جديد ابراهيم نصرالله :
أنا لا أقاتل كي أنتصر بل كي لا يضيع حقي. لم يحدث أبداً أن ظلّت أمّة منتصرة إلى الأبد. أنا أخاف شيئاً واحداً: أن ننكسر إلى الأبد، لأن الذي ينكسر إلى الأبد لا يمكن أن ينهض ثانية،  قل لهم احرصوا على ألا تُهزموا إلى الأبد .. بطل الرواية يمثل الأديب العربي الفلسطيني ابراهيم نصرالله حالة خاصة مميزة في الإبداع العربي عموما والفلسطيني على نحو خاص ، وذلك لتميزه بالتنوع والتعدد والعمق ، فصوته الشعري أخاذ ، قوي البصمات لافت الحضور في المشهد الشعري العربي ، وقد عرفناه من خلال ثلاث عشرة مجموعة منذ عام 1980 وحتى 2001 ..

إضافة إلى تميز كتاباته الروائية  التي قرأنا له ثمانية أعمال منها 3 أعمال ضخمة في إطارالملهاة الفلسطينية ، بمستوى عميق ، محتشد بعناصر الاختلاف والمفارقة لم تألفه الرواية الفلسطينية .

كما أنه يكتب في النقد السينمائي وله كتاب هام " هزائم المنتصرين"و الذي يرصد في غضونه السينما بين حرية الإبداع ومنطق السوق ..

بالإضافة إلى تميزه برؤية بصرية من طراز رفيع  يترجمها تشكيليا وفوتوغرافيا وقد شارك في عدة معارض .

نال نصرالله العديد من الجوائز عن اعماله الشعرية والروائية من بينها : جائزة الشاعر الاردني عرار 1991، وجائزة الروائي الأردني تيسير سبول 1994، وجائزة سلطان العويس للشعر العربي مناصفة مع الشاعر المصري أحمد عبد المعطي حجازي 1997.

وقد ترجمت أعماله الى الانجليزية والايطالية والفرنسية، ونشرت مختارات من قصائده بالروسية والبولندية والتركية والاسبانية والالمانية.  

أما جديد المبدع الكبير ابراهيم نصرالله يروح اليوم الى رواية (مجرد 2 فقط) والتي ستصدر بالإنجليزية ، و عمل ملحمي بعنوان (زمن الخيول البيضاء) يصدر بالعربية في أكتوبر..

حيث تُطلِق منشورات الجامعة الأمريكية في القاهرة ونيويورك  في الأول من شهر أيلول القادم الطبعة الإنجليزية من رواية الشاعر والروائي إبراهيم نصرالله (مجرد 2 فقط) التي تصدر بعنوان (داخل الليل) وهو العنوان الذي اعتمدته الترجمة الإيطالية لهذه الرواية، كما يتوقع صدور الرواية بالألمانية خلال أشهر قليلة.

وكان قد قام بترجمة الرواية إلى الإنجليزية الراحل بكر عباس، وقدمت منشورات الجامعة الأمريكية الرواية بأنها رواية عن الحياة، الحب، الجنس، الموت، الطفولة القمع، حياة المخيم الفلسطيني في أيام مذبحة، شخصياتها بلا أسماء، ورحلة داخلية لشخصين يرويان عبر ثرثرات متواصلة ذكرياتهما الممزقة والطريفة في آن، الحزينة والساخرة وسط أجواء الرعب المحيطة بالجميع.

رواية حافلة بحكايات الحب الأول وشغب الطفولة والجرأة الفائقة في الحديث عن أدق التفاصيل، رواية لا يمكن تلخيصها في كلمات، لأنها ليست حكاية، إنها غابة من الحكايات المتشابكة والمصائر الغريبة للشعب الفلسطيني!!

تدور الرواية بيسر في أربعة أزمنة: زمن الطفولة البعيد، زمن المذبحة، زمن السفر لواحدة من دول النفط للعمل في الصحراء العربية، وزمن الدولة القمعية العربية التي تدعي الثورية وتطحن البشر)، حيث يقودنا الروائي إلى عمق المأساة الفلسطينية بطريقة فريدة غير متوقعة، فيلتقط المشهد البانورامي العريض لمأساة شعبه على امتداد أكثر من نصف قرن عبر تقنية بصرية سمعية حسية استطاعت أن تمنح المرئيات المألوفة براءة جديدة وولادة متجددة عمَّقتْ من كثافة شعرية القص وحررته من الرقابة والآلية، مما جعل هذه الشعرية تسهم في إنتاج المعرفة، وفي إنتاج الحقيقة أيضاً، ولكن على مستوى الإيماء والفن واللا مباشرة.. عن طريق زج القارئ في عملية القراءة والتأويل وإنتاج الدلالة والحقيقة معا.)

وقد بدأ الإعلان عن الرواية في عدد من مواقع التسويق العالمية على شبكة الإنترنت ومن بينها (الأمازون).

وكانت الرواية قد لقيت نجاحا كبيرا حين صدرت بالايطالية وتم تحويلها إلى عمل مسرحي بدأ عرضه في شهر شباط من هذا العام ولم يزل يعرض بنجاح في جولة مستمرة في عدد من المدن الإيطالية.

من ناحية أخرى أنهى نصرالله مؤخرا عملا روائيا ملحميا طويلا بعنوان (زمن الخيول البيضاء) ويشكل العمود الفقري لمشروعه الروائي الكبير الملهاة الفلسطينية، وكان  قد بدأ الإعداد له منذ عام 1985. وسيصدر في شهر تشرين أول القادم في طبعتين واحدة مخصصة لفلسطين المحتلة وأخرى للعالم العربي تصدرها المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت.

يذهب نصرالله في ملحمته هذه إلى منطقة لم يسبق أن ذهبت إليها الروايات التي تناولت القضية الفلسطينية بهذه الشمولية وهذا الاتساع، مقدما بذلك الرواية المضادة للرواية الصهيونية عن أرض بلا شعب لشعب بلا أرض!

تبدأ أحداث الرواية في الربع الأخير من القرن التاسع عشر وصولا لعام النكبة، محاورة المفاصل الكبرى لهذه الفترة الزمنية الصاخبة بالأحداث بالغة التعدد، والصراع المرّ بين الفلاحين الفلسطينيين من جهة وزعامات الريف والمدينة والأتراك والإنجليز والمهاجرين اليهود والقيادات العربية من جهة أخرى.

وكما يحدث دائما في أعمال نصر الله تلتقي في هذه الرواية، التي تُسمَع وتُرى، الملحمة والحكاية الشعبية والشهادة الشفوية والأغنية واللغة السينمائية؛ وفي خضم ذلك تتقدم الحياة الشعبية الفلسطينية اليومية في القرى والمدن لتحتل المشهد الإنساني الرّحب والحافل بحكايات البطولة والحب، الحياة والموت، والخيانة والصفاء والرحمة والقسوة، في حين تضيء ميثولوجيا الخيل أعمق زوايا أرواح الشخصيات والقيم الكبرى لمجتمع بالغ الحيوية في طقوسه وحكاياته وأغانيه. إنها حكاية شعب حقيقي من لحم ودم كان يحيا فوق أرض حقيقية له فيها تراث وتفاصيل أكثر من أن تحصى وأكثر من أن يغيّبها النسيان، ووجود ممتلئ صخبا وتوترا وفرحا ومآسي وأحزانا. رواية ملحمية كبيرة تقول: لقد كان الفلسطينيون دائما هنا، ولدوا هنا وعاشوا هنا وماتوا ويعيشون..

يقول بطل الرواية في أحد فصولها: (أنا لا أقاتل كي أنتصر بل كي لا يضيع حقي. لم يحدث أبداً أن ظلّت أمّة منتصرة إلى الأبد. أنا أخاف شيئاً واحداً: أن ننكسر إلى الأبد، لأن الذي ينكسر إلى الأبد لا يمكن أن ينهض ثانية،  قل لهم احرصوا على ألا تُهزموا إلى الأبد)

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية