هل تساءلتم يوماً أيّتها القوارير عن مراسيم احتفالات الزفاف في التاريخ ؟, وتحديداً ما جرى من أعراس في بيوت النبوة, مما لاشك فيه , ان ذلك عبر آفاق تفكيركم يوماً ما !
حسناً ..
سأحكي لكم اليوم مراسيم عرس تاريخي إسلامي من قلب بيت النبوة ((عرس سيدة نساءِ أهل الجنه فاطمة الزّهراء )), إبنة رسول الله عليه الصلاة والسلام , وخديجة رضي الله عنها ,ووالدة سيدا شباب الجة الحسن والحسين رضي الله عنهما.


أي شرفٍ أكثر من ذلك ؟

يا تُرى هل يُمكنكِ أن تتصوري كيف كانت مراسيمَ عُرس فتاةٍ بمثل حسبها ونسبها
ومكانتها في الإسلام ؟


تمّهلي ...لاتأخذك الأفكار بعيداً !


فلم تلبسَ حريراً وتُجر بعربة الحلام أو تسير على زعفراناً ومسكا وتمسك ذهباً وألماسا !, بل كان عُرسها بسيطاً مُباركاً تحفه ملائكة الرحمن من جميع أطرافه.

بلغني أيتها القوارير أن الزهراء-رضي الله عنها- ركبت الهودج وكان يمسك زمام الفرس سلمان الفارسي , ومن خلفها مشى كل رجال الصحابة وقد رفعوا السيوف من أعلى , وأحاطت بها طوال الزفة نساء الصحابة حتى وصلت الى عش الزوجية مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه , وذكر كذلك أن الغناء فرحاً بليلة دخلتها لم يتوقف , وعند الوصول الى بيتها تم الذبح وأقيمت الولائم التي دعا اليها النبي صلى الله عليه وسلم .

وقبل وداع الرسول –صلى الله عليه وسلم- للعريسين


قال مُوجهاً حديثه للعريس


" يا عليّ انتظرني حتى آتيكما "

هنا الرسول عليه الصلاة والسلام كان يود أن يكون آخر إنسان يجالس الزوجين قبل إغلاق الباب عليهما .


بعدها دخل عليهما قائلاً:

" هات يدك يا عليّ , هاتي يدكِ يا فاطمه "


ووضع اليدين فوق بعضما وبدأ يدعو

" اللهم إن هذه ابنتي وأحب الناس إلى قلبي , وهذا أخي وأحب الناس إلى قلبي, اللهم بارك لهما وبارك عليهما واجمع بينهما في خير "

ثم أخذ يد عليّ ووضعها على رأس فاطمة وقال له أن يُردد :

" اللهم أني أسألك خيرها وخير ما خُلقت له "

وقام النبي صلى الله عليه وسلم ومشى حتى باب البيت ثم التفت إلى عليّ وقال :

" يا عليّ أوصيك بفاطمة خيراً ,استودعكما الله .لاتنسيا أن تُصليا ركعتين ** " .

آنستـــــــــي ..


أرأيتِ كيف كانت فاطم أشرف نساء الإسلام في ليله عرسها؟, أرأيتِ كيف كان حفل زفافها ؟, أرأيتِ كيف يكون الإحتفال بليلةٍ مُباركة كهذه ؟

آنستـــــــــي ..

هل تُفضلين أن تكون ليلة عُرسكِ ليلة مٌباهاة ومُبارزة في ابتداع مالا يحل ولا يُرضي الرحمن ؟ أم ليلة تواصل ومودة وطمأنينة واستقرار وحُب ؟


آنستـــــــــي ..


كوني رائدة, مُختلفه حتى في ليلة عرسكِ, لا تنجرفي مع تيارات التباهي المُجتمعيه في الاحتفال بمؤسسة الزواج المُقدسة , فالسعادة الزوجيه حتماً لا تُصنع بثوبٍ ملائكي ترتدينه يرسم الدهشة على وجوه الجميع, ولا بقاعةٍ ملكيه تتوهج بالثريات الذهبيه تخلب الألباب, ولا بكرسي ماسيّ تعتلينه يحبس الأنفاس , ولا بكرنفالٍ أسطوري تسيرين في ركبه وتتبخترين به على وقع ترانيمٍ موسيقيه !

آنستـــــــــي ..

السعادة الزوجية المنشودة التي تبتغينها لا تتحقق بالشكليات, إنما تنجلي نتيجة التوافق الزواجي مع الذي ترتبطين به على أصعدةٍ مُختلفه: على الصعيد النفسي, والفكري, والعقائدي, والروحاني, والثقافي, والاجتماعي, والاقتصادي.


فكلٌ يشعر بأن الآخر نصفه, ومرآته, فتطمئن نفسه وتستقر. وتذكري ان معظم الزيجات التي تبتدأ بكرنفالات إحتفاليه باذخه لا تتنزل عليها بركةٌ سماويه, ولا تتحقق فيها سكينه روحيه !


كوني مُتألقه, مُختلفه, رائدة, وليبارك الرحمن خطاكِ :)


وسكتت شهرزاد عن الكلام المُباح, عندما أدركها الصباح!


"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

على هامش الحكاية:

ركعتي الدخله : من سنن ليلة الزفاف ودخول عش الزوجية إمامة الزوج لزوجته في أداء صلاةٍ من ركعتين , يدعو فيها قائلاً


اللهم بارك لي من أهلي , وبارك لهم فيّ, اللهم ارزقهم مني وارزقني منهم , اللهم اجمع بيننا ما جمعتَ الى خير وفرق بيننا إذا فرقت الى خير .

وبعدها يقول كذلك

بسم الله , اللهم جنبنا السيطان ,وجنب الشيطان ما رزقتنا , ثم قدر أن يكون بينهما ولدٌ في ذلك , لم يضره شيطانٌ أبداً .

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

nashiri logo clear

دار ناشري للنشر الإلكتروني.
عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

 

اشترك في القائمة البريدية