عرف وطننا العربي المجلات الثقافية العامة منذ القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وحققت مجلات مثل "الرسالة" و"الثقافة" اللتين كانتا تصدران في مصر، انتشارا كبيرا على مستوى الوطن العربي، وتأثر بما كان يُنشر فيها معظم الأدباء والمثقفين العرب في الأجيال الماضية. ثم بدأ التفكير في إصدار مجلات أدبية متخصصة، فصدرت في أوائل الستينيات مجلة "شعر" في لبنان، وكان يشرف على تحريرها الشاعر يوسف الخال، فحملت لواء قصيدة النثر، وهي مجلة كانت منظمة الحرية الثقافية الأمريكية تشتري منها 1500 نسخة، ومن ثم حامت الشبهات حول مصادر تمويلها، وعلاقتها بجهاز المخابرات الأمريكية ((CIA، وهو الأمر الذي تحدثت عنه باستفاضة الكاتبة الإنجليزية فرانسيس ستونر سوندرز في كتابها المهم "الحرب الباردة الثقافية" أو "من يدفع للزمار؟"، ترجمة طلعت الشايب، وإصدار المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة.
لم تستمر مجلة "شعر" التي احتضنت شعراء من أمثال أدونيس، طويلا. ليصدر من مصر في يناير من عام 1964، مجلة شهرية للشعر العربي، تصدرها وزارة الثقافة والإرشاد القومي، ويرأس تحريرها د. عبد القادر القط (وكانت تباع بخمسة قروش) ثم شارك في الإشراف على تحريرها اعتبارا من عدد فبراير 1965، الشاعر محمود حسن إسماعيل. وهو العدد الذي نعى إلى الأمة العربية رحيل الشاعر العراقي بدر شاكر السياب الذي وافته المنية في 24 ديسمبر 1964.
وكانت السمة الغالبة على مجلة "الشعر" في ذلك الوقت غلبة تيار الشعر التفعيلي، على تيار القصيدة العمودية، وقلة الأبحاث والدراسات والترجمات الشعرية.
ففي عدد أكتوبر 1964 (العدد العاشر) ـ على سبيل المثال ـ نشرت المجلة خمسا وعشرين قصيدة، في مقابل أربع دراسات وأبحاث ومقالات. وفي عدد فبراير 1965 (العدد الرابع عشر) نشرت المجلة أيضا خمسا وعشرين قصيدة، في مقابل خمس دراسات وأبحاث وترجمات.
غير أنه لم تلبث أن توقفت مجلة الشعر، مثلما توقفت مجلات أخرى كثيرة في مصر، عقب هزيمة 1967، ثم صدر عدد واحد في بداية السبعينيات برئاسة الشاعر صلاح عبد الصبور. ثم صدرت مجلة أخرى فصلية بالاسم نفسه "الشعر" مع مطلع عام 1976، وصدرت عن دار مجلة الإذاعة والتلفزيون، أو عن اتحاد الإذاعة والتلفزيون، وليس عن وزارة الثقافة أو هيئة الكتاب. ورأس تحريرها د. عبده بدوي. وكتب يوسف السباعي وزير الثقافة آنذاك افتتاحيتها فقال: "ها نحن ـ من واقع مصر المنتصرة ـ نزف مجلة "الشعر" للعرب تأكيدا للفكرة المتواترة التي تقول: من أحيا الشعر فقد أحيا العرب، ومن قتل الشعر فقد قتل العرب!".
وفي العدد الثاني من المجلة، يكتب أيضا يوسف السباعي قائلا: "قد راودنا الشك في استقبال القراء (للمجلة) إلا أن خطاب "توزيع الأخبار" قد أثبت بما لا يدع للشك مجالا أن لهذه الأمة صلة حميمة بتاريخها العريق العاشق للشعر".
