وفي الوقت نفسه إن مساعدة الطالب على إنجاز الواجب المدرسي ليس سهلا. وكثيرا ما تدور الأسئلة في خلد الآباء والأمهات حول الواجبات المدرسية: • إنني أعاني كل ليلة كي أجعل أبنائي يقومومن بحل واجباتهم وأن يتركوا مشاهدة التلفاز.
فكيف أستطيع أن أجعلهم يقومون بالواجب في حينه؟
• لماذا يعطي المدرس ابني أو ابنتي هذه الكمية من الواجبات؟
• إذا كان ابني أو ابنتي يشارك في نشاطات رياضية بعد المدرسة فمتى يفترض أن يقوم بحل هذه الواجبات؟
• هل تساعد الواجبات حقا ابني أو ابنتي في التعلم؟
وقبل الإجابة على مثل هذه الأسئلة وغيرها، علينا مناقشة لماذا يعطى الطالب كل هذه الواجبات وماذ يستفيد منها؟
يلجأ المدرس إلى إعطاء الواجبات لأسباب عديدة منها: مراجعة ما تعلمه في الصف كي لا ينساه، والاستعداد لليوم الدراسي التالي، وتعلم استخدام مصادر التعلم كالمكتبة وكتب المراجع والموسوعات والإنترنت، والتعرف على الموضوعات التي يتعلمها داخل الصف بعمق حيث لا يتيح الوقت القصير التعمق فيها. وبالإضافة إلى ما سبق يمكن أن تساعد الواجبات الأطفال على تطوير عادات وسلوكيات جيدة كالعمل باستقلالية والانضباط والمسؤولية واستغلال الوقت بصورة منظمة والتقيد بالمواعيد وحب التعلم.
وكذلك أيضا تحسن الواجبات من أداء الطالب في المدرسة عندما ينجزها بطريقة سليمة كما خطط لها ويعود بها إلى البيت بتعليقات مدرسيه الإيجابية والبناءة. لذا يجب أن يكون للواجب هدف محدد ومصحوب بتعليمات واضحة تلائم قدرات الطالب وتهدف إلى تطوير معرفة ومهارات الطفل أيضا. ففي الصفوف الأولي في المرحلة الأساسية تساعد الواجبات على تطوير العادات والسلوكيات الحميدة كما أسلفنا القول. ومن الصف الرابع حتى الصف السادس إعطاء الطفل كميات صغيرة من الواجبات تزيد تدريجيا سنويا يدعم التحصيل الدراسي. وفي الصفوف الإعدادية وما بعد ذلك نلاحظ أن الطلاب الذين ينجزون واجباتهم أكثر يحصلون على درجات أكبر في الاختبارات وعلى درجات أعلى في المعدلات العامة مقارنة بالطلاب الذين لا ينجزون من واجباتهم إلاّ القليل. وهنا قد يسأل سائل ما هي الكمية المناسبة للواجبات؟
يعتقد الكثير من خبراء التربية والتعليم أن الواجبات الأكثر تأثيرا على معظم الطلاب في الصفوف الثلاثة الأولى عندما لا تتجاوز العشرين دقيقة في كل يوم دراسي. ويوصي هؤلاء الخبراء بألأّ تتجاوز واجبات طلاب الصف الرابع وحتى الصف السادس الأربعين دقيقة كل يوم. وفي المرحلة الإعدادية وما فوق يجب ألاّ تزيد الواجبات اليومية عن ساعتين.
أما وقد علمنا أهمية الواجبات اليومية للأطفال فكيف نساعد أبناءنا على إنجاز الواجبات اليومية؟ يجب أن يفهم الأبناء أولا أهمية وقيمة إنجاز الواجبات اليومية. فإذا شعرالطالب أن أبويه مهتمان بذلك فبلا شك سيستشعر أهمية إنجاز الواجبات وإعادتها إلى مدرسه في الوقت المناسب. يستطيع الأبوان تقديم الكثير من أجل إظهار قيمة وأهمية الواجبات لأبنائهم.
تطوير جدول زمني لحل الواجبات
إن تخصيص وقت محدد للقيام بالواجبات يساعد الطفل على إنجازها في الوقت المناسب. فتنظيم الوقت وتحديده هو مفيد لكلا الطرفين للطفل وللأسرة. وبالاتفاق مع الطفل تستطيع الأسرة أن تتوصل إلى جدول زمني يومي ثابت بحيث يناسب الطرفين ولا يحرم الطفل من اللعب والنشاطات الأخرى التي يمارسها في البيت وخارج البيت. والجدول الجيد يعتمد على سن الطفل وعلى احتياجاته الفردية وقدراته الذهنية والبدنية. فمثلا قد يقدم طفل أحسن ما عنده بمجرد عودته من المدرسة وآخر يقدم أحسن ما عنده في المساء بعد لعب ساعة وآخر قد يقدم أحسن ما عنده بعد تناول وجبة العشاء (ولو أننا لا ننصح بذلك).
وإذا كان الطفل مرتبطا بعدة نشاطات خارج المنزل وخارج المدرسة عندئذ تحتاج الأسرة إلى جدو ل زمني مرن نسبيا. ولكن إذا لم يكن هناك وقت كاف لإنجاز الواجبات يجب التخلص من بعض النشاطات الخارجية ويجب أن تكون الأولوية العليا للواجبات.
يمكن للأسرة تقديم المساعدة للطفل لإنجاز واجباته بالوسائل التالية:
يجب تخصيص مكان معين أو زاوية معينة في المنزل للدراسة وحل الواجبات. يتميز هذا المكان بالهدوء والإضاءة الكافية وبالقرب من احتياجات الطفل. قد تكون هذه الزاوية المخصصة طاولة المطبخ أو الغرفة الخاصة بالطفل نفسه إذا كان له غرفة خاصة به أو زاوية من زوايا غرفة الجلوس أو السفرة.
أطفئ التلفاز وامنع إجراء المكالمات الهاتفية غير الضرورية كمكالمات المجاملة والاجتماعية أثناء حل الواجبات. وإذا تعذرت المساعدة من جهة الوالدين أو نسيان الواجب قد تكون مكالمة زميل في الصف مفيدة في هذه الحالة. قد يعمل بعض الأطفال جيدا أثناء سماع موسيقى هادئة وليس الموسيقى الصاخبة. إذا كان البيت صغيرا أو يكثر فيه الصخب من كثرة الأولاد يلجأ الأب مثلا إلى إشراك جميع أفراد الأسرة في نشاط هادئ أثناء قيام الطفل المعني بالواجبات. قد يصطحب الكبار من أفراد الأسرة الصغار إلى الخارج أو إلى غرفة أخرى من المنزل بعيدا عن المكان الذي يعمل فيه الطفل واجباته. وإذا استعصى الأمر ولم يكن بالإمكان تجنب هذا الصخب وهذه الملهيات قد يحتاج الأمر إلى أن يذهب الطفل إلى المكتبة لإنجاز واجباته.
إذا رأى الأطفال آباءهم وأمهاتهم يقرأون أو يكتبون أو يعملون شيئا مفيدا قد يحملهم ذلك على الانخراط في دراستهم والقيام بحل الواجب المدرسي. على الأبوين التحدث مع الطفل حول ما يقرآن أويكتبان. أخبراه عما تفعلانه أثناء العمل. قوما بتشجيع النشاطات التي تدعم التعلم مثل: الألعاب التعليمية وزيارة المكتبة ورياضة المشي في الحي والرحلات إلى حديقة الحيوان أو المتاحف وتأدية الأعمال التي تعلمه تحمل المسؤولية.
خصص وقتا لاصطحاب الطف إلى المكتبة لاستعارة بعض الكتب أو المجلات التي يحبها أو التي يحتاجها للقيام بواجبه أو لمجرد التسلية والمتعة فقط. إقرأ مع الطفل قدر المستطاع. تحدث معه حول المدرسة ونشاطاتها وعما يتعلمه فيها أثناء حديث الأسرة واجتماعاتها. اسأل الطفل عما تعلمه في الصف في ذلك اليوم وما الأمور التي تمت مناقشتها وبحثها في الصف. وإذا لم يتكلم حاول بطرق وأساليب أخرى. على سبيل المثال، دعه يقرأ قصة كتبها في الصف بصوت عال أو اسأله عن نتائج تجربة في العلوم تمت في المدرسة ...إلخ. ومن طرق إظهار اهتمامك هو حضور نشاطات المدرسة مثل اجتماعات مجالس الآباء واجتماعات مع المدرسين وعروض تقدمها المدرسة وخاصة إذا كان هو مشتركا بها وأحداث رياضية كالمباريات وغيرها. وإذا كان باستطاعتك القيام بعمل تطوعي في المدرسة أو في الصف أو الالتقاء بالآباء والأمهات الآخرين يساعد على بناء شبكة من الدعم والمساندة لك ولولدك.
إنها لفكرة جيدة حقا أن تراجع الواجب بعد إنجازه لتتأكد من أن الطفل قد أنجز الواجب بطريقة صحيحة حسب التعليمات الواردة. وعند إعادة الواجب بعد تصحيحه من قبل المدرس، راجعه لترى فيما إذا كانت هناك أية ملاحظات من المدرس على أداء الواجب.
وكي تكتمل الفائدة من القيام بالواجبات المدرسية في المنزل ولكي تعطي أكلها، يجب أن يقتصر دورالآباء والأمهات على الإرشاد والتوجيه. والقانون الأساسي في ذلك هو ألاّ يقوم الأهل بحل الواجب أبدا مهما كانت الظروف. إنها مسؤولية الطفل أولا وأخيرا. إن قام الأهل بحل الواجب فذلك لن يساعده على فهم المعلومات التي يتعلمها في المدرسة وكذلك لا تساعده على أن يكون واثقا من قدراته الخاصة به. والقيام بحل الواجب بنفسك لن تحل مشكلة طفلك بل تزيدها تعقيدا وتزيد من اتكاليته عليك ويقل اعتماده على نفسه.