[IMG]http://www.nashiri.net/aimages/civil_culture.jpg[/IMG]
وأهم ما تأخذه الموسوي على المؤلفة، اهتمامها بالطبقات الاجتماعية العليا في الدولة التي تناقش فيها موضوعاتها (مصر وتركيا وإيران) سواء المنزل أو السكن أو الحياة العائلية أو الحياة الاجتماعية والعامة، حيث تقدم جينيفر سكيرس وصفا للحياة اليومية في المجتمع الإسلامي في نهايات العصور الوسطى وبدايات العصر الحديث، وتحديدا في الفترة الممتدة من القرن السادس عشر وحتى التاسع عشر الميلادي، أي ما بين أوج نضج ثقافة هذه المجتمعات، وبداية النهاية واضمحلالها أمام تزايد التأثيرات الأوربية الفكرية والفنية، غير أنها لا تقدم تفصيلا لشرائح المجتمع في هذه المدن التي تغلب عليها الشريحة المسلمة، وتعيش في كنفها الشرائح المسيحية واليهودية.
وترجع الموسوي تركيز سكيرس على البيوت الثرية في مجتمعات الدراسة لسببين:
الأول، توفير إطار لمعروضات جناح الشرق الأوسط في متحف اسكتلندا الوطني، وأي واحد من هذه البيوت الموسرة قادر على إقامة معرض لجميع الفنون الجميلة.
والثاني، قلة المصادر المكتوبة التي توثق للحياة الاجتماعية في نهاية العصور الوسطى وبداية العصر الحديث.
بعد أن صالت الموسوي وجالت في مقدمتها العميقة والمهمة للكتاب، تجئ دعوة جينيفر سكيرس للقارئ لزيارة المساكن الحضرية الثرية في تركيا ومصر وإيران في الفترة ما بين القرنين السادس عشر والثامن عشر، والاستمتاع بأجوائها، حيث تركز على ثلاث من كبريات المدن الشرقية، فاحصة الحياة الأسرية، والأنماط الاجتماعية للحياة، والجوانب المادية للحضارة، والتي عبرت عنها في فصول كتابها الممتع. وهي تلاحظ أن المنزل الشرقي في حد ذاته، أي الأسرة الممتدة ومن تُعيلهم، لم يتغير بشكل جوهري، وأن الجمال كان جزءا يوميا من الحياة.
بدأت سكيرس كتابها بالحديث عن المدينة، وترى أن مدنها الثلاث الخاضعة للدراسة تشترك مع غيرها من مدن المنطقة بثقافة حضرية تعكس تنوعا تاريخيا واقتصاديا واجتماعيا ودينيا وعرقيا، وأن المصنوعات المستخدمة في العوالم الداخلية لمنازلها هي عرض جلي لهذا التنوع. فإسطنبول ظلت آهلة بالسكان منذ تأسيسها في القرن السابع قبل الميلاد، كمستوطنة يونانية تجارية متوسطة الحجم عرفت باسم بيزنطة. أما القاهرة فتتميز باستمرارية استيطانها منذ العصر الفرعوني، عندما كانت معروفة باسم ممفيس، ثم جيزا، ومرورا بالعصر الإغريقي فالروماني، ثم العصرين الوسيط والعثماني، والعصور الحديثة، وهي تشبه إسطنبول من حيث إنها تقع استراتيجيا على مجرى مائي كبير. أما المستوطنات الحضرية الإيرانية، فترى سكيرس أنها كانت أكثر تخلخلا منها في تركيا أو مصر، ففيما عدا المنطقة المحصورة بين بحر قزوين في الشمال والخليج في الجنوب، فإن بقية البلاد قاحلة وتفتقر إلى المجاري المائية التي يمكن استخدامها كوسيلة للمواصلات، ولكن عندما نقلت العاصمة إلى مدينة طهران في الشمال عام 1786 تساوت اعتبارات توافر الماء والغذاء، فقد اشتهرت طهران منذ القدم بجودة حدائق الفاكهة والخضراوات، وبسهولة الحصول على الماء من الينابيع ومن قنوات جبل "ديمواند".
ولكن بعامة فإن إحدى المشاكل الدائمة في المدن هي مشكلة توفير السكن والخدمات لقاطنيها، لذا فإن المباني اللازمة لخدمة حياة المدينة اليومية تُقام في المساحة ما بين أسوار المدن والمباني الملكية وحولهما، وشبكات الطرق الرئيسية التي تشكل دروب المواصلات تقوم كذلك بتقسيم الطرق الرئيسية إلى قطاعات الخدمات والسكن. أما الشوارع ضمن كل قطاع فقد كانت في الغالب معقدة وضيقة، قذرة ورطبة في الشتاء ومليئة بالغبار في الصيف.
وعن إسطنبول تذكر المؤلفة أن سكانها الفقراء يعيشون في أجواء مكتظة، في حين أن منازل الأغنياء كانت تقع نحو الشمال والشرق، أما طهران فكانت أكثر اكتظاظا، ولكن المدن لا تظل ثابتة على حال واحدة، وربما تكون طهران هي المدينة التي تعرضت لأكبر قدر من التغير السريع، فقد تضاعف تعداد سكانها إلى درجة أن الاستيطان قد انتشر خارج الأسوار مسببا مشاكل أمنية. لذا فقد أصدر ناصر الدين شاه قرارا بإعادة بناء طهران في ديسمبر 1867.
ومن المدينة إلى المنزل تنقلنا سكيرس في فصلها الثاني من الكتاب. وتذكر لنا أنه في إيران يتضح الفهم العميق للتوازن بين المباني والمساحات الداخلية في عمارة المنازل، وأن توسعة طهران عبر برامج البناء في الستينات من القرن التاسع عشر شهادة جلية على ذلك.
أما القاهرة التي كانت أكثر اكتظاظا فإنه وجدت حلولا سمحت بتوفير مساحات لإقامة الحدائق أو العرائش ضمن مخطط المنزل.
وفي إسطنبول كانت البيوت تُحاط بحدائق، ويشكل البُسفور خلفية المشهد العام.
السلاملك والحرملك
وفي معظم الأحوال، فإن الحياة الحضرية عند جميع الطبقات كانت تتطلب فصلا واضحا بين "السلاملك": قاعات الرجال، وحيث يُستقبل الضيوف، وبين "الحرملك": الأجنحة الخاصة حيث يقضي الرجال من أفراد العائلة، والنساء وصديقاتهن أوقاتهم، كما هو الحال في إسطنبول على سبيل المثال.
أما في القاهرة فكانت واجهات المنازل البسيطة تستر الحياة في الداخل، إذ كانت نوافذ الطابق أو الطابقين العلويين محجوبة بمشربيات خشبية تستند فوق العوارض المقوَّسة المقامة في أعلى جدران الطابق الأرضي.
وفي طهران فإن المباني لا تزال محاطة بأسوار عالية، وتراعي الفصل بشدة بين أجنحة الرجال وتسمى "بيروني" (السلاملك)، وأجنحة النساء وتسمى "أندرون" (الحرملك).
أما المسكن (أي المنزل من الداخل) فكان عنوان الفصل الثالث، وفيه تعرض المؤلفة لمخططات المنازل في إسطنبول ـ التي كثيرا ما تظهر براعة وإبداعا في توزيع الغرف والأفنية والشرفات والسلالم والمصطبات ـ وكانت هذه المخططات خاضعة لمبدأ تأمين استخدام الفضاء الداخلي بكفاءة لخلق بيئة خصوصية للحياة الأسرية.
ثم تنتقل للحديث عن هذه المخططات الداخلية لمنازل القاهرة وطهران. وهي بذلك تعقد دراسة مقارنة للبيوت ـ وخاصة بيوت الأثرياء ـ في المدن الثلاث.