وترتفع في هذه المجلة نسبة الدراسات والأبحاث، وتنخفض نسبة القصائد، مقارنة بمجلة الشعر القديمة أو التي كان يرأسها د. عبد القادر القط، وقد احتوى العدد الأول منها ـ على سبيل المثال ـ على سبع عشرة قصيدة، في مقابل خمس عشرة دراسة وبحث ومقال وترجمة. بينما احتوى العدد الثاني على ست عشرة قصيدة، في مقابل ست عشرة دراسة وبحث ومقال وترجمة. وقد فتحت المجلة في سنواتها الأخيرة الباب لنشر قصيدة النثر.
ولا تزال هذه المجلة تصدر حتى الآن عن اتحاد الإذاعة والتلفزيون، ويشرف على تحريرها حاليا الروائي المعروف خيري شلبي، وقد صدر منها حتى يناير 2005، 117 عددا وتثار كل فترة مشكلة بشأن استمراريتها، فقد بدأت تعلو أصوات تقول: إنها تحقق خسارة مالية كبيرة، وأن اتحاد الإذاعة والتلفزيون ليس من نشاطه إصدار المجلات، وأن هذا من اختصاص هيئة الكتاب، غير أن المجلة لا تزال صامدة حتى الآن في وجه مثل هذه الدعاوى.
ومع الاهتمام بالنشر الإقليمي في محافظات مصر المختلفة من خلال الهيئة العامة لقصور الثقافة، بدأ الأدباء يفكرون في إصدار مجلات إقليمية متخصصة في لون أدبي معين، وكانت الإسكندرية سباقة في هذا المجال، فصدرت على سبيل المثال مجلة متخصصة في الشعر ونقده، هي مجلة "فاروس" التي صدرت عن فرع ثقافة الإسكندرية، وشرفتُُُ برئاسة تحريرها، مع كل من الشعراء: أحمد محمود مبارك، وعاطف الحداد، ومحمد مصطفى أبو شوارب، ونشرت هذه المجلة قصائد لشعراء العامية، إلى جانب قصائد الفصحى والدراسات الشعرية والأبحاث، واستحدثتْ بابا جديدا بعنوان "شعراء وشوارع" وفيه يُلقى الضوء على خريطة الشارع الذي سمي باسم شاعر ما من شعرائنا القدامى والمعاصرين، مثل شارع أحمد شوقي، وشارع جلال الدين الرومي، وشارع مرسي جميل عزيز، وشارع عباس محمود العقاد، وغيرهم.
ثم توقفت هذه المجلة بعد صدور خمسة أعداد فقط، مع توقف مشروع النشر الإقليمي بعامة في محافظات مصر المختلفة بحجة الدراسة والتطوير.
خارج مصر، صدرت أيضا مجلات شعرية متخصصة، نذكر منها على سبيل المثال، مجلة "مجلة الشعر" في تونس، وهي مجلة فصلية صدرت عام 1983 عن وحدة المجلات بوزارة الشؤون الثقافية، ورأس تحريرها نور الدين صمود، وكان أمين تحريرها يوسف رزوقة، وإلى جانب الدراسات والقصائد، هناك انفتاح على شعراء من العالم من خلال الترجمة. يقول الشاعر نور الدين صمود في افتتاحية العدد الثالث (شتاء 1983) على سبيل المثال: "هذا هو العدد الثالث من "مجلة الشعر" بين يديك، وإذا ألقيت نظرة فاحصة على "محتواه" فإنك ستجد أنه، مثل العددين السابقين: نافذة على الشعر العربي، قديمه وحديثه، وتونس جزء من العرب، وعلى الشعر العالمي، والعرب جزء من العالم الفسيح، ولئن شطت المسافات، واختلفت اللغات، فإننا نتمثل ـ إزاء هذه النماذج الشعرية المعربة ـ بقول المتنبي: "فَما تُفهِمُ الحُدّاثَ إِلا التَراجِمُ".
أما في افتتاحية العدد العاشر (في عام 1985) فيقول: "مجلة الشعر مازالت منذ عددها الأول تؤمن بأنها حديقة يجب أن تتفتح فيها جميع أنواع الزهور. وللزهور ألوان وروائح مختلفة، ولنترك الحرية للناس في اختيار ما يشاؤون. وإن صلة مجلة الشعر ستظل متينة بالشعر العالمي، لأنها تؤمن بوجوب التلاقح والتواصل ومد الجسور، كما أنها ستكون لها ملفات في كل ما له صلة بالشعر، كما كان لها في السابق ملف عن الشعر السوفياتي، وملف عن الشعر الإسباني، والبقية تأتي".
وقد توقفت هذه المجلة عن الصدور بعد ذلك، ففي زيارة لي إلى تونس عام 2003 سألت عنها، فقيل لي إنها لم تعد تصدر. وأكد لي هذا أيضا رئيس تحريرها د. نور الدين صمود، في أكثر من لقاء معه في القاهرة (أثناء مشاركته في مؤتمر أمل دنقل الذي عقده المجلس الأعلى للثقافة عام 2003 بمناسبة مرور عشرين عاما على رحيل الشاعر الذي احتفت به مجلة الشعر المصرية، فنشرت قصيدته "الكمان" في عددها الأول (يناير 1976) فكانت درة قصائد العدد).
إلى جانب ذلك كانت هناك بعض المجلات الثقافية أو الأدبية العامة، تخصص بعض أعدادها للشعر، كما أن هناك بعض الدوريات التي تصدر بصفة غير منتظمة خُصصتْ للشعر، ومثال على ذلك دورية "الشعر" التي أصدرها نادي الطائف الأدبي بالمملكة العربية السعودية ـ على سبيل المثال ـ تحت شعار "كتاب دوري يحوي نماذج من الشعر العربي السعودي الحديث"، وأعده وأشرف عليه: علي حسن العبادي، ومحمد المنصور الشقحاء. وصدر الكتاب الأول في ربيع الأول عام 1399 هـ، أي في عام 1979 م تقريبا. ولم يحتو إلا على قصائد للشعراء السعوديين فحسب، ولم نقرأ فيه دراسات أو أبحاث عن الشعر والشعراء.
خارج الوطن العربي، اهتم بعض الأدباء المهاجرين، بإصدار مجلات شعرية متخصصة أيضا، نذكر منها على سبيل المثال مجلة "الحركة الشعرية" التي يصدرها د. قيصر عفيف في المكسيك، ويعاونه محمد شريح، وهي مجلة ـ كما جاء في شعارها ـ تُعنى بالشعر الحديث. ويغلب عليها نشر القصائد بجميع أشكالها: التفعيلية، والنثرية، وقليل من العمودية، لعدد كبير من الشعراء العرب، من داخل الوطن العربي وخارجه، إلى جانب اهتمامها أيضا بالمقالات والترجمات. ونظرا لأن المجلة لم تكتب رقم أعدادها على الغلاف، وإنما تكتب التاريخ فقط، فلم نعرف متى كان صدورها، غير أنني لم أسمع عنها سوى في السنتين الأخيرتين فحسب، من الصديق الشاعر العراقي المقيم في ليبيا عذاب الركابي.
هذه بعض الأمثلة على المجلات المتخصصة في نشر الشعر العربي والمترجم، والدراسات الشعرية والنقدية عنه سواء داخل الوطن العربي أو خارجه.
ومن خلال عرضنا السابق، نصل إلى حقيقة أن مجلة "الشعر" المصرية، ومجلة "الحركة الشعرية" التي تصدر بالعربية في المكسيك، هما المجلتان الوحيدتان الورقيتان اللتان تصدران حاليا.
الفضاءات الشعرية الرقمية
والأمر يختلف بالنسبة للمجلات الشعرية الإلكترونية أو الرقمية التي تصدر حاليا سواء على شبكة الإنترنت، أو من خلال الأقراص المدمجة (C.D).
غير أننا لا نستطيع أن نطلق عليها مجلات شعرية، كالمجلات الشعرية الورقية، ولكنها مواقع أو فضاءات تهتم بنشر الشعر العربي، والأبحاث والدراسات المتعلقة به، كما تهتم بإبراز السيرة الذاتية للشاعر ونشر صوره (سواء فوتوغرافية أو لقطات فيديوية)، وأحيانا صوته وهو يلقي قصائده، أو صوت أحد الشعراء أو الفنانين ممن يجيدون إلقاء الشعر، وخاصة بالنسبة للشعراء الراحلين.
وهكذا يستفيد الشعر العربي من عالم التقنيات الجديدة، ومن ثورة الاتصالات والمعلومات.
ولعل موقع جهة الشعر (www.jehat.com ) الذي يشرف عليه الشاعر البحريني قاسم حداد، يعد من أهم وأكبر المواقع الشعرية العربية على شبكة الإنترنت (وهو يحتوي على أعمال شعرية بلغات أجنبية إلى جانب العربية، منها: الإسبانية، والإنجليزية، والفرنسية، والإيطالية، ولغات أخرى)، وإلى جانب الملفات المتخصصة في جوانب المشهد الشعري العربي (تاريخاً وإبداعا)، هناك ملف مهم بعنوان (الشاعر) ويعد واحداً من بين أهم المصادر التي تحتفي بتجربة الشاعر العربي بصورة أكثر تخصيصاً وشمولاً. وتأتى مواد هذا الملف معتنية بأرشيف كامل للشاعر، يشتمل على كل ما يتسنى توفيره من وثائق أدبية وشخصية تجعل من الملف مرجعاً ومصدراً لمختلف درجات الاهتمام، من الزائر المستكشف، إلى الباحث الجامعي، حتى الشاعر الناقد والدارس.
غير أن مثل هذا الجهد سيظل دائماً عرضة للسهو والنقص، فهو ضرب من العمل الذي لا يحوط به جهد فردي مهما تميز بالاهتمام و الاختصاص. لذا سوف ترحب (جهة الشعر) بكل ما يتفضل به الأصدقاء الشعراء أو أصدقائهم أو قرائهم، من ملاحظات أو استدراكات من شأنها أن تساعد على تفادي السهو والنسيان. وهناك خاصية الصوت لقصائد بعض الشعراء من خلال ملف يحتوي على أصوات 63 شاعرا، في 25 لغة، من 48 بلدا، من القارّات الخمس. ومن الشعراء العرب الذين لهم ملفات صوتية في جهة الشعر: أمل دنقل، وأدونيس، وقاسم حداد.
وهناك ملف عن "البيانات الشعرية" التي أسست لحركات شعرية عربية، حيث يقوم الملف برصد تاريخي لأهم النصوص الأدبية والثقافية المتصلة بالشعر، والتي صدرت في أشكال وصيغ مختلفة، طوال القرن العشرين، لتعبر عن الرؤى المتحولة للشعرية العربية. أحياناً كبيانات فردية أو جماعية أو مقدمات أو أسئلة أو مقالات متفرقة. بحيث يمكن للباحث أن يتعرف في هذه النصوص على المستويات والرؤى الشعرية التي مرت بها الشعرية العربية طوال قرن كامل.
وتوجه جهة الشعر نداءها إلى الأصدقاء في استدراك ما يمكن أن يتصل بهذا الملف.
هذه بعض الملامح الأساسية لموقع "جهة الشعر" الذي يعوض نقصا كبيرا في الكثير من المواقع الشعرية الأخرى، بل أنه متصل ببعض المواقع الفردية لعدد من الشعراء العرب والأجانب من أمثال: أحمد فؤاد نجم، وسعدي يوسف، وأمل دنقل، وأحمد مطر، وغازي القصيبي، وعمر الخيام، وجبران خليل جبران، وسعدية مفرح، وعبد الله الصيخان، ولوركا، وإيفتشينكو، وأوكتايو باث، وجان آرثر رامبو، ومحيي الدين اللاذقاني، ورفائيل ألبرتو، وغيرهم.
ويظل موقع "جهة الشعر" الأقرب إلى مفهوم الفضاء الشعري الكوني، أو المجلة الشعرية الكونية المتخصصة، التي تهتم برصد تحركات الشعر والشعراء، في كل لمسة أو همسة، ومن أجل ذلك كان اهتمام آخر بحركة الفن التشكيلي في الموقع نفسه.
فأي عمل شعري مطبوع على ورق، يستطيع أن يستوعب كل هذا، مهما بلغت ضخامته؟
وهناك الموسوعة الشعرية التي أصدرها المجمع الثقافي بأبوظبي، وتحتوي في آخر إصدار لها على أكثر من مليونين وأربعمائة ألف بيت شعر، وتهدف إلى جمع كل ما قيل من الشعر العربي منذ ما قبل الإسلام وحتى العصر الحديث، على أن يكون الشاعر متوفيا قبل عام 1952 (وسيتم لاحقا إضافة دواوين أهم الشعراء الذين توفوا بعد هذا التاريخ).
وقد زُودت هذه الموسوعة الشعرية بالكثير من المزايا الفنية والأدبية، وأهمها خدمة "البحث" في نصوص الموسوعة بشقيها "الدواوين الشعرية" و"المجموعات الأدبية"، حيث يتم البحث بطرق متعددة، كالبحث عن الشاعر بأي جزء من اسمه، أو القصيدة بمطالعها وقوافيها أو بحرها، أو البحث عن أي كلمة أو مجموعة كلمات. ومن هذه الخدمات "التقطيع العروضي" وهي خدمة تمكن المستخدم من الحكم على سلامة أي بيت وتحديد بحره، وكذلك ميزة "الاستماع" إلى مجموعة من القصائد الشهيرة المسجلة بأصوات نخبة من الفنانين والأدباء، بالإضافة إلى جداول إحصائية تدل على توزيع الأبيات والقصائد والبحور الشعرية، وذلك حسب تصانيف مختلفة كالعصور والبلدان وغيرها. كما تتضمن الموسوعة تراجم كل الشعراء المدرجين فيها، وتعريفا تفصيليا للمراجع الأدبية والمعاجم اللغوية.
وقد ضمت هذه الموسوعة التي جاءت في أسطوانة مدمجة واحدة، 2.439.589 بيتا من الشعر موزعة على دواوين 2300 شاعر عربي، بالإضافة إلى 265 مرجعا أدبيا تضمها زاوية المكتبة، فضلا عن زاوية المعاجم التي تحوي عشرة معاجم لغوية، تعد أهم معاجم اللغة العربية. مع ملاحظة أن هذه الأسطوانة تباع في مصر بعشرة جنيهات مصرية فقط (أي أقل من دولارين) وأن لها موقعا على شبكة الإنترنت، من الممكن إنزال الموسوعة منه بالمجان.
فأي عمل شعري مطبوع على ورق، يستطيع أن يستوعب كل هذا، مهما بلغت ضخامته؟
وهناك موسوعة الشعر العربي (www.arabicpoems.com) لصاحبها الشاعر الغنائي د. علي محيلبة التي يستهلها بقوله: "عندما يتحول العالم إلى قرية كبيرة، وتبدو المسافات بين الشعوب قصيرة جدا، يظل احتياجنا إلى الكلمة كبيرة، نحن في حاجة إلى كلمات الحب النابعة من القلوب، والعقول الباحثة عن إسعاد الأجيال القادمة. ولاشك أن الشعر في كل اللغات هو خلاصة الفكر والتجربة، ويسعدني أن يكون هذا الموقع ملتقى لعشاق الكلمة". ويضيف علي محيلبة أن الموقع سينشر قصيدة جديدة كل أسبوع من الأعمال التي تصل لهم، أو الترجمة لأي من القصائد المنشورة بالموقع. ويمكن ربط هذا الموقع بأي موقع آخر دون الرجوع إلى أصحابه.
ويحتوي هذا الموقع على مختارات من شعر الفصحى، وشعر العامية، وشعر الأغنية، فضلا عن تقسيم هذه المختارات إلى: الشعر الجاهلي، والشعر الإسلامي، والشعر العباسي، والشعر الأندلسي، والشعر النبطي، وشعراء الطفولة، بالإضافة إلى تبويب آخر مثل: شعراء وبلدان، والمرأة شاعرة، وشعراء على الطريق. كما أن هناك شاعر الأسبوع، وقصيدة الأسبوع، وبعض القصائد المترجمة للغة الإنجليزية. وهناك خدمة علم العروض المتوفرة في هذا الموقع، ويقدمها الشاعر محجوب موسى.
وقد أصدرت مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، مؤخرا معجمها للشعراء العرب المعاصرين على أسطوانة مدمجة واحدة، ويتميز هذا المعجم بأنه عمل موسوعي كامل عن شعراء العربية المعاصرين، فهو يجمع بين دفتيه مادة شعرية ثرية تختص بالشعراء والشاعرات العرب من مختلف الأقطار العربية خلال هذا القرن، وتبعاً لمعايير محددة.
كما يقدم المعجم ملفًّا خاصًّا لكل شاعر أو شاعرة يوضح سيرته الذاتية وترجمة له، بالإضافة إلى مقتطفات من قصائده وأعماله الفنية.
وتجمع هذه الأسطوانة بداخلها الصفحة الرئيسية للمعجم، والإهداء، ونبذة عن المؤسسة، ونبذة عن الإدارة والإخراج الفني، وافتتاحية المعجم، وقصته، وخطته، وتوطئة نقدية، ودراسات، وإحصائيات، بالإضافة إلى فهارس المعجم، وفهرس الأعلام، وفهرس الشعراء، وفهرس الشواعر، وفهرس الدواوين، وفهرس القصائد عموما، وفهرس القصائد حسب أنواعها، وفهرس الشعراء حسب بلدانهم، وفهرس السنوات والعقود، وفهرس الشعراء الذين أدركتهم الوفاة، ومكتبة صور الشعراء والشواعر، بالإضافة إلى خاصية البحث البسيط والبحث المتقدم.
ومرة أخرى أتساءل: أي عمل شعري مطبوع على ورق، يستطيع أن يستوعب كل هذا، مهما بلغت ضخامته؟
ونختم هذه الجولة بالإشارة إلى أسطوانة مدمجة من روائع الشعر العربي ـ المعلقات السبع، وهي تعرض بصوت الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة، إلى جانب النص الشعري مع عرض تراجم لشعراء المعلقات، وإلى موقع شعري يهتم بنشر الشعر النبطي، إلى جانب الشعر الفصيح والمقالات والقصائد، هو "أنهار" (www.anhaar.com ( ويشرف عليه الشاعر الكويتي فيحان الصواع.
إننا في نهاية هذه الجولة مع المجلات الشعرية العربية، والمواقع والأسطوانات المتخصصة في الشعر، نؤكد على أن الشعر العربي لا يزال ديوان العرب، ولا يزال يحمل همومهم وأفراحهم وأحزانهم، وبعد أن كان هذا الشعر حبيس الحدود العربية، انفتح على التجارب العالمية، وحدث تمازج بينه وبين الشعر الأجنبي، وأصبح للشعر العربي المعاصر وجود فاعل، من خلال الترجمة ومن خلال مشاركة بعض الشعراء العرب في المهرجانات العالمية، ومن خلال مشاركة بعض القصائد العربية في أنطولوجيا الشعر العالمي، وهو ما تتابعه عن قرب بعض مواقع الشعر العربي على شبكة الإنترنت، مثلما رأينا في موقع "جهة الشعر" على سبيل المثال.

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية