تأخرت الطائرة التي كان من المفترض أن تقل زوجين سعوديين إلى مدينة بيشة، فرمى الزوج يمين الطلاق على زوجته في المطار،.. وشخصيا أستطيع أن أتفهم مدى ودرجة انفلات الأعصاب الذي يسببه طول الانتظار في مطار أو عيادة أو دكان حلاق.. فلأنني أحترم المواعيد فإن إخلال أي طرف بها يجعلني على درجة عالية من النرفزة، ولكن لا أحسب أنني كنت سأطلق أم الجعافر بسبب خطأ شركة طيران (ما جعل الزوج السعودي يفقد أعصابه ويقرر الطلاق هو أن الزوجة رفضت فكرة العودة إلى البيت إلى حين الإعلان عن الموعد الجديد للرحلة).. قبل نحو عامين تجادل زوجان في مجمع للتسوق في دبي، وكلمة منه وأخرى منها، فما كان من الزوجة إلا أن صفعت زوجها على وجهه، وبدوره صفعها الزوج بلكمة قاضية .. ليست بقبضة يده بل بلسانه: أنت طالق بالثلاثة.. ولو كنت أعرف عنوانه لأرسلت إليه برقية بأن يرفع عدد الطلقات إلى ثلاثين، فشخص يهين زوجه امرأة كانت أم رجلا في مكان عام غير جدير بالمعاشرة،.. فالإهانة لشريك الحياة لا تجوز حتى بعيدا عن أعين الآخرين، ولكن الأعصاب تنفلت أحيانا وتحصل الإهانة داخل البيت، ويمكن احتواء آثارها بكلمة طيبة واعتذار لائق.. شخصيا عانيت من شركات الطيران حتى اتخذت قرارا بالطلاق مرتين: في المرة الأولى كنت مسافرا من أبو ظبي إلى السودان وكانت إجازتي الرسمية سبعة أيام ولكنني قررت الزوغان من العمل والسفر يوم الأربعاء حتى يكون صافي أيام الإجازة نحو تسعة أيام، وذهبت إلى المطار واستكملت الإجراءات وجلست في صالة المغادرين.. وجلست وحولي خلق كثير.. وبعد نحو 4 ساعات من الموعد المحدد لإقلاع الطائرة قالوا لنا إنها مبنشرة، فقلنا بسيطة أعطونا الإطار المبنشر ونذهب به إلى محل كومار في أول شارع المطار ويملأه لنا هواء مفلترا،.. ولكنهم أبلغونا بأنه لابد من تغيير الإطار المبنشر لأنه لم يعد صالحا للاستعمال.. وبعد أربع ساعات أخرى طلبوا منا العودة إلى بيوتنا وترك أرقام هواتفنا لدى مندوب شركة الطيران ليتصلوا بنا في اليوم التالي لتحديد موعد الرحلة، وعدت إلى البيت وتوسدت التلفون كي لا تفوتني المكالمة التي تحدد موعد الرحلة، وبالطبع لم أنم ولم تأت المكالمة حتى انتصاف اليوم الثاني فتوجهت إلى المطار وعلمت هناك أن القضية أكبر من بنشرة إطار.. وباختصار أقلعت الرحلة يوم السبت بدلا من يوم الأربعاء وضاعت من إجازتي أربعة أيام تقريبا،.. وفور نزولي من تلك الطائرة قررت تطليقها، ولم أستخدمها قط بعدها.. وفي مرة أخرى كنت مسافرا على متن طائرة عربية إلى القاهرة عن طريق الكويت، وأقلعت بنا الطائرة من أبو ظبي في نحو السادسة صباحا.. ووقفنا في مطار الكويت زهاء الثلاث ساعات محبوسين داخل الطائرة.. وفي نحو العاشرة أقلعنا صوب القاهرة.. وطوال الساعات الأربع التي قضيناها داخل الطائرة لم يقدموا لنا حتى كوب ماء.. وفي نحو الحادية عشرة ذهبت إلى محطة المضيفات وقلت لهن: لقمة لله يا محسنين.. قالوا إن وقت تقديم الطعام لم يحن بعد، فقلت لهم إن بطني تؤلمني فقدمت لي إحداهن قرص بندول واحداً وضعته في فمي ثم بصقته أرضا وقلت لها: أنت طالق.. وكانت تلك ثاني شركة طيران عربية أطلقها ولم ولن أستخدمها حتى لو كنت رهينة في الفلوجة أو أبوغريب وكانت حريتي رهنا بالتعامل معها.