طريح الفراش..يرقب الغد الأفضل و يأمل الخير فيما تبقى و لو قليلا من عمره..لقد طال انتظاره..و طال سفره في فضاءات الأحلام الوردية..إن كل يوم تشرق شمسه يراه نسائم أمل..قد.. تنتشله من شرنقة الليل الأسود.و لكن في الجزائر كل شيء مؤجل إلى حين..و متى يأتي هذا الحين..الله أعلم. الجميع متفق على أن الشباب قوة في الجزائر بـ 80% من مجموع السكان و السلطة بالخصوص مند أمد بعيد..و هي تلعب على عود و تره الشباب..فلا تترك أية مناسبة سانحة..
أو عرس انتخابي..لتتوجه بالحب العذري..و الكلمات الغزلية لهذه الفئة..و الهدف..أغراض في نفس السلطة.اليوم معظم الشباب أصبح إلى الكهولة أقرب..فالشعر الذي كان يزينه السواد القاتم..اشتعل شيبا..و بياضا..و لم يبق البياض للسواد..شيئا من الفسحة كي يتبجح البعض أن الجزائر بها 80%شباب.بصراحة الصراحة..الأزمة أكلت بياض رأسه و اغتالت أماله..في أن المستقبل قد يكون كفيلا بأن يعيد نضارة الشباب الأولى..و يسترجع ما فات من العمر الجميل..و أنى للزمن صراحة أن يعود إلى الوراء؟.حتى تلك العاطفة التي يحملها الحيوان قبل الإنسان..ضاعت يوم أن هزم الشيب سواد الشعر..فكم عدد العزاب..و العازبات الذين فاتهم القطار..و هم يحاولون الوصول مجرد الوصول إلى محطته..لقد يئسوا من ألاعيب السياسة..و وعودها..و احتاروا بين واقع لا تتكلم فيه..إلا الأباطيل..و بين عاطفة ربانية..وضعها سبحانه وتعالى..لحكمة في خلقه..الساسة العرجاء..حرمتهم منها.فهل ينقاد كل من ركلته الأيام..خارج دائرة الأبوة..إلى ممارسة الرعونة..و الاستهتار داخل حيز الفحش..الذي لا يأتي سوى بالحرائق الجنسية..أم ينأى بنفسه بعيدا..و يعاشر حيوانات الغابات..ليكون "طارا زان".. المجتمع بصراحة..الذي يحرم المرء عاطفة..هي عند الحيوان مقدسة..ناهيك عند الإنسان لن يكون مستقبله بين يديه..و لن يستطيع البتة امتلاك عيشه..و هل يعيش مجتمع أكل نفسه..قبل أن تأكله التيارات الخارجية ؟..و هل تحترم سياسة..حرمت سوادا أعظما..و شريحة عريضة من عواطف الأبوة..و الأمومة..ورغم هذا فستبقى عواطف مؤجلة إلى حين…مادام الأمل في الله يبقى قائما.. والأمل على كل الحالات ملح الحيوات.