براء القسّام مفكّر ومدوّن فلسطيني ، تميّز في تدويناته على الرغم من صغر سنّه . يطمح جاهدًا لأن ينهض بالشباب ، فيبحث في الزوايا الغامضة ليجد لنفسه مكانًا آخر قد تهيأ فيه .
- بدايةً هلّا تعرفنا على حضرتكم عن قرب ؟
براء محمد القسام
سوري الأصل فلسطيني الجنسية سعودي المولد والنشأة .
مواليد : 21-12-1989 مـ
الحالة الاجتماعية : أعزب .
سنة أولى - كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة الملك عبد العزيز بجدة .
كاتب ومفكر, مدونتي : http://hardnumberbaraa.spaces.live.com
لي مشاركات إعلامية كإعداد وتنفيذ بعض البرامج وقراءة تقارير تلفزيونية و مازلت في بداية الطريق .
هواياتي ومهاراتي : القراءة في مختلف المجالات الفكرية والإدارية والدينية ،السباحة ، التأمل والتفكر، السماع (الفنون الغنائية باختلافها) ، الكتابة .
- حصلت على المراكز الأولى في الإلقاء لثلاث سنوات خلال مرحلة الدراسة المتوسطة والثانوية .
- شاركت في عدة دورات في مهارات التفكير الإبداعي والفنون الصحافية .
- مشرف على قسم الأقلام الإنشادية بمنتديات إنشادكم.
- عضو في (مجموعة فور شباب – جده ) .
- The Logical Sound مدونة مليئة بالفلسفات والأفكار ، برأيكم أخي الكريم هل حققتم أهدافكم فيها ؟
The Logical Sound : ليست سوى مدونة شخصية , أعترف أني لم أحدد لها أهدافا عند إنشاءها, أكثر من كونها جداري أو مساحتي الخاصة أعبر بها عن فكرتي ورأيي . ولكن مع تفاعل بعض الزوار وتشجيع بعض الأصدقاء والشكر لهم جميعا , قمت بنشرها وبتحديد أهداف للوصول لأكبر قدر من المتابعين , واليوم بلغ عدد زوار المدونة قرابة أربعمائة وعشرة آلاف خلال عام ونصف تقريبا !
- و ما هي أول مقالة قمتم بكتابتها ؟
أول مقالة كتبتها كانت بتاريخ 19 مارس 2007، وبصراحة لم أفكر أن أنتهج الكتابة الفكرية الفلسفية , مجرد فضفضة وتلقائية وبساطة في الحديث .
كان محور الحديث حينها حول تحمل الجيل الجديد تبعات أخطاء الجيل السابق , وإضافة مسؤولية الأخطاء السابقة على كاهله فوق مسؤوليات الواقع والمستقبل .
- كثير من المتابعين لعالمكم التدويني يجدون أنّ هناك فلسفات ونهج محيّر لكم ، فما ردّكم على مثل هذا الأمر ؟
لا شيء هنا حتى أرد عليه ,
كلام عام , والسؤال في الحقيقة يوجه للمحتار حتى نعرف سبب حيرته , وحينها أجد الجواب الذي يخرجه من حيرته ,عالم الأفكار وتضاربها , والفلسفة وفضائها الواسع من الجيد الدخول إليهما بنفسية مستعدة لتجريد العاطفة كحاكم , وعقل واسع التأمل , وعطايا العقول مقسمة وكل ميسر لما خلق له .
أسعد بالنقد جدا , فلا شيء يسعدني كتصحيح فكرتي الخاطئة , في حين أجد قلة مستعدة للنقاش حول فكرتي لتصحيحها لا لهدمها بالكلية !
