الخرافة صنعت إلهًا أمريكيا، والإله قد فشل
كتابٌ من أخطر الكتب التي صدرت عن المخابرات المركزية الأمريكية C IA ودورها في مجال الآداب والفنون على مستوى العالم بأسره، وفي أوربا على وجه الخصوص، حيث قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتسييس الثقافة، واستغلالها لإحكام قبضتها على العالم.
قامت بتأليف الكتاب الكاتبة الإنجليزية فرانسيس ستونر سوندرز، وترجمه إلى العربية المترجم القدير طلعت الشايب، وقدمه عاصم الدسوقي، وصدر مؤخرا عن المشروع القومي للترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة (العدد 279)، ووقع في أكثر من خمسمائة صفحة من القطع الكبير. العنوان الأصلي للكتاب هو THE CULTURAL COLD WAR وصدرت طبعته الإنجليزية الأولى عام 1999 بعنوان "من الذي دفع للزمار؟". وصدرت الطبعة الثانية في نيويورك عام 2000.
[IMG]http://www.nashiri.net/aimages/codculturallwar.jpg[/IMG]
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وانتصار الحلفاء على دول المحور، وخروج ألمانيا وإيطاليا ورمانيا وبلغاريا والمجر واليابان من المنافسة، لم يعد أمام الولايات المتحدة الأمريكية من منافس لالتهام أوربا الجريحة، سوى الاتحاد السوفيتي، فبدأت مسيرة الحرب الباردة، وخاصة في المجال الثقافي أو في مجال الفنون والآداب، لانتزاع أكبر جزء من العالم لأمركته، أو لإخضاعه لها. ومن هنا فإن النظام العالمي الجديد الذي تحلم به الولايات المتحدة الأمريكية، بُدِئ العمل على تحقيقه بالفعل بعد أقل من عامين على عناق الجنود الروس والأمريكيين على ضفاف نهر ألبي، ولكن لم يلبث أن تحول العناق إلى زمجرة وإلى غضب مكبوت، ولم يلبث أن سعى الأمريكان إلى الألمان ليصبحوا الأصدقاء الجدد، ويصبح الروس هم الأعداء. ولم يكن هناك جهاز أمريكي تستطيع الولايات الأمريكية توجيهه لتحويل الغضب المكبوت إلى سيطرة حقيقية على أوربا، سوى جهاز المخابرات المركزية الأمريكية C IA، الذي أنشئ في يوليه عام 1947 والذي كان بالفعل بمثابة وزارة ثقافة لأمريكا، والذي أسس في عام 1951 منظمة الحرية الثقافية. حيث كان "الكونسورتيوم" هو السلاح السري في الصراع الأمريكي أثناء الحرب الباردة، وهو سلاح له نتائج واسعة في ميدان الثقافة، حيث كان قلة فقط من الكتَّاب والشعراء والفنانين والمؤرخين والعلماء والنقاد في أوربا، لم تكن أسماؤهم مرتبطة على نحو أو آخر، بتلك المؤسسة السرية للتجسس التي ظلت تعمل، دون أن يُكتشف أمرها، ودون منافسة، على مدى يزيد من عشرين عاما، وظلت تدير جبهة ثقافية معقدة، مدعومة على نحو كبير باسم حرية التعبير، بغرض الاستيلاء على عقول البشر، وقد قامت تلك الجبهة بتكريس ترسانة من الأسلحة الثقافية: صحف، مجلات، كتب، مؤتمرات، ندوات، زيارات، معارض، حفلات موسيقية، فنون تشكيلية، أفلام، جوائز، منح علمية، درجة زمالة أدبية، سيطرة على أصحاب المواهب الشعرية .. الخ. مع الاهتمام بشكل خاص بالكتاب، فكتابٌ واحد يمكن أن يغيِّر توجهات وسلوك قارئ بشكل لا يتحقق عن طريق أي وسيلة أخرى، الأمر الذي يجعل الكتب أهم سلاح في استراتيجية الدعاية بعيدة المدى.
