وقعت عيني صدفة على ملف فيديو يصور لقطات انتشال جثث ضحايا سيول مدينة جدة الحبيبة إلى قلبي ، أطفال ونساء وشباب ، وكأني دخلت في حلم مرعب أحاول أن أتحرك في أحداثه فأستيقظ من شدة العجز ، تألمت وكأني أغرق معهم ، تخيلت .. كيف كانت آخر لحظة في حياتهم ، وما آخر كلمات قالوها ، الأب والأم وأبناؤهم في السيارة ماذا كان حديثهم ومزاحهم قبل أن يخطفهم القدر ، أهكذا ببساطة قتلت الأحلام !
أصبت بحالة غريبة ، تخيلت فجأة أن هذه الطفلة الصغيرة التي رأيتها تُنتشل من بين الوحل هي إبنتي "لولوة" رعاها الله ، وتخيلت ...

ذلك الصبي الذي كان حلمه أن يكون طبيباً يداوي الناس ، فأصبح أباه يجد في تعليمه وتربيته ، وتلك الأم الحنون التقية النقية ، كيف كانت تحفظ أبناءها القرآن ، وكيف كانت تستمع برعايتها لهم ، هل كانت تنتظر عودتهم بعد أن قامت بإعداد مائدة الغداء لهم ؟ ، وهناك رجل شاخ في تربية ابنة له فكانت نعم البنت الباره ، تحمله وتغسله وتداريه وتطببه ، تنظر إلى عينيه المسنتين وتقول له في حب : وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ، كان ينتظرها تعود لتطعمه بيدها الطاهره ، ولكنها لم تعد .. ولن تعود .

يا سيادة الملك عبدالله ، قد سمعت عن حبك للناس وحب الناس لك ، وسمعت عن النهضة والتنمية الكبيرة التي تتحقق في عهدك المبارك ، وسمعت عن كرمك وعطفك وجودك على أبنائك ..

أيها الملك ، أرجوك دعني أرى عدلك مع من باع أبناءك وأهلي في جدة . .

أيها الملك ، ما كتبت رسالتي هذه إلا ليقيني بجدواها ، ويقيني بحبك للعدل ..

أيها الملك ، دعني أرى عمر ابن الخطاب يعود في عام 2009 ..

أيها الملك ، دعني أرى الظالم يفر منك كما فر الشيطان من ظل عمر ..

أيها الملك ، دعني أرى فرحة اليتامى والأرامل في رعايتك وعدلك وإحقاقك للحق في بلادك ..

أيها الملك ..

أيامنا مليئة بالأحداث المتسارعة والتي لعلها قد تمنعنا من ملاحظة أمور مهمة ولو كانت تخص فرداً من ملايين الأفراد في مكان ليس بقريب ، وإني لا أعرف لماذا أكتب هذه الكلمات ، ولكني أشكر الله أن رقق قلبي الذي لطالما شكوت قسوته من كثرة ذنوبه ، وتعطلت وظائفه بسبب إصابته بعدوى "الدنيا" ، رق قلبي ولان حين أشعرني الله بمصيبة غيري ، فجعل الله غفرانه لذنوب قلبي بإحساس صادق قد أوحاه له فنبض فيه فأحياه من جديد ، فكيف يا سعادة الملك بإنسان مثلك حس فنبض قلبه فتحرك حكمه فأقام عدله ؟!

يا خادم الحرمين الشريفين قد خدمتنا زوار بيت الله ، وحاشاك أن يظلم عندك أهل بيت الله.

وإني لأسأل الله أن يقول لك يوم الحشر: بعدلك أدخلك الجنة من أي الأبواب شئت.

سكني بعيد عن جدة ، لكن روحي وقلبي قريبان . .


رابط الفيديو: http://www.youtube.com/watch?v=7D9KZP3Al0k

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية