كيف إكتشفت الإسلام !
قبل إكتشافي للإسلام كنت شبه ضائعة , حيث لم تكن لديّ ثقّة بالمسيحية التي لم تكن تشفي غليلي على صعيد الأسئلة الكونية والوجدانية , نعم كنت أذهب إلى الكنيسة , لكن كنت متيقنة أنّ اللّه يختلف عنّا معشر البشر , و التصور الكنسي يخلط بين اللاهوتي و الناسوتي إن صحّ التعبير , بالإضافة إلى ذلك فإنّ التصوّر الذي قدمته المسيحية لي عن يسوع المسيح عليه السلام لم يكن ليقنعني بتاتا , فوجودت صعوبة بالغة في إستساغة هذا التصورّ الكنسي عن المسيح , وهذه الشكوك دفعتني إلى الإقبال على دراسة الإسلام .
إذن طريقك إلى اليقين الإسلامي بدأ عبر الشك في المسيحية و تصوراتها العقدية !
صحيح , لقد دفعنى هذا الشكّ إلى بداية دراسة الإسلام , بل لقد درست الإسلام أيضا في جامعة ستوكهولم , وهناك كان يوجد بعض المسلمين الذين يدرسون نفس الموضوع , لقد إستغرقت الدراسة فصلا بكامله , كما كان أحد زملائي في الدورة التعليمية في الجامعة يزودني بمعلومات مستفيضة عن الإسلام , و بعد طول تعمق ودراسة وجدت نفسي تلقائيا أقبل على الإسلام , وشعرت أنني بدأت أتقبّل الإسلام وجدانيا , ولذلك قررت بعد ذلك أن أسلم , وما زلت أتذكّر بعد إتخاذي لهذه الخطوة رأيت في عالم الرؤيا كأنني أسبح في بحر لجيّ أسود وشيئا فشيئا بدأت الأنوار تعمّ ذلك المكان و عندما قطعت شوطا في السباحة كان في إنتظاري شخص يرتدي ثيابا بيضاء قادني لاحقا إلى برّ الأمان , و عندما إستيقظت شعرت كما لو أنّ طريقي الذي أسلكه مضاءا بالأنوار , و الشعور بالإستنارة إنتابني وما زال عندما أسلمت و تعرفت على الإسلام , وإنّه شعور رائع جعلني أشعر بالسعادة والإستقرار .
و كيف فهمت الإسلام بعد دراسته وما هي ردات فعل المحيطين بك !
الذي تعلمته فعليّا هو أنّ الإسلام دين حياة، وأنّ الدين ملازم للحياة ينظمها من أجل التكامل، والدين ليس مجرد طقوس يوم الأحد وبعد ذلك تنتهي علاقة الإنسان بالدين كما هو شأن المسيحية، وقد أصررت على إبلاغ الجميع بإعتناقي الإسلام بدءا بعائلتي وأولادي من أب سويدي مسيحي. لقد تصورّ البعض أنني أصبت مبرض نفسي، فقال أحد الأقرباء للعائلة لماذا لا تتوجّه سوسانا إلى طبيب نفسي بدل التوجّه إلى الإسلام، وحسب هذا الشخص القريب فإنّ الإسلام سيحكم العالم قريبا وبالتالي فإنّ سوسانا تعدّ نفسها لهذا اليوم كما قال قريبي، ثمّ تضحك سوسانا .....
لقد كان محيطي العائلي يقول لي أنت مثقفة جامعية وناشطة إجتماعية وسياسية، وأنت ضدّ ظلم المرأة فكيف قبلت على نفسك أن تعتنقي الدين الذي يستضعف المرأة , وكان ردي عليهم بالأدلة، و بقولي: كثير منهم لا يعلمون الحقّ !
وهل أثرّ عليك المجتمع !
نهائيا لم يؤثّر عليّ فقد إزددت يقينا بأنّ الإسلام هو الدين الذي ينسجم معي , وهو الدين الذي علمني كيف تكون الحياة , وكيف نعيش وفق الحكم الشرعي الذي يسببّ لنا السعادة لا الشقاء , بل إنّ الإسلام منحنى الطمأنينة و الإستقرار و الثبات و الصحة النفسية و العقلية و الجسدية , لقد تركت الحركات النسوية و النشاط فيها لأنها تقوم على أسس خاطئة و تعمل في إتجاه معاكس للفطرة الإنسانية لأنّ الحركات النسائية تلك تحاول إقناع المرأة بأنّ تصير رجلا و هذا مستحيل طبعا , والدليل أنّ الزواج في المجتمع السويدي وصل إلى الإنهيار و حالات الطلاق فاقت الخمسين بالمائة , و بدل أن تتبنى هذه الحركات نظرية التكامل بين الرجل والمرأة كما هو المفهوم الإسلامي إلاّ أنّها تعمل عكس ذلك .
وأحاول أن أدعو أبنائي إلى الإسلام , فإبني الذي يبلغ من العمر 16 سنة ملحد , و إبنتي التي تبلغ من العمر 19 سنة مسيحية و تؤمن باللّه , و أنا أترك لهما حرية الإختيار , و أسعى جاهدة لإيصال الإسلام إليهم دون أن أجبرهم على ذلك .
لقد علقت على جدار إحدى غرف شقتي صورة الكعبة , و كذلك القرآن الكريم وبهذه الطريقة كل من يزورني يفهم بأنّ الإسلام بات ديني .
وماذا عن عملك !
أنا أعمل وسط مثقفين وهم في الغالب لا يعلقون و يتفهمون وضعي , و غالبا ما أؤدّي الصلاة في عملي , و في المدرسة حيث يدرس أولادي دعيت للحديث عن الإسلام , وقد آمنت بأنّ إسلامي سيجعلني في الواجهة لأرد على أسئلة لا حصر لها , خصوصا في و أنّ الكثير يريد معرفة المزيد عن الإسلام ,
إذن لقد تأقلمت مع كل الفرائض الإسلامية !
صحيح لقد بتّ أتعمق في الدراسات الإسلامية , و أقرأ القرآن بإستمرار , و شهر رمضان أصبح يمثل لي مدرسة للرقي عبادة الله , وأنا فخورة بل سعيدة لكوني مسلمة , و لا أحن نهائيا إلى حياتي قبل الإسلام .
ومما تعلمته أنّ الإسلام يجعل الأسرة خلية للحب والتعاون والتكامل بين الرجل والمرأة وليس شركة المرأة تدفع ما عليها والرجل ما عليه كما هو شأن الأسرة الغربية , فالرجل في الإسلام يجب أن يحترم المرأة والعكس .
عندما كنت ناشطة في الحركات النسائية الغربية كانت المرأة ضائعة , لم يكن هناك أي قاسم مشترك بين النسوة الغربيات , أما في الإسلام فالأخوات لديهنّ نفس الأهداف ونفس المنطلقات ..
لقد أرشدني الإسلام إلى جوهر الروح , فالمجتمع الغربي على سبيل المثال قائم على مادية الأشياء والأمور , فالمال والسلطة هي محددات المجتمع الغربي , على عكس المجتمع الإسلامي القائم على أساس روحي , فعندما تنتابني أي مشكلة أتوجّه إلى الله تعالى ليخففّ عني , و في الغرب يتوجه الإنسان ولدي تعرضّه إلى أبسط مشكلة إلى الإنتحار الذي إرتفعت نسبته بشكل مخيف في مجتمعاتنا .
لقد منحك الإسلام الطمأنينة !
سابقا وقبل الإسلام كنت على الدوام أشعر أنني وحدي , أما الآن وبعد إسلامي فقد أصبحت أشعر أنّ الله قريب مني , يرعاني ويحفظني , ولذلك لم أعد وحدي بعد اليوم مطلقا , و بدأت شخصيتي تتطور حسب المفاهيم الإسلامية وهذا أشعرني بسعادة بالغة , ولقد تعلمت من رسول الله محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام الكثير الكثير فقد دلني على الطريق الصحيح , طريق السعادة والإستقرار .
وما هي أمنيتك !
أمنيتي , أن يعود المسلمون إلى إسلامهم , و أن يدركوا عظمة إسلامهم .
إن شاء الله تعالى .