الانسان و الحيوان: ما هي العلاقة؟
ربما هناك وجه تشابه في "الصفات السلوكية" بين البشر والحيوان ، ونجد تحديد هذه الصفات ينتشر بين الأطفال حين ينادون أقرانهم بأسماء حيوانات "يالقطوة" "يالدب" وغيرها من الالفاظ ... وبالتأكيد هذه لم تأتِ عبثا وانما أتت لوجود رابط وعلاقة سواء كانت في الشكل أو التصرفات، وأنا عن نفسي كنت ألاحظها في بعض الناس و قررت تدوينها لأرى إن كانت صحيحة أم لا.
من الناس من تجده مثل الذبابة، لا يقع الا على القذى ولا تجده الا في مواطن الفضلات، ويتعدى ذلك إلى أن يكون قوت يومه من هذه الفضلات وهذه القاذورات، حتى نكون واقعيين هناك من الناس من يترك أسطرا ايجابية بيضاء لينتقد "بعض" الكلمات السلبية، ويترك الجانب الأغلب المشرق ويضرب به عرض الحائط، ليتجه الى الجانب الأسود السلبي ، ودائما ما تجده يتصيد هذه المواطن، وكما ذكرت يكون قوت يومه من هذه العملية وقد تتشكل هذه الذبابة على شكل صحفي أو كاتب أو طالب أو عضو في منتدى أو ناقد متخصص أو غيرها من القوالب البشرية المختلفة .
الثَعلَب
ومن الناس من يروغ كما تروغ الثعالب، وله كم هائل من الطرق الملتوية ، لا يمكن للثعلب أن يواجه خصومه وجها لوجه أو أن يواجه الضحية كما يقال، ولكنه يستخدم عنصر "اللف والدوران" وأسلوب الخدع والحيل ، وهذا دائما ما نجده عند الشباب والمراهقين والاطفال أكثر منه عند كبار السن والسبب يعود في أن الصغير لا يملك القدرة على المواجهة اذا كان هدفه لا يعجب الاخرين أو غير مسموح به أو ممنوع ، انما يستعمل ذكاءه وحيلته ودهاءه الذي قد لايبدو على شكله أو هيئته ، لأن الثعلب كحيوان "صغير الحجم" كذلك الإنسان قد يكون ذا شخصية في الظاهر ضعيفة لكنه في الباطن ثعلب وهذا قالب بشري آخر .
السُلحفاة
السلحفاة وما أدراك ما السلحفاة، شخص بارد بشكل لا يتصوره أحد بل يتعدى حدود البرودة ودرجاتها الصفرية من شدة برودته، بارد من الداخل أي من ناحية المشاعر والاحاسيس، فقد لا يتأثر بسرعة اعتيادية سواء كان الموقف حزين أو فيه نوع من السرور، كلمته المفضلة "عادي" قد يتجاوز ذلك لتكون البرودة والبطئ في الاستيعاب، لا نقول أنه غبي ولكن يحتاج الى وقت، كذلك ربما يتجاوز بطئ الاحساس والاستيعاب الى بطئ الحركة والفعل والتصرف، فنظراته بطيئة وكلامه يحتاج الى ساعات وقد لاينتهي، نصيحة مني لا تكثر مجالسة "هالسلحفاة" وإلا ستصاب بالجنون .
الجَمَل
هذا النوع من البشر أشبهه بالجمل ليس لصبره فقط، بل هو شخص يحمل على ظهره هموما عظاما، لا يُكثر من زاد الدنيا ولكن لديه مخزون بسيط "ولا تنس نصيبك من الدنيا"، عادة أجد هذا النوع عند الكبار والشيّاب الذين لا يلتفتون الى المظاهر ولا تهمهم الموضات الحديثة، ليس بالضرورة عندهم أن يواكبوا الأحداث ولكن بالضرورة التشبث بالأصول والتراث، هم كما يقال عنهم "رواحل" والتي مع الأسف نفتقد صورتها في هذا الزمان فقليل من البشر من تجده راحله أي بمعنى شخص يحمل الكثير في جعبته من زاده الإيماني والأخلاقي والتربوي، يستفيد منه الناس من حوله كثيرا ويتخذونه قدوة في الصبر والتحمل ربما يكون هذا الشخص على شكل جد العائلة أو مخضرم في مجال ما أو خبير قديم أو غيرها من القوالب البشرية.
السّمَكة
هذه السمكة لا تستطيع أن تعيش إلاّ في الماء وإذا أخرجتها منه تموت، كذلك الحال عند هذا الشخص لا يستطيع العيش الا في بيئة معينة أو مجال معين واذا خرج عنه يموت، مثال على ذلك : شخص حياته اليومية منذ الصغر المسجد والبيت والأهل وأصحابه المقربون فقط .. فهو يعيش معهم بكل طاقاته كانسان حيوي ولكن عند سفره للدراسه في الخارج مثلا فهو سيموت ولن يستطيع التحمل لأنه كما قلنا سمكة ، كذلك هناك أشخاص يتعوّدون على أمور تصل لدرجة التعلق ولا يمكن الاستغناء عنها ، مثل الذي لا يستطيع النوم الا في البيت أو لا يستطيع الدراسة في مكان معين ، وفعلا نجد هذا الشخص مستقبله مهدد اذا ما حدث له تغيير أو تبديل طارئ.