بعد ذلك تتحدث عن الحياة العائلية داخل كل بيت من هذه البيوت، حيث يحوي منزل الأغنياء في العادة: الأب وزوجته أو زوجاته، وأبناءه المتزوجين وعائلاتهم، وأبناءه غير المتزوجين وبناته غير المتزوجات أو المطلقات، والحشم والخدم.
وتلاحظ أن عادة تعدد الزوجات أضافت تعقيدا آخر على تركيبة الحياة الأسرية، بل قد يساعد على تفسير العمارة المعقدة لبعض البيوت التقليدية في القاهرة، حيث تقطن الزوجات في منزل واحد، ولكن في أجنحة منفصلة داخل الحريم، كل منهن مع أطفالها وخدمها.
أيضا كانت الحياة في المسكن تتشكل بتأثير من العبادات الإسلامية، حيث كانت بعض الصلوات تؤدَّى في المسكن، وكانت العائلات تضيف سجادات صلاة صغيرة أو أقمشة مطرزة بشكل جميل، إلى ممتلكاتها من المنسوجات المنزلية، لإقامة الصلاة في المنزل.
تعرضت المؤلفة أيضا إلى تنظيف المسكن، وغسل الثياب، وشراء الأطعمة، وتخزينها، وإلى التعليم الذي كان من اهتمام الحريم حيث تجرى تنشئة الأطفال في "الحرملك"، ومن ثم فإن تعليمهم المبكر للغة والعادات الإسلامية كان يكتسب من أمهاتهم وقريباتهم من النساء اللواتي كان حبهن لأطفالهن واعتزازهن بهم يستمر طوال حياتهن.
وعموما فإن التعليم كان يتباين حسب الإمكانات المادية والوضع الاجتماعي والموهبة.
وكانت الفتيات يدربن على إدارة المنزل بما في ذلك الإشراف على الخدم الكثر، والخياطة والتطريز والطبخ، وكانت الكثيرات منهن ـ كما لاحظت سكيرس ـ مدركات لمبادئ الإسلام وقادرات على ترتيل أجزاء من القرآن الكريم.
أما الفتيات في القصور ومنازل الأسر الثرية والعلماء، فقد كنَّ مثقفات ويدرسن الأدب العربي والفارسي والتركي، والموسيقى على أيدي متخصصين، وكانت هذه الأنشطة مهمة أساسية في الثقافة الحضرية.
تعرضت المؤلفة أيضا في إطار حديثها عن المسكن إلى الملبس وموضاته أو الأزياء، وعلى سبيل المثال اتبعت سيدات الطبقات العليا في القاهرة نسق الموضة بتأثير من الموضة العثمانية. أما نظيراتهن في إيران القرن التاسع عشر فقد كن يتزين بمجوهرات وزينة وجه على درجة مماثلة من الروعة، لكنهن كن يفضلن الخطوط ذات الشكل الناقوسي.
أيضا فن الطبخ وتقديم الوجبات كان نشاطا أساسيا ذا مكانة عالية، وقد تطورت ثقافة غذائية لافتة للنظر في الشرق. وقد لاحظت سكيرس أن مواعيد الأكل كانت متوافقة مع مواعيد الصلاة، وتستغل ضوء النهار في أفضل صورة.
ثم تتعرض لأصناف الطعام، ولاحظت أن الأرز يقدم كصنف أساسي مع كل الأطعمة، أو يطبخ بذاته في أصناف شهية.
وفي جميع الأحوال كانت الأنشطة اليومية تنتهي مع صلاة العشاء قبيل إخلاد العائلة إلى النوم.
بعد ذلك تخرج بنا المؤلفة إلى خارج المسكن، حيث نتجول في الحياة الاجتماعية والعامة لمدنها الثلاث، وهي تلاحظ أن التمازج بين العادات اليومية للعائلة والتقويم الإسلامي للمناسبات الدينية أسبغ نسقا وإيقاعا محددين على رتابة الحياة اليومية.
وقد ذهبت بنا المؤلفة ـ في هذا الفصل ـ إلى الحمام العمومي، ورغم وجود حمامات خاصة في المسكن، إلا أن زيارة الحمام العمومي تكون غالبا للرفقة والتسلية. وفي الوقت نفسه كانت النزه العائلية غير الرسمية إحدى متع الحياة الاجتماعية في إيران.
[IMG]http://nashiri.net/aimages/lady_jar.jpg[/IMG]
سيدة من العامة عائدة من الحمام
وبالإضافة إلى الحمام والنزه العائلية، كانت هناك بعض الطقوس أو الشعائر التقليدية تقام في حالات الولادة والختان والزواج والموت وغيرها.
وعلى سبيل المثال كان ختان ابن السلطان في إسطنبول مناسبة للاحتفالات العامة، حيث يبعث موكب من حاشية البلاط والتجار البهجة في شوارع إسطنبول، ويزين الناس الشوارع بمنسوجاتهم المنزلية، معلقين إياها فوق مداخل البيوت كبيارق، ويصفونها على طول طريق الموكب.
أما احتفالات الزفاف فكانت تتألف من أسبوع من الولائم والاحتفالات في كل من السلاملك والحرملك مصحوبة بموكب باهر من العائلات الثرية. وقد كانت هذه الطقوس المقدسة عبر الزمن تتبع في جميع أنحاء الشرق، ولكن بالتأكيد كان يُحتفى بها بشكل أكثر إبهارا في عائلة السلطان العثماني.
توقفت الكاتبة بعد ذلك عند الجنازات، والاحتفالات الدينية مثل رأس السنة الهجرية، وليلة عاشوراء، أو اليوم العاشر من المحرم (ذكرى استشهاد الإمام الحسين) واحتفال الإيرانيين بيوم النيروز أو النوروز (21 مارس / آذار) وهو يوم لا يعتمد على التقويم الإسلامي (مثله في ذلك مثل احتفال المصريين بيوم شم النسيم الذي لم تشر إليه المؤلفة في كتابها).
أيضا أشارت سكيرس إلى احتفال المسلمين بمولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، لكنها ذكرت أنه في اليوم السابع والعشرين من الشهر الثالث (أي ربيع الأول) ولكن المعروف أن ذكرى مولد النبي (صلى الله عليه وسلم) تكون في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول، وليس السابع والعشرين، ويبدو أنه حدث خلط بين يوم احتفال مولد النبي، ويوم الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب (الشهر السابع) على الرغم من الإشارة إلى الاحتفال السنوي برحلة الرسول المعجزة إلى السماء (الإسراء والمعراج).
وكان ينبغي على المترجمة ليلى الموسوى الإشارة أو التنبيه إلى هذا الخطأ في يوم الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، مثلما أشارت في الهوامش إلى أن تضحية النبي إبراهيم بابنه إسحق ـ وليس إسماعيل ـ (طبقا للرواية اليهودية والمسيحية). هنا تركت المترجمة النص الأصلي كما هو، ولكنها نبَّهت أو أضافت في الهوامش معلومة مفيدة، تفيد أن هذا هو المعتقد في الديانتين اليهودية والمسيحية، وهو خلاف ما يعرفه المسلمون أن التضحية كانت بالابن إسماعيل وليس إسحق. كان على المترجمة أن تفعل ذلك، وتصحح تاريخ الاحتفال بالمولد النبي الشريف (12 ربيع الأول) إلا إذا كان يوم الاحتفال يختلف في القاهرة (وكل مدن مصر كذلك) عنه في إسطنبول أو طهران، وكان عليها أيضا في هذه الحالة أن تذكر ذلك، لتثري معلومات القارئ.
أيضا نحن نعرف في قصة يوسف وزليخة أن الأخيرة دعت صديقاتها من النساء لرؤية النبي يوسف عليه السلام، ووضعت أمامهن سكاكين وأطباقا من الفاكهة، فلما رأين يوسف قطعن أياديهن بدلا من قطع التفاح، ولكن في ص 46 تذكر المؤلفة أن الأخريات (أي صديقات زليخة) تقطع أياديهن عوضا عن البرتقال، وليس ـ كما هو معروف لنا ـ التفاح. ثم تبرر بذلك إبراز البرتقال من بين الفواكه الجمة المقدمة للضيوف في الشرق، على الرسومات المقتبسة من هذه القصة ذات الموضوع الأخلاقي والأدبي المشترك بين اليهودية والمسيحية والإسلام.
ومادمنا في مجال ذكر الأخطاء، فقد لاحظت أنه لا يوجد في هوامش مقدمة المترجمة الهامش رقم 45، رغم وجود الرقم في المتن (ص 40). في حين وجد في الهامش الرقم 41 وشرحه، ولا يوجد له ذكر في المتن. وفي هوامش الفصل الأول (ص 205) معلومة عن الشاعر الإيراني نور الدين عبد الرحمن، الشهير بجامي وأنه ولد في عام 535 هـ وتوفي في عام 599 هـ.ت 898 هـ / 1492 م. وأعتقد أن (ت 898 هـ ) زائدة.
نعود إلى مقدمة ليلى الموسوي مرة أخرى لأهميتها وإضافتها إلى موضوعات الكتاب وفصوله، التي تعرفنا عليها من خلال العرض السابق، لنرى أن المترجمة تحدثت، أو بالأحرى علَّقت، على موضوعات المؤلفة فيما يتعلق بالإطار العام للحياة الحضرية في مدن الشرق، والحياة في بيوت الشرق الغني، وتدهور تدريس العلوم الطبيعية، فغلبت الخرافات وتفاقم الاعتقاد بالسحر والشعوذة، كما علقت على موضوعات الثياب والزينة الشخصية، ولاحظت أن غطاء الرأس هو الأكثر تباينا بين الأقاليم والعواصم، والأكثر تغيرا تبعا للذوق العام عبر العصور والقرون المتتالية. أيضا علقت على قوائم الطعام، وعلى التقاليد التي لا تندثر بسهولة في الشرق، وعن التسلية في الحمامات العامة والمقاهي، وعادة شرب القهوة. وتذهب الموسوي إلى أنه من الصعب تحديد التاريخ الذي شاع فيه استخدام القهوة في المشرق، ولكن يعتقد أنه كان في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي.
أيضا كان هناك حديث المترجمة عن تطور الفنون والصناعات في الأقاليم الإسلامية، حيث أسهمت الرعاية السلطانية والذوق والطراز المحبب لدى الأسرة الحاكمة المتباينة المشارب، في تشكيل الذوق السائد وخلق شخصية الفنون الإسلامية، ومن ناحية أخرى فقد أسهم تدهور النظام السياسي وسقوط الخلافة الإسلامية في إسدال الستار على الفصل الأخير لثقافة فكرية وفنية بدأت تتمايز عن غيرها منذ القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي.
لاشك أنه كتاب ممتع ومفيد وعلى الرغم من أنه موجه للقارئ الغربي في الأساس، في محاولة لشرح مغزى المعروضات الفنية الإسلامية في متحف اسكتلندا الوطني ـ كما تقول الموسوي ـ فإنه يعنى القارئ العربي المعاصر بالدرجة الأولى، خاصة وأن ما تصفه المؤلفة من مظاهر الحياة اليومية في نهايات القرون الوسطى وبدايات العصر الحديث، والذي لا يزال قطاع كبير من الشعب العربي يعيش في أجواء مشابهة له، بدأت تخفت صورته يوما بعد يوم وبسرعة كبيرة مع اطراد انتشار التعليم الحديث ووسائل الإعلام والاتصال المعاصرة.
ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب في زمن العولمة.