من منا لم يشتكِ من صعوبات الحياة؟
من منا لم يواجه في يومه مشكلة؟
من منا لم يتذمر حينما واجهته مشكلة؟ من منا حاول ان يغير طريقة مواجهته للمشاكل؟
اشتكت ابنة لأبيها مصاعب الحياة، وقالت انها لا تعرف ماذا تفعل لمواجهتها، وانها تود الاستسلام،
ذلك أنه ما ان تحل مشكلة حتى تظهر مشكلة أخرى!
اصطحبها أبوها إلى المطبخ و كان يعمل طباخًا، ملأ ثلاثة أوان بالماء ووضعها على النار، سرعان ما أخذ الماء يغلي في الأواني الثلاثة. وضع الأب في الإناء الأول جزرا، وفي الثاني بيضة، و)البن( في الإناء الثالث.
وأخذ ينتظر أن تنضج وهو صامت تمامًا، نفد صبر الفتاة، وهي حائرة لا تدري ماذا يريد أبوها!
انتظر الأب بضع دقائق ثم أطفأ النار، ثم نظر إلى ابنته وقال: ياعزيزتي ماذا ترين؟
أجابت الابنة: جزر وبيضة وبن ولكنه طلب منها أن تتحسس الجزر..! فلاحظت انه صار ناضجًا ورخوًا وطرياً.
ثم طلب منها أن تنزع قشرة البيضة..! فلاحظت أن البيضة باتت صلبة.
ثم طلب منها ان ترتشف بعض القهوة..! فابتسمت الفتاة عندما ذاقت نكهة القهوة الغنية..!
سألت الفتاة: ولكن ماذا يعني هذا يا أبي؟
فقال: اعلم يا ابنتي أن كلاً من الجزر والبيضة والبن واجه الخصم نفسه، وهو المياه المغلية.
لكن كلاً منها تفاعل معها على نحو مختلف.
لقد كان الجزر قوياً وصلباً ولكنه ما لبث ان تراخى وضعف بعد تعرضه للمياه المغلية.
أما البيضة فقد كانت قشرتها الخارجية تحمي سائلها الداخلي، لكن هذا الداخل ما لبث أن تصلب عند تعرضه لحرارة المياه المغلية.
أما القهوة المطحونة فقد كانت ردة فعلها فريدة، إذ أنها تمكنت من تغيير الماء نفسه، فهكذا هي الحياة لا بد من أن نحول احزانها الى افراح بطريقة مواجهتنا لها.
خلاصة القول
عندما تصادفني بعض المشاكل أو المتاعب، يجب ألا أقابلها بوصفها عدواً، وإنما لا بد أن أقابلها بوصفها صديقاً، عندئذ سوف يرى المرء الكثير من جوانبها. ويستطيع أن يتعامل معها بشكل أفضل (أوليفر وندل هولمز)