الثعبان والحِرباء
هذا النوع أكره الأنواع بالنسبة لي ، فهو شخص بإمكانه أن يتبدل جلده ويتغير مثل الحرباء ، حتى يحقق مصلحته ويأخذ ما يريد ، يأتي هذا الشخص في مجال معين ويعيش معك على الحلوة والمرّه ويكون بينكم " عيش وملح " بعد ذلك تجده عندما يصل الى ما يريد ينكر هذه العلاقة عندما يكبر وينتفخ ، مثل الثعبان (( أنعم من ملمسها لن تجد ولكن أفتك من سمها كذلك لن تجد )) سمّها خفي فيها .. لايقتلها ولكن يقتل الاخرين ، مع الاسف قد يتشكل هذا الثعبان على شكل انسان صالح أو شخص طيب ولكنه أفعى تصيب بسمها من تشاء ووقت ما تشاء وبعد ذلك تبدل جلدها وتختفي عن الانظار بعد القضاء على ضحيتها.
النملة
ما أحرص النملة على مستقبلها ، وما أقواها وأجلدها على العمل الدؤوب والمنظم ، تعمل في الصيف لتحصد في الشتاء ، تتعب في التخزين وتنعم بعد ذلك بالرخاء ، تحب العمل الجماعي وتشعر أنها من دون المجموعة مجرد نملة ، كذلك بعض البشر حكمته في الحياة اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا .. حريص أشد الحرص على تأمين المستقبل قد يصل به التعب والنصب الى درجة صعبة ولكن يهون ذلك بعد أن يتنعم في رخاء المستقبل والعيش الرغيد ، يحب العمل الجماعي لأنه من خلاله يستطيع أن يكتسب ولو القليل ، ربما يكون بخيل قليلا ولكنه ليس بخل فطري ولكن حتى لا يذهب عمله وكدّه هباء ، يشعر في عمله أنه اذا كان لوحده فهو انسان غير قادر على العمل ولكن من خلال العمل المنظم يشعر بقيمته كونه جزء من مجموعة عاملة وربما يكون هذا النوع من البشر على شكل طالب أو موظف أو رب أسره جديد وبعض الجنسيات العربية يكثر فيها هذا النوع.
النسر
ما أجمل هذا الطائر وهو يعيش في القمم ، يهيم في التحليق بعيدا عن جاذبية الارض ، نظراته الثاقبة ونظراته الشمولية التي لاتحصر في حدود الافق القريب هو ما يميزه ، قادر على أخذ الفريسة بأسلوبه " الخاطف " دون عناء ، يكتفي بتحديد الفريسة ثم الانقضاض عليها .. بعد ذلك تتكفل مخالبه القوية بالباقي ، هذا الذي نسميه الانسان النسر الذي يعيش معنا لكنه محلق في سماءنا روحا لا جسدا يعيش في القمم ويهوى أعلى الرتب ، لذلك هو دائما ينظر الى الامور بنظره فاحصة تشمل جوانب كثيرة يصعب على الاخرين التفكير بها ، ومن يعادي هذا النوع من البشر فان بامكانه في لحظه أن ينقضّ عليه وليس فقط من يعاديه بل أحيانا من يختاره هو ، يبدو على محياه الجدية في القول والعمل ، صعب التخمين بماذا يفكر ، يحب الوحده ولا يستنكرها ، وأحيانا تكون هذه الشخصية ايجابية وأحيانا سلبية .. قد نجده عند المفكرين أو الدعاة المخلصين وبعض السياسيين ومن هذا النوع كذلك أصحاب الهمم العالية جعلنا الله واياكم منهم آمين .
العنكبوت
يعيش بين خيوطه التي يرسمها بنفسه ، ذكي في بناء مصيدته التي تدرّ عليه قوت يومه ، يوم يصطاد بها فراشه ويوم ذبابة ويوم حشره ، لكن بناء هذه " الشبكة العنكبوتية " موهن ضعيف كما ذكره الله تعالى " ان أوهن البيوت لبيت العنكبوت " ، والانسان العنكبوت هو ذلك الانسان الذي يعيش حياته في بناء شيء مؤقت ضعيف ليحصّل به ما يريد ، بمعنى أنه لا يستطيع الالتزام بعمل دائم يسترزق منه .. بل تجده يدخل في عمل معين ليحصد منه ثم ينتقل لعمل آخر وهكذا .. وعادة ما يكون هذا الشخص ذو عقلية مخططة ترسم خطتها بشكل مؤنق وذكي ويعرف ماذا تريد لكن مع الاسف كما أسلفنا خطته ضعيفه وقتيّة أي لها وقت وتنتهي ليأتي بعدها فيخطط من جديد ، قد يكون هذا الشخص تاجر أو دلاّل أو صاحب شركة أو موظف دعاية واعلان.