البشركما هو معلوم لأصحاب الفطر السليمة : ذكر وأنثى ، والطبيعة البشرية تحوي مشاعر متبادلة بين كل من الجنسين ، يبقى هذا الأمر أزلي منذ القدم ، فتلك السيدة امرأة العزيز حينما أعجبت بسيدنا يوسف عليه السلام شغفها قلبها حبًّا إليه. فالمشاعر والعواطف والحب موجودة كطبيعة في الإنسان ,إلا أن الفهم والتعامل الخاطئ معها ,جعل الكثيرين يظنوا أنّ كل عاطفة هي بالضرورة تجاه الجنس الآخر ، ففي هذا الزمن والأزمان السابقة لا يوجد شخص لا يحب . نعم فكل منّا يحب ولكن يختلف نوع الحب من شخص الآخر .
فهذا يحب والديه ، وتلك تحب زوجها ، وهذا يحب حبيبته وخطيبته .. إلخ .
وهذا الأمر ليس محل تركيزنا ,فما يلفت انتباهنا هو نوع آخر من الحب بين الجنسين والعاطفة الموجودة لدى الفتاة والشاب، كما قلنا أن الحب موجود والعاطفة موجودة والمشاعر وغيرها من هذه الأمور ، ولكن حينما توّجه هذه المشاعر بشكل خاطئ سواء من الشاب أو من الفتاة ، فحينما "يعشق " الشاب فتاة أو العكس على أساس غير سليم ، فهما يحبّان بعض بالشكل الخاطئ وتوجه المشاعر بأشكال وسلوكيات خاطئة ، فالحب بوجهة نظري الخاصة لا يكون إلاّ مع الزوج الحقيقي ومع الزوجة الحقيقة ، فإن كان فعلاً الشاب يحب الفتاة فليتقدم لها ولا ينتظر أي أمر ، لكي يفرغ عاطفته وحبه ومشاعره كلّها في زوجته بالشكل والسلوك الصحيح ويكون كل فعله وسلوكه صواب ومبني على الحلال ..
ولكن حينما نرى الإثنان قد قاما بأفعال وسلوكيات منافية للنظم الأخلاقية الإسلامية ,هنا سنقف ضدّ هذا النسق من العلاقات العاطفية ,لأنه بناء للحياة على معصية ، وتكون حياتهم خالية من السعادة واللذة الحقيقة ، فكل حب يكون غير خالص لله يكون حبًّا كاذب ومخادع للشخصين معًا ، ناهيكم عن الحزن الدائم والهموم المتثاقلة التي تثقل وتصب على الطرفين .. نعم كما قلت هو رأيي بأنه ستكون هناك لذة وهذا شيء لا ينكره أحد ، وستكون هناك سعادة وستكون هناك شهوة ورغبة في المزيد من الحب للطرف الآخر، ولكن كلّها ستكون لمدة سويعات أو وقت محدد ينتهي بأفعال وسلوكيات غير مرغوبة .
الحب ، كلمة عظيمة ليست هي حرفين فقط الحاء والباء وإنّما هي معانٍ سامية وأخلاق ومشاعر ، هي أكثر وأكبر من أصفها بكلمة أو اثنتين ، فالحب جعله الله موجودًا في قلوب البشر لتكون الحياة سعيدة مليئة بالإخلاص والوفاء ، الحب هو محرّك هذه الحياة ، فهو صمّام الأمان لها .
نعم هو كلمة عظيمة تحمل بطيّاتها الكثير ولكن حينما نوجهه بالشكل والسلوك السليم ، وخصوصًا أنّ الحياة مبنية على التواصل والالتقاء , فكل جنس يتعامل مع آخر إمّا في العمل ، أو في الأماكن العامة .. إلخ ، لذا فكل جنس يحتاج للأخر بأي شكلٍ كان ولكن علينا أن نفهم كيف تكون هذه الحاجة وكيف نتعامل معها بالشكل الصحيح .
وأخيرًا أيها الشاب ندعوكـ لتحب والدتكـ .. زوجتكـ .. خطيبتكـ .. وأختكـ ، وأنتِ أيتها الفتاة نوّجه الدعوة إليكِ أيضًا ، فلنضبط مشاعرنا العاطفية ونوجهها بالشكل الصحيح
أخيرًا فلنتحاب جميعًا وها هي دعوة لنشر الحب بمفهومه الصحيح .