في شقتي المتواضعة أربعة أجهزة لابتوب، وجهازا بي سي، وأنا الذي قبل خمس عشرة ستة فقط كنت أخاف من شيء اسمه كمبيوتر وأفر منه فراري من مصاب بأنفلونزا الخنازير.
هذه الأيام باتت التكنولوجيا تحاصرنا في كل مكان، الجوال والمسنجر والبلاك بيري وصار التواصل مع الآخرين سهلا للغاية لدرجة أن وصول رسالة إيميل إلى أقصى بقعة في العالم صار أسرع من الضوء والصوت، وربما تحولت هذه النعمة إلى نقمة في حال إساءة استخدامها من قبل إرهابيين وجماعات متطرفة.
كنت من أشد الكارهين للكمبيوتر فيما مضى أولا لارتفاع أسعاره، وثانيا لأنه يضيع الوقت والجهد، وفي ذلك الوقت كانت أسعار بعض الأجهزة التي لا تستخدم حاليا ولا في قبائل الماساي الأفريقية أو هنود الكاريب في حوض الأمازون تكفي حاليا لشراء عدد من أجهزة اللابتوب الصغيرة والخفيفة والمتطورة.
ما دفعني مرغما لتعلم الكمبيوتر واقتناؤه هو الإنترنت، ومن وجهة نظري فالإنترنت من أعظم الابتكارات في هذا العصر، ولن يتوقف عند هذا الحد بل سيكون منه أجيال جديدة تتفوق على الموجود حاليا أضعاف المرات، ورغم غلاء اشتراكات الإنترنت وبطئه في بداية طرحه في العالم العربي إلا أني كنت من المبادرين إلى الإبحار فيه.
كانت بدايتي من المنتديات، حيث وجدت فيها التفاعل مع الكتابات التي تطرح، والحرية في الطرح حيث يتخفى كل شخص باسم رمزي يستطيع من خلاله أن يقول ما في صدره دون خوف من أحد.
الآن أضحك على نفسي كلما تذكرت أني أكتب المشاركة في أي منتدى وأنشرها ثم أنتظر وأنتظر دون أن أجد ردا مع أن المنتدى يغص بالمشاركين، والسبب بسيط جدا وهو أنني لم أكن أقوم بتحديث الصفحة بل أتركها كما هي وأنتظر ظنا مني أن الردود تظهر تلقائيا كما يحدث في الدردشة، وأرجو من كل قلبي أن تكون المنتديات القادمة تعمل بهذه الطريقة.
وعلى ذكر الدردشة فلا أحصي المواقف المحرجة التي وقعت فيها لأنني كنت أظن أن كل من يكتب باللون الأحمر أو الوردي أو الموف هو فتاة بدون شك، وأن العاقل لايمكن أن يخطر بباله أن يتقمص دور أنثى مهما كانت الأسباب إلا في حالة التمثيل مع نقص الكوادر النسائية كما هو الحال عندنا أيام عبدالعزيز النمش في دور أم عليوي أو عبدالله المزيني في دور رقية، والحمد لله أن هذه المواقف كانت تنتهي بالتهاب عاطفي فقط ولم تكن تنتهي بالزواج الإجباري.
والحديث عن النت والتكنولوجيا يطول، و"كنا فين وبقينا فين" وأجمل ما في النت الآن أنك تستطيع نشر كتاب ليقرأه الملايين دون أن تتعرض للمواقف البايخة والابتزاز العاطفي والمالي من قبل دور النشر المرتزقة وما أكثرها في الوطن العربي الفسيح!!