من أجل ذلك جندت المنظمة يساريين سابقين، وهو أمر قد يبدو غير قابل للتصديق، حيث كانت هناك مصلحة مشتركة حقيقية، وكان هناك اقتناع بين الوكالة وأولئك المثقفين الذين استؤجروا لكي يخوضوا الحرب الثقافية، والذين تم وضعهم وأعمالهم مثل قطع الشطرنج في اللعبة الكبرى، حتى وإن لم يعرفوا ذلك. فبأي كيمياء غريبة استطاعت المخابرات المركزية CIA أن تقدم نفسها لمثقفين كبار باعتبارها وعاء ذهبيا لليبرالية المأمولة؟.وحيث يعتقد المثقفون أنهم يتصرفون بحرية، بينما هم في الواقع مكبلون بقوى لا سيطرة لهم عليها. وقد وجدت الكتب، وخاصة الكتب السياسية، تحفيزا خاصا بواسطة مؤلفين أجانب غير معروفين، إما عن طريق دعم الكاتب مباشرة، إذا توفرت إمكانيات الاتصال السري، أو بشكل غير مباشر عن طريق الوكلاء أو الناشرين. غير أن المسألة لم تكن مجرد شراء ذمم وإفساد كتَّاب وباحثين، وإنما كانت إرساء نظام قيم كيفي مصطنع، يُقدم من خلاله الأكاديميون، ويُعين محررو المجلات، ويُدعم الدارسون، وتُنشر أعمالهم، وليس بالضرورة لأنهم جديرون بذلك ـ كان ذلك يراعى أحيانا ـ وإنما بسبب ولائهم.
إن العمل السري في تلك الحرب الباردة، هو أي نشاط سري يهدف إلى التأثير على الحكومات الأجنبية أو الأحداث أو المنظمات أو الأفراد لمساعدة سياسة الولايات المتحدة الخارجية، ويتم بطريقة لا تُظهر تورط حكومة الولايات المتحدة، باعتبار أن قدر أمريكا هو الاضطلاع بمسئولية القرن بدلا من أوربا الممزقة، سيئة السمعة. وهذا الرأي الأخير اعتبره البعض من الأساطير المركزية للحرب الباردة.
ويأتي كتاب الحرب الباردة الثقافية ليضع أمام القارئ قصة صعود منظمة الحرية الثقافية الأمريكية وهبوطها، وهي في الوقت نفسه قصة الهيمنة الأمريكية، وقصة الجاسوسية الأمريكية في مجال الثقافة، أو في مجال الآداب والفنون، من خلال جهود جوسلسون العقل المدبر لحملة الدعاية الثقافية الأمريكية المضادة للسوفيت، ومعه فريق من العمل يتكون من: ميلفن لاسكي، وفلاديمير نابوكوف، وجان كوكتو، وغيرهم، الذين أسسوا مجلة "ديرمونات" الشهرية التي كرست لبناء جسر أيديولوجي بين المثقفين الألمان والأمريكيين، واجتذابهم بعيدا عن التأثير الشيوعي، كما عملت على كسب النخبة الثقافية الغربية لحساب الطرح الأمريكي، واستخدام الشيوعيين السابقين لمكافحة الشيوعية. وبالفعل تصبح استراتيجية تقوية اليسار غير الشيوعي هي الأساس النظري للعمليات السياسية لوكالة المخابرات المركزية C IA ضد الشيوعية على مدى العقدين التاليين. وتصبح عملية شراء الحرية أولا، ثم تقييدها بعد ذلك، باسم حرية التعبير، من أهم استراتيجيات العمل في الوكالة.
سنفاجأ ونحن على صفحات الكتاب، بكتَّاب عالميين، كانوا أداة طيعة في يد منظمة الحرية الثقافية التي تديرها المخابرات الأمريكية ـ سواء عرفوا ذلك أم لم يعرفوا ـ، سنفاجأ بأسماء مثل: أرنست همنجواي، آرثر ميللر، إيليا تولستوي (حفيد الروائي الروسي الشهير)، روبرت لويل، أندريه مالرو، جون ديوي، كارل ياسبرز، إلبرتو موارفيا، هربرت ريد، ستيفن سبندر، أودن، نارايان (الهندي)، ألن تيت، إيتالو كالفينو، فاسكو براتوليني، فضلا عن الفنانين تشارلي شابلن، مارلون براندو، رونالد ريجان (الذي أصبح فيما بعد رئيسا للولايات المتحدة) وغيرهم. لقد أصبح عشراتٌ من المثقفين الغربيين مرتبطين ب C IA عن طريق حبل الذهب السري.
كما عملت المنظمة على تغيير بعض أحداث ونهايات روايات جورج أورويل: مزرعة الحيوانات، والإله الذي فشل، ورواية 1984 لتخدم مصالحها، وبذلك تصبح مثل هذه الروايات التي تحولت إلى أعمال درامية من نتاج عمل المخابرات. وعلى سبيل المثال قامت C IA بتمويل الفيلم الكرتوني مزرعة الحيوانات، المأخوذ عن رواية أورويل ووزعته في أنحاء العالم. كما قامت بوضع نهايتين مختلفتين للفيلم المأخوذ عن رواية 1984 واحدة للجمهور الأمريكي، وأخرى للجمهور البريطاني.
كما عملت المنظمة على إعداد مؤتمر الحرية الثقافية الذي عُقد في ألمانيا، وتلقى كثيرا من المعونات السرية، وقد أثنى ممثل وزارة الدفاع الأمريكية على هذا المؤتمر باعتباره عملية سرية بارعة تم تنفيذها على أعلى مستوى فكري، كما أفادت التقارير بأن الرئيس الأمريكي ترومان كان سعيدا جدا بالمؤتمر، الذي أجبر عددا من القيادات الثقافية البارزة لكي يتخلوا عن عزلتهم التأملية لصالح وقفة حاسمة ضد الشمولية. لقد كان الطرح الأساسي للحرب الباردة الثقافية التي كان يقوم بها هذا المؤتمر هو أن على الكتَّاب والفنانين أن ينهمكوا في الصراع الأيديولوجي.
كما أُسست أكثر من جمعية للحرية الثقافية في أوربا، ففي بريطانيا تكونت "الجمعية البريطانية للحرية الثقافية" عام 1951، وفي أواخر العام نفسه أُنشئ الاتحاد الإيطالي للحرية الثقافية"، وبالإضافة إلى مجلة "ديرمونات"، كانت هناك مجلة "بريف" الثقافية التي صدرت في فرنسا في شهر أكتوبر 1951 وكانت تهدف إلى ترسيخ إجماع أطلنطي غير محايد، وموالٍ لأمريكا. ومجلة "إنكاونتر" التي صدرت في إنجلترا من 1953 إلى 1990 وكانت شديدة الارتباط بعالم المخابرات، وكانت تخفي دعاية أمريكية تحت قشرة خارجية من الثقافة البريطانية، لدرجة أن مجلة صنداي تايمز أشارت إلى إنكاونتر باعتبارها المجلة البوليسية للدول التي تحتلها أمريكا، ووصفها البعض بأنها مجلة دعاية سياسية ذات ديكور ثقافي. فضلا عن مجلة "تيمبو برزنت" التي صدرت في إيطاليا في شهر أبريل 1956، ومجلة "كويست" التي صدرت في الهند في أغسطس 1955، ومجلة "كوادرانت" التي صدرت في استراليا ومازالت موجودة حتى الآن. وبحلول منتصف الستينيات كانت المنظمة قد وسعت من برنامج مطبوعاتها ليشمل مناطق أخرى ذات أهمية استراتيجية في أفريقيا والعالم العربي والصين. وعلى سبيل المثال كان من المجلات الصادرة في الوطن العربي التي تتلقى إعانات من مؤسسات تابعة ل C IA تحت مظلة "مجلس المجلات الأدبية"، مجلة "شعر" التي كانت منظمة الحرية الثقافية تشتري منها 1500 نسخة، ومجلة "حوار"، وهي مجلة المنظمة الصادرة باللغة العربية والتي ظهرت في أكتوبر 1962 وعلى صفحات عددها الأول مقابلة مع ت. س. إليوت.
كل هذه الجهود التي دعمتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية C IA أسكتت أصوات أعضاء الكونجرس الأمريكي، فلم يكن أحد في الكونجرس يستطيع أن يقف ليقول: "انظر ماذا يفعلون بأموال دافعي الضرائب". بالإضافة إلى أن 99% من الدعم المالي كان عن طريق إعانات ومنح بدون أية مستندات.
لقد استُغلت المهرجانات والحفلات الموسيقية في أوربا، وجُندت المحطات الإذاعية، واستُخدمت المؤسسات الخيرية، وبعض دور النشر، واستُثمر متحف الفن الحديث في نيويورك، ودُعمت فكرة أن الفن التجريدي مرادف للديمقراطية، وبفضل التعاون مع منظمة الحرية الثقافية أصبح متحف الفن الحديث يستطيع الوصول إلى أرقى المؤسسات الفنية في أوربا، بل يكون له التأثير الواسع على الذائقة الفنية هناك، فصُعقت الحركة الفنية بكاملها، حيث أصبحت مشروعا تجاريا ضخما. وفي ذلك يقول أحد النقاد ـ تعليقا على ما وصلت إليه الحركة الفنية في متحف الفن الحديث ـ : "كان أكثر أشكال الفن حريةً، يفتقر إلى الحرية. فنانون أكثر وأكثر، أصبحوا ينتجون أكثر وأكثر، أعمالا أكبر وأكبر، خاويةً أكثر فأكثر".
وبمناسبة ذكر متحف الفن الحديث، يذكر المترجم طلعت الشايب في نهاية الكتاب، أن المؤلفة فرانسيس قرأت مقالا يزعم أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية كانت وراء نجاح مدرسة نيويورك في الفن، فقضت عاما في بحث وتتبع القصة الكاملة، وأثمر البحث برنامجا تلفزيونيا ـ حيث تعمل مخرجة أفلام تسجيلية ـ بعنوان "الأيدي الخفية: الفن والمخابرات المركزية"، عرضته القناة الرابعة، وكان مادة أولية لكتابها الأول، وبعد ثلاث سنوات، وبعد توافر مادة أرشيفية ثرية، وبعد لقاءات عدة مع مسئولين وعملاء سابقين لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، تجمعت لديها مادة هذا الكتاب الذي بين أيدينا.
ومن ناحية أخرى أُحرقت وأُعدمت بعض الكتب (وصل عددها إلى 30 ألف كتاب)، وأزيلت ـ على سبيل المثال ـ جميع مؤلفات سارتر من مجموعات أفرع البيت الأمريكي (وتم تحقير سارتر ونبذه مِرارا وتكرارا على صفحات مجلتي انكاونتر وبريف، ووصفه بأنه خادم الشيوعية الذليل والانتهازي البائس الذي كرست كتاباته الإبداعية والسياسية الوهم الشيوعي). ومن ناحية أخرى وقفت المنظمة ضد ترشيح بابلو نيرودا لجائزة نوبل للآداب في عام 1964، مع أنه من المفترض أن تكون مداولات لجنة نوبل في غاية السرية، ومع ذلك انطلقت حملة تجريح وشائعات ضد نيرودا في ديسمبر 1963، وكان عليه أن ينتظر حتى عام 1971 لكي يحظى بتكريم الأكاديمية السويدية، حين كان سفيرا في فرنسا لحكومة سلفادور الليندي الموالية للديمقراطية، ومع هذا قتلته المخابرات الأمريكية بعد فوزه بعامين.
وتم التخلص من كتب العديد من المؤلفين من أمثال: داشيل هاميت، ومكسيم جوركي، وهيرمان ميلفيل، وغيرهم. لقد كانت عملية التطهير الثقافي التي تقوم بها "حملة مكارثي" والتي بدت وكأنها لن تتوقف، تقضي على مزاعم أمريكا بأنها حاملة لواء حرية التعبير. وكان معظم الكتَّاب الأحياء الذين كانت أعمالهم محظورة بتوجيهات من وزارة الخارجية الأمريكية، لهم ملفات ضخمة وغريبة. كان الجو يشبه ذاك الذي كان سائدا أثناء الثورة الفرنسية عندما كانت الاتهامات والمحاكمات تؤدي إلى المقصلة، وبينما لم تكن هناك مقصلة في واشنطن، إلا أن المصير كان أكثر سوءا بتدمير عمل الفرد وتدمير حياته كلها. وهذا بلا شك يَكشف زيف فكرة أن أمريكا مجتمع ديمقراطي متقدم يمكن أن يستوعبَ جدلا سياسيا عقلانيا. وبذا يتضح أن السياسة ـ في أمريكا ـ بدأت تقرر مصير الثقافة، وأن أمريكا ذات ماض متقلب، ولاشك في أنه سيكون لها مستقبل متقلب أيضا. وعلى حد تعبير الكاتب البريطاني بيرجرين وورسثورن: "الخرافة صنعت إلها أمريكيا، والإله قد فشل".
ويبدو أن أجهزة المخابرات في الدول الأوربية التي كانت تتعامل مع جهاز المخابرات الأمريكية، قد أحست بخطورة الموقف واتساع المجال الذي نقل فيه الشريك الأمريكي الحرب الباردة الثقافية، ويتضح ذلك من خلال تلك العبارة التي رددتها المخابرات البريطانية: "لقد تفوقت شبكة "مكتب الخدمات الاستراتيجية / وكالة المخابرات المركزية"، بما لها من أفرع وشُعب حول العالم، على جهاز مخابراتنا الأسطوري، الذي أصبح يبدو مثل مركبة قديمة بعجلتين. أمام كاديلاك فخمة".
لقد بذلت المؤلفة الإنجليزية فرانسيس ستونر سوندرز ـ المولودة عام 1966، وتعيش في لندن ـ جهدا خارقا في سبيل خروج هذا الكتاب إلى النور، ورجعت إلى شخصيات كثيرة منها ديانا جوسلسون زوجة جوسلسون، أحد مؤسسي منظمة الحرية الثقافية، التي كانت شاهدة على أحداث كثيرة في حياة المنظمة، وفي حياة المخابرات المركزية، كما رجعت فرانسيس إلى كم هائل من الوثائق والمستندات، ووقعت إشاراتها وحواشيها وأسماء مراجعها ومصادرها، في ثمان وأربعين صفحة، وفي خمس صفحات أخرى قدمت ببليوجرافيا مختارة لأعمال تتصل بموضوع الكتاب.
إنني أقدم في نهاية هذا العرض الشكر لها على صبرها وشجاعتها وغوصها في عالم ملئ بالمشكلات الدولية والقضايا العالمية والإثارة القاتلة، وخاصة فيما يتعلق بالمشهد الثقافي العالمي الذي ما زلنا نعاني ـ ككتَّاب ومثقفين عرب ـ من آثاره السلبية الفادحة. كما أقدم الشكر لمترجم الكتاب الصديق طلعت الشايب، على وعيه بأهمية ترجمة هذا الكتاب، وتحليه بالصبر على هذه الترجمة المواكبة لصدوره، والتي جاءت سهلة ميسورة، واضحة، دقيقة، فضلا عن تدخله بشرح بعض المصطلحات التي قد تخفى على القارئ العربي، في بعض الأحيان.