- برأيكم هل التدوين الإلكتروني يحقق الهدف المطلوب الذي يسعى إليه الكاتب كونكم تملكون مدوّنة غنية بالمقالات الفكرية ؟
هذا يرجع لطبيعة الهدف الذي يسعى الكاتب للوصول إليه ,بإمكاننا القول أن الهدف المشترك لدى معظم المدونين هو وصول صفحات مدوناتنا إلى شاشات أي من البشر , وأن تصيب فكرة واحدة على الأقل مكمن عطل في عقل أو ثقافة أي شخص فيصلحه , ولأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خيرٌ لك من الدنيا وما فيها , وعندي نتائج تشجعني على الاستمرار .
- القسّام تميّز بكتاباته الفلسفية الفكرية ، ما سر التميز في هذا الأمر ؟
لا أراني ارتقيت مرتقًا صعبًا في مجال الفلسفة والفكر , مازال هذا هدفي أطمح وأسعى إليه دوما , لعلّك توافقيني الرأي أن قلة من الشباب ينتهج هذا النهج من التدوين الالكتروني , فالسواد الأعظم من مدونات شبابنا تتناول مايطفو على السطح , وتستلذ السباحة بمستواه ,
ولا سر في الأمر سوى أن عقليات البشر مختلفة واتباعي لمقولة ديكارت ( أنا أفكر إذن أنا موجود ) ، وحافزي أن الواقع يحاربها ، وأعد نفسي للعمق دوما .
بالرغم من صغر عمركم السنّي لكن عمركم الفكري أكبر بكثير ، فما سر هذا الأمر ؟
هذا من فضل ربي , السر في القراءة وإعمال العقل بالتفكير والتحليل .
هناك مقولة تقول : إذا كنت تصدق كل ماتقرا فلا تقرأ .
نحن بحاجة لمعادلة [ تفكير > قراءة > تفكير ] .
من مشكلاتنا الكبرى اليوم أن الكثيرلا يقرأ و إن قرأ بعض الكثير لم يفكر , وبعض آخر يفكر من غير قراءة , لعل معادلة التفكير " ابتداءً وانتهاءً " مثالية بعض الشيء ولكن الحد الأدنى أن نفكر فيما نقرأ, فالقراءة كالطعام والتفكير أداته الهاضمة .
فمن يقرأ ليوفر على نفسه التفكير , فليتوقف عن القراءة .
أذكر دوما قول هتلر : إن أعظم ثروة عند الحكومات أن الشعوب لا تفكر !
وأضيفي الجرأة في مطالعة الأفكار على اختلافها شرقًا وغربًا ,فهذا مما يكسب العقل مرونة وإدراكًا واسعًا في تحليل الأحداث والأفكار , وصعوبة قبول أي فكرة أمر ملازم لي منذ الصغر وهذا أمر جيد أحيانًا ومزعج أحيانًا أخرى .
- فيسلوف مفكّر ، وصف نراهُ يلازمكم .. فما رأيكم بمن يقول بأن فلسفتكم كلّها مضيعة للوقت كون الكثير ينعت الفلاسفة !؟
من المحزن , جدار العزل والكراهية المبني على أسس الجهل بين العقول والثقافة وبين الفلسفة والتأمل والتنظير , وهذا مايجعلنا نقر بمرارة أننا متخلفون وأمة في ذيل العالم .
وافتقادنا للتنظير والفكر المقوم , كالسير من غير هدى ولا رؤية واضحة ,
بصدق آمل أن يكون قلمي مساهمة بسيطة في طريق النهضة وصورة المجد التي نرسمها بأقلام وأصوات وبنادق شباب الأمة اليوم .
ولا ألتفت لإتهامات عشوائية هدّامة , فبابي مفتوح دومًا للنقاش والجدال لمن يريد .
- المتابع لكم ولمدونتكم يجد الكثير من الكتابات الغامضة في مقالاتكم ، فما سبب هذا الغموض ؟
ربما يكون , في بعض الخواطر الفكرية العابرة,فتوارد الأفكار السريع , يعجل بكتابتها , في حين تحتاج لإعادة النظر والمراجعة وهذا ماحدث مع مقالي الأخير فلسفة في الإيمان بالغيب .
لقد أتى نتاج ثلاثة "خواطر" فكرية , ولأهمية الأمر كنت أراجع الأفكار دوما وأخذت وقتا من تفكيري , ثم خرجت بنقاط واضحة .
- كل كاتب و مدوّن يجد أنّ هناك مقالة تترك الأثر في نفسه ، فماذا عنكم ؟
من الصعب تحديد مقالة بعينها مما كتبت ,يحضرني الأن ضمن سلسلة بدأتها بعنوان "حديث بين العقل والقلب" :
العثمانيون الجدد , فألهمها فجورها وتقواها , تتحدث عن قيمتي الخير والشر في الإنسان , وغيرها ..
أمة محمد مازالت في الغار [للإطلاع عليها]
وحديث بين العقل والقلب " الإيمان بالغيب" لها أثر كبير على نفسي . [هنا]
ولا أكتب ليبقى الأثر في نفسي، فالكتابة هي تعبير عن أثر الفكرة في النفس والكلمة التي بما تحوي من معنى سبيل الأثر لنفس أخرى وهكذا .
- برأيك الشخصي ما هي المواصفات التي يجب أن يتحلى بها الكاتب أو المدوّن على حد سواء ؟
هذا يرجع لطبيعة المدونة واتجاهها , ولأتحدث فيما أعلم كتدوين فكري مثلاً , أرى أن أضع نقاطي من خلال تجربة واطلاع :
- ابتعاد الكاتب في فلسفاته الشخصية عن الجزم المطلق بالحق , إلاّ ما بُنِيَ على حجة قوية ,
- أن نسهم جميعًا في تقوية حضور أداة النقد وإعمالها في واقعنا وثقافتنا .
- والصفتان الأهم في كل أمر الصدق والأمانة , إن فقدت إحداهما فلا قيمة للمدوّن ولا لفكره ولعلّ الكل يوافقني .
- ما رأيك في كتابات النساء ، وهل أنت متابع إليها ؟
لنتفق على كلمة سواء بيننا جميعا , الكتابة والفكر مسألة بشرية على حد سواء , والمرأة والرجل كلاهما بشر , وأعلم جيدًا حساسية هذا الموضوع في واقعنا اليوم العائد لجهل ضارب في الجذور, و لقوم استبدلوا قول الله وقول نبيه بقول آبائهم وأجدادهم ,في حين أنّ لكل كاتب نهجه وفكره المختلف , ومتابعتي للفكرة أكثر من كاتبها , فأرى نماذج نسائية متميزة , كقدوات لفتيات الجيل الجديد .
فنحن بحاجة لقدوات صحافية وفكرية نسائية تعمل على علاج النظرة السلبية للمرأة .
- وكيف تصف قلم المرأة كون الكثير يصفها بأنّها عاطفية ؟
المرأة هي الأكثر عاطفة بحكم سنة الحياة , وتكامل الأدوار بين الرجل والمرأة , ولكن هذا ليس عائقًا أمام قلم مسلّط كسيف الحجاج تكتب به امرأة , فلا تعميم , فقلم المرأة مثله مثل قلم الرجل , تحدده الاهتمامات والميول النفسية والفكرية لا أكثر برأيي .
- بما أننا نحن أمّة اقرأ ، علمنا بأنكم تقومون بمشروع عن هذا الأمر . هلّا حدثتمونا عنه ؟
جميل أن نكون أمة اقرأ ,
ومن باب الوضوح والشفافية فنحن مطالبون بأن نكون أمة اقرأ. فلسنا كذلك وهذه الحقيقة .
بالنسبة للمشروع التثقيفي الذي أقوم به وبعض الأخوة والاخوات ,
فهو يهدف إلى اشعار الشباب بالخطر المتمثل في واقع الثقافة اليوم , مقسم على عدة مراحل , ومازالنا نعمل عليه , فترقبوا المشروع بصورته النهائية : )
- وما هي الصعوبات التي واجهتكم في هذا المشروع ؟
لا صعوبات مع الإصرار والتحدي.
