- صدر حديثاً عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" العدد (15) من فصلية "قضايا إسرائيلية، يقع في 130 صفحة، ويتناول العدد مجموعة من العناوين تتركز في محاور الجدل الساخنة على الساحة الإسرائيلية على المستويات الإجتماعية والسياسية والأكاديمية- التاريخية.
ففي دراسة أعدها د. جوني منصور، بعنوان "المستعربون: البدايات والجرائم، كيف أعدوا المستعرب وما هي مهماته؟" ، حديث مستفيض عن وحدة المستعربين في الجيش الإسرائيلي التي تعد إحدى أذرع القمع والقتل ضد الفلسطينيين، وتحظى رغم طابعها الإرهابي، بتقدير في الشارع الإسرائيلي. "الإستعراب العسكري" الإسرائيلي لم ينشأ مع الإنتفاضة الأولى أو الثانية، بل أقيمت وحدات مستعربين قبل العام 1948، ومارست دوراً كبيراً في عمليات القمع والتشريد، وأصبحت جزءاً من الجيش الإسرائيلي وحرس الحدود. وتحت عنوان "هرتسل: ما وراء الأسطورة" وبمناسبة مرور مائة عام على وفاة هرتسل، أعد أنطوان شلحت دراسة عن دور هذا الرجل، في تاريخ الحركة الصهيونية (أبرز مؤسسيها) وفي رسم ملامح الدولة اليهودية المعاصرة، حيث أن أفكاره ونظرياته تثير جدلاً في الأوساط الصهيونية نفسها، وقد طافت علىالسطح في ذكرى وفاته المئوية.
وفي مقال عن "شخصية العربي في المسرحيات" يتناول الدكتور دان ياهف المسرح الإسرائيلي-العبري الصهيوني منذ بدايته العام 1911 وحتى العام 1999 وكيفية تصويره للشخصية العربية، ويظهر جلياً من خلال استعراض أعماله المسرحية خلال هذه الحقبة أنه تأثر بالنظرة الكولونيالية الاستعلائية التي ميزت رؤية الحركة للشرق بشكل عام وللعرب بشكل خاص. العربي بالكوفية والشبرية، كانت شخصية مهمّشة، مثيرة للخوف والاستهتار، ومع تغيُّر الأحوال السياسية صارت تتغير أيضاً في المسرح العبري، ويخلص الكاتب إلى أنها اليوم أقرب إلى الواقع.
يقدم د. أريئيلا شادمي، تحليلا في موضوع بعنوان "شرطة إسرائيل في خدمة الهيمنة"، موقع وبنية وتوجه الشرطة في إسرائيل، كجهاز "مهمته الدفاع عن الجمهور وخدمته"، لتثبت أنه في غياب الرقابة الصارمة والصحافة الناقدة والجمهور الحساس للديمقراطية وحرية الإنسان، فإن جهاز الشرطة في إسرائيل هو مؤسسة سياسية هدفها خدمة النخب الحاكمة والمهيمنة بواسطة القمع والسيطرة علىالأقليات القومية والطائفية والإجتماعية. وبعد أن تحلل مبنى وتوجهات الشرطة الإسرائيلية، تضيف على دراستها مقالاً عن تعامل الشرطة مع المواطنين العرب في هبّة أكتوبر 2000 كنموذج لسياستها العامة والخاصة ودورها في خدمة النظام.
يعود د. ليف غرينبرغ، في "زلة لسان تاريخية" إلى التاريخ لإضاءة حقبة هامة في العلاقات اليهودية الفلسطينية، إلى الفترة ما بين 1929 إلى 1936، وإلى أحداث تكاد تكون مهملة، خاصة تلك التي تميزت بنضالات نقابية وعمالية مشتركة ضد الإنتداب البريطاني، والتقاء المصالح بين شرائح مختلفة عربية ويهودية أدت إلى نضالات مشتركة، حققت إنجازات في أحيان وفي أحيان أخرى قمعت من سلطات الإنتداب أولاً ثم قيادة الحركة الصهيونية، وكذلك قوى متسلطة عربية.
ويكتب د. غال ليفي، عن حزب "شينوي"، الذي كان مفاجئة انتخابات 2003، إذ فاز بخمسة عشر مقعداً في البرلمان الإسرائيلي والذي أثار وما زال يثير الكثير من الإهتمام والدراسات إذ قدّم نفسه للناخب الإسرائيلي على أنه حزب الطبقة الوسطى الإسرائيلية وحزب "العلمانية الإسرائيلية" وحزب التيار الليبرالي الإسرائيلي. فكيف نجح بهذا الشكل؟ وما هو مستقبله؟ الدكتور غال ليفي، يُحَّلِل ظاهرة نجاح حزب "شينوي" وطروحاته ويحاول الإجابة على السؤال: هل فعلاً حزب "شينوي" هو حزب العلمانية الإسرائيلية؟