أي صمت هرب اليوم ليتلوه الصياح
أي فجر بعد ليل الأنس أبكته الجراح
أي خطب هزنا
أجبر الطفل على حمل السلاح
أين تلك البسمات
في وجوه تعبت من حزنها
وأرادت أن ترينا حسنها
رغم كبرى الأزمات
أين لبنان , وأين العرس في كل فلاة
أهي حقا؟
أم تراها تستر الحسن وتبقينا عراة
قد ظنناها فتاة مثل باقي الفتيات
أهي حقا من يرد الكيد عن تلك المدينة
أهي حقا من ظنناها ستبقى
في سويعات الوغى ثكلى حزينة
أهي حقا من يرد الصاع صاعين لكي تبقى حصينة
قد ظنناها ولكن
نحن من يقبع دوما خلف أسوار الحمى
وهي في جبهتها كف متينة
ويظل البعض منا
تحت سقف من رطب
وبكفيه سلال وعناقيد عنب
ويزيد الهم فينا
عبر هاتيك الخطب
يجعل اللوم على من ساقه تحت اللهب
هل ترى تقبل إن كان سمير لك أب؟
أم ترى تقبل إن كان حماك المغتصب؟
نحن لن نقبل أن يبقى أسيرا قد كتب
فوق جدران البطولات كلاما من ذهب
في سجون يطلب الظلم بها أن ينتحب
لست لبنان التي كنا ظننا
أنت وحي وغضب
أنت جنات لنا عند المصيف
وسنان الرمح في عز الكرب
أنت في الحسن عذاب وجوى
أنت مزمار لعشاق الطرب
أمهلي لبنان قلبي لحظات
يظهر اليوم العتب
فلقد أسرف ذاك الشعب في كل الجهات
وبدى أضعف ممن تتقيه النزوات
لم يكن يعلم ما الشام وما تلك الهبات
شامنا مرتع عز عبر أزمان مضت
والعز فات
هل تراه اليوم مات؟
أم لنا منهم بقايا من رفات
أرض لبنان اعذريني إن أتتك الكلمات
في خضم الأزمات
إن للعاقل في الشدة والبأس عظات
ذلك العتب بقلبي
من بلاد لك جارة
داره الإسلام إن شئت ودار العرب داره
خبريني بعد هذا يا فتاة الحسن من يترك جاره؟
في سويعات المرارة
غارة تتلوها غارة
أنت في القلب سأدعو الله أن يحميك تارة
وأن يهديك تارة