قلّة الخبرة أعاقت انتشاره في المرحلتين الأولى ,
كذلك قلة التفاعل من قبل الجمهور. ومن الجميل الإستفادة من الأخطاء .
اكتسبنا مزيدًا من الخبرة ، ونعمل على تصحيح الأخطاء وتداركها في بقية المشروع إن شاء الله .
- و هل هناك إقبال عليه ؟
بالنسبة للمرحلتين السابقتين لم يكن بالشكل المطلوب ,
الأخطاء سنتلافاها في المراحل القادمة ونضمن تفاعلا أكبر إن شاء الله .
- لكل مشروع لابدّ أن تكون هناك خطط مستقبليه ، فما هي خططكم لمشروع اقرأ ؟
مشروعنا أكبر من مجرد مجموعة ترتبط مشاريعها بمنتدى معين أو نشاط محدود بفئة اجتماعية محدده . فهدفنا الظهور بشكل أفضل وعلى نطاق أوسع ليكون لنا دور قيادي مؤثر في عالم الفكر , خصوصا إذا ما تحدثنا عن الشباب , فهذا الجانب قل من يتطرق له , وأرى أنه مع السنوات القادمة سنشهد تعطشا واضحا لمن يغطي هذا الجانب , وهذه ضمن أهداف المجموعة خلال الشهور المقبلة بإذن الله .
- هل تحرص على حضور دورات تدريبية لتنمية الفكر والذات ؟
بالنسبة للفكرية منها أراها شبه معدومة في عالمنا العربي .
و الشباب المثقف والمفكر هو أكثر الشباب تهميشًا وأقلّهم تقديرًا على خلاف مجالات الحياة الأخرى من الرياضة والفنون .
أما دورات تنمية الذات فحضرت بعضها لكني لست من الحريصين جدًا عليها خصوصًا تلك المنتشرة بشكل ممل , ذات الموضوعات وذات الأفكار يكررها أشخاص مختلفون .
اعتمد على القراءة والحوار في تطوير هذا الجانب بشكل أكبر .
- من هم أساتذتك و معلمّيك الذين تحب أن تتابع لهم ؟
لا أستطيع تحديد شخص بعينه , لسببين ، حتى لا أقولب في نهج معين وفكرة محدوده , وحتى لا يظن أنّ عقلي معطّل وحبيس فكر ما , ولأني أوقن أنّ الفائدة والفكرة الجيدة يمكننا الحصول عليها من الجميع أيًا كانوا وأينما كانوا , و لعلّي أرى في موروث الراحلين ما يستحق الإشارة إليه كشيخنا المفكر محمد الغزالي وفليسوفنا العظيم مالك بن نبي وغيرهم , من الأحياء والأموات غفر الله لنا ولهم ولو أردت ذكر الأسماء لأطلت بذكر أهل الشرق والغرب .
أقول دوما مع نفسي : سنتعلم من كل شيء في الحياة إن نحن أردنا ذلك .
- حلم تسعى إلى تحقيقه ؟
أحلامي كثيرة , بصفة عامة ,أسعى لدور قيادي فعّال ومؤثر في أمتي في مجالي الفكر والإعلام مساهمًا في مسيرة النهضة بإذن الله .
- كلمة أخيرة ؟
أشكر لك إتاحة هذه الفرصة للتعريف بنفسي , و أتمنى منك ومن دار ناشري , تسليط الضوء بشكل مستمر على الأقلام الشابة , فنحن بحاجة ماسّة لنشر ثقافة التدوين , فمن خلالها نستطيع نشر مفاهيم الحرية , وترويج الحرية التي إليها نطمح وفق منهج رباني يرفض الظلم والتعدي , مُناي أن أرى الشاب صاحب الفكر منا يتساوى في التقدير مع نجوم الرياضات العالمية والفنون على اختلافها ,
لا لتهميش دور دون الأخر , نعم لمفهوم تكامل الأدوار .
( ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً ).