"وابني، أهديته، اجمل هدية ...دون أن يكون مدينا لي بشيء تصوروا ماذا كان يمكنه أن يصبح لو أنني دللته ؟" هذا كلام السيد هوندا أحد عمالقة الصعود الصاعق للبيان من نقطة الصفر بعد الحريق الشامل على يد الولايات المتحدة الأمريكية بالقنبلتين الذريتين هو " هيروشيما" و"نكازاكي" عام 1945 وقد قاله في جلسة عامة حينما سئل عن الذي قدمه لأهله وذويه ولماذا لم يقف بجانب ولده الوحيد عندما اضطر إلى تأسيس شركته الخاصة ، "فهوندا" رفض مثلا أن يو ظف الإبن عنده لأنه كان يعتبر ذلك محاولة منه لإفساد الولد... ودفعه الى الاتكالية بدل الفعالية وهو المنطق الذي كان وقفة يسير "هوندا" حتى وصلت به قناعته إلى حرمان العائلة كلها من الميراث.. وفي هذا الباب يقول: "لن يحصلوا على شيء إطلاقا ، كل هذا ليس ملكي، إذن فهو ليس ملكهم أيضا إن هذا هو ملك الذين صنعوا جودة هوندا.."
هكذا كان يفكر هذا المخترع العظيم.. ولو لم يكن كذلك ما كانت شركاته تكتسح الدنيا.. وما كان لابنه مكان في عالم الصناعة... وهو التفكير الذي جعل اليابان تصعد القمم في شتى المجالات وجعلها أمة مهاية الجانب لا تضاهيها أمة في الاتقان والاعتماد على النفس ولو تصورنا حالنا مع ما قام به السيد "هوندا" تجاه عائلته، ماذا سوف نجد يا ترى؟ وهل حقيقة الأمر هناك مجرد مجال حتى للمقارنة بيننا وبينهم؟ بالتـأكيد لاوجود لوجه الشبه بيننا على الإطلاق ، كوننا مجمعا بتشديد الميم، لأفراد ينطبق عليهم الوصف ألغثائي وكونهم أمة أدركت من دون وساطة أن الحضارة لا تمتلك بضم التاء إلا بامتلاك ناصية المعرفة وتحسين القدرات العقلية. إننا مسلمون بالوراثة وبالتوارث ... لأن المسلم الحقيقي ذاك الذي يعرف حقيقة الحديث الشريف "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة" ومهما تقولنا أقاويل في ما يليق بنا ولا يليق... فإن ذلك ليس إلا مخادعة وملهاة قاتلة. ويوم ندرك حقيقة العقيدة ونختار طريق الله عن إخلاص لا عن نفاق وتلفيق فإننا سنكون مثل اليابان الذي انجب " هوندا" العظيم ولو كان بوديا عابدا للأحجار . أما والإدعاء أننا كوننا نسرق صلاتنا خمس مرات فهذا باطل وهراء ويستحيل أن تكون آخرتنا مغايرة لدنيانا.. والعاجز في الدنيا عن إطعام نفسه .. من المستحيلات المليار أن يدخل الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط.