نادانا الفؤاد حيث الروحانيات والنبرة الحزينة ، اختلفت الألوان ومازالت تتصاعد للوصول إلى القمّة وتحقيق الهدف الأسمى،من الرياض ومن كلية الإعلام جامعة الإمام محمد بن سعود حيث الدراسة لم تكن عائقًا لتحقيق هدفه ، المنشد محمد إبراهيم عبد الله العُمري من مواليد 1987م،طالب في السنة الأخيرة للمرحلة الجامعية ، من أبرز اهتماماته الإنشاد والمجال الإعلامي بشكل عام ، برز في عدّة أناشيد وعلى رأسها عيون اليتم وتؤمل وينادي فؤادي.
فلابدّ لنا أن نلقي ذاك الضوء على نجم شاب يصعد سلّم النجاح لإرسال رسالة سامية وهدف واعي بفن ملتزم .
- كيف كانت بداياتكم في النشيد الإسلامي ؟ وكيف قمتم بصقل هذه الموهبة ؟
بداية الموهبة كانت منذ كان عمري عشر سنين تقريبا كنت استمع كثيرا للأناشيد بذلك الوقت وكنت أقلدها حتى بدأت بالمشاركة بالمدرسة والأنشطة المصاحبة لها وهذا أعطاني نوع من الجرأة بفضل الله ثم بفضل القريبين مني بتشجيعهم لي ، وأيضا مع النوادي الصيفية و الملتقيات الشبابية والكشفية التي تقام في فترة العطلة الصيفية كان لها الفضل الكبير بعد الله سبحانه وتعالى في اكتشاف موهبتي الإنشادية وتطويرها بعد ذلك أصبحت الموهبة موجودة لكن واجهتني مشكلة وأظن أنها تواجه حاليا كثير من المنشدين الذين هم في بداية طريقهم للإنشاد المشكلة هي كيف أصل بصوتي إلى الناس ؟ والتسجيلات الإسلامية ؟ وكيف أطور نفسي لأنه كما تعلمين النشيد في الوقت الحالي لا يعتمد فقط على الصوت بل لابد أن يكون هناك إلمام كامل بمعرفة التسجيل كالمشي على الرتم وإلمام بالمقامات لو على الأقل إلمام بسيط فهذه تحتاج إلى دورات وهذا الشيء كان عائقا كبيرا جدا في دخولي للمجال أصبحت منشدا ولكن فقط في الملتقيات الشبابية والكشفية لكني لم ادخل إلى عالم الإنشاد بالكاسيت كنت اعلم أن لدي موهبة ولكني لن استطيع المشاركة بسبب عدم تواصلي مع المؤسسات أو بالأصح لأني لا اعرف كيف أصل ! .. وبحكم صغر سني أيضا بعد ذلك بدأت فكرة الدخول إلى عالم المنتديات والتي كان لها الفضل الكبير بعد الله سبحانه وتعالى في صقل موهبتي وذلك لأني رأيت الكثير من الذين يشاركونني همومي وتعرفت على كثير من الإخوة الذين لديهم نفس اهتماماتي الإنشادية والدعوية مثل الإخوة بمنتديات إنشادكم والكثير الكثير من الإخوة
كانو بداية طريقي إلى الإنشاد ولا أنسى فضلهم علي خصوصا أستاذي أسأمة السلمان الذي كان بداية انطلاقتي الإنشادية الفعلية بأنشودة ينادي فؤادي .
- إلى أيَّ حد تتفق مع من يقول بأنّ ( المنتديات تصنع منشدًا ) ؟
لماذا لا نعمم العبارة ونقول :
الإنترنت يصنع منشدًا .. الإنترنت يصنع كاتبًا .. الإنترنت يصنع مصورًا .. الإنترنت يصنع ممثلاً .. الإنترنت يصنع الكثير الكثير ..
وهذا ولله الحمد بفضل الله ثم بتطور وسائل الاتصال بالمجتمع أصبح الطفل الصغير بالسن يستطيع التواصل مع الخبراء في أي مجال يريده ويتمناه ويتبادل معهم الخبرات والتجارب وهذا مؤشر إيجابي ، نعم اتفق مع هذه العبارة الإنترنت يصنع منشدا بشرط أن يكون موهوبا لأن موهبة الإنشاد والصوت الجميل لا تأتي هكذا إنما هي نعمة من الله سبحانه وتعالى.
- العُمري تميّز بآداءه في اللون الإنشادي الحزين ، فما سر هذا الأمر ؟
أول أنشودتين رسميه لي أنشدتها وهي تؤمل و ينادي فؤادي كانت على اللون الحزين فالناس عرفوني بهذا اللون ولكن لا يعني انه لا أحب الألوان الأخرى أنا بداياتي السابقة كانت صيحات كشفية وأناشيد كلها على الرتم السريع والحماسي لكن لم تتاح لي الفرصة والوقت لكي أقدم جميع ما لدي ..
- استنادًا للسؤال السابق ، لماذا لا نرى التنويع منكم في الألحان ؟
كما ذكرت سابقا عدد أعمالي تعد على أصابع اليد ولم يتاح لي الفرصة لكي أقدم كل ما لدي وأنا الآن بصدد عمل البوم إنشادي مع شركة ألوان الطيف إن شاء الله وستجدون الألوان الجديدة التي لم تسمعوها مع محمد العُمري مُسبقًا .
- هل بالإمكان أن نرى بعضًا من تلك الألوان الجديدة في ألبومكم الجديد ؟
كما قلتُ آنفًا ستكون لي تجربة جديدة إن شاء الله مع اللون العاميّ الخليجي في أنشودتين،حيث ستكون الأنشودة الأولى عن ( أنتي ملاك ) ، حيث لن يكون هو الإسم الرسمي لهذا الوقت ، فيقول في مطلعها :
القلب يمي لك مشى بالعطف والطيب انتشى
في حضنها عمري نشا ومن حبها قلبي يميل
أمي حياتي وجنتي أنتي عيوني وبسمتي
حبك شعاع بمهجتي والشعر من حبك يسيل
أما الأنشودة الثانية فهي بعنوان ( تغني حروفي ) ، فيقول في مطلعها :
تغني حروفي بروح الدلال بصدق المحبة وطيب الشعور
ونسعد خفوق على الطيب جال ونمسح دموع الصغار بسرور
وهذه الأناشيد ستنزل قريبًا بإذن الله في ألبوم منوّع مع شركة ألوان الطيف .
- ما هو رأيكم عن الإنشاد في الوقت الحالي ؟
الإنشاد بالوقت الحالي يمر بمرحلة نمو ودخول إلى عالم الاحترافية وهذا مؤشر إيجابي فنجد دخول الشركات الكبيرة في رعاية الأشرطة الإنشادية أعطى للنشيد أبعاد كبيرة كذلك دخول شركات الاتصالات ببعض الخدمات ساهم في انتشار النشيد كذلك دخول الكليبات الإنشادية ودخول النشيد إلى عالم الفضائيات بشكل عام وولادة قنوات فضائية متخصصة بالنشيد كل هذه العوامل ساهمت في انتشار النشيد وهذا مؤشر إيجابي ولله الحمد.
- كلّنا يرى أنّ الساحة الإنشادية أصبحت مكتظة في المنشدين سواء هاوٍ أو متمكن من الآداء المختلف في ألوانه من لحن وكلمة هادفة ، برأيك هل ترى أنّ الساحة تستوعب هذه الأعداد ؟
بالتأكيد نعم لو نظرنا إلى الساحة الغنائية لوجدنا عدد المغنين أضعاف أضعاف عدد المنشدين ومع ذلك الساحه استوعبتهم وأصبح الطريق للأقوى والأفضل دائما .
كذلك في النشيد كلما كثرت هذه الأعداد وكثرت شركات الإنتاج ولم يصبح النشيد محتكرا على فئة معينه دون الأخرى فهذا بالتأكيد يصب في صالح النشيد وانتشار الرسالة وسيصبح هناك تنافس وهذا التنافس إيجابي في صالح رسالتنا التي نقدمها .
- لكل إنسان متميز في موهبة ما أشخاص من خلفه يبرزون مواهبهم ، فهل نرى هذا في العمري ؟ ومن هم الذين لهم الفضل من بعد الله لاكتشاف موهبتكم الإنشادية ؟
هناك الكثير الكثير ولله الحمد كانوا خلف اكتشاف موهبتي مثل والدي حفظه الله وكذلك أساتذتي بالنوادي الصيفية والملتقيات الشبابية فأنا لا أنساهم ولا أنسى أفضالهم علي وأدعو لهم بظهر الغيب،
كذلك هناك الكثير من الذين لهم الفضل بعد الله بظهور موهبتي وإخراجها إلى الجمهور مثل الأستاذ أسامه السلمان بأنشودة ينادي فؤادي والأستاذ عثمان اباحسين والموزع الرائع فارس بأنشودة الأقصى وأنشودة عيون اليتم ولا أنسى فضلهم دائما .
- كون لكم العديد من الأناشيد ، برأيكم الشخصي هل ترون بأنّ لكم تأثير على الشرائح الأخرى في المجتمع أكثر من الفنانين الآخرين في مجال الغناء مثلاً ؟
بالتأكيد نعم وقد يخالفني البعض فيقول أن الفنان المطرب جمهوره اكبر من المنشد و لذلك فتأثيره اكبر
أنا أقول إذا كان لدى المنشد نفس الإمكانيات سواء المادية أو المعنوية التي لدى المطرب، فالمنشد سيكون اكبر تأثير من المطرب لأن المنشد ينظر له المجتمع على انه قدوة ويقدم رسالة وهو صادق بها في الغالب !
أما الفنان فمهما بلغ من الشهرة فإن المجتمع لن يتأثر بفنه وقد يتأثر ولكن اقل من تأثير المنشد حتى لو انه غنى أغنيه عن الموت والقبور !!
- هل شاركتم في مهرجانات إنشادية ؟ و ما هي ؟
نعم شاركت في مهرجانات خارجية مثل مهرجان قرية العائلة بدبي وهذا المهرجان من نشاطات مؤسسة الأميرة هيا بنت الحسين وقد اختاروني مع المنشد محمد مطري واحمد الهاجري وحمد الجابري وكانت تجربة جميلة لي مع فرقة الدار الإماراتية والحمد لله استفدت منها كثيرا كذلك شاركت في بعض الملتقيات الإنشادية الصغيرة على مستوى المملكة العربية السعودية .
- أستاذ محمد كيف تختار أعمالك التي تؤديها ؟
بالنسبة لي اهتم كثيرا باختيار الكلمة وهي الأساس دائما ثم بعد ذلك انظر للوزن الشعري هل هو مناسب أم لا ثم اللحن ثم بعد ذلك نبدأ بمرحله التسجيل ثم التوزيع الموسيقي .
- وما هي أهم عوامل نجاح النشيد برأيكم ؟
الكلمة طبعا هي أهم عامل وهي العامل الرئيسي بعد ذلك اللحن والتوزيع الموسيقي وكذلك الأداء مهم جدا أحيانا نستمع إلى بعض الأناشيد فنجد الكلمة جميله جدا والتوزيع رائع واللحن رائع لكن أداء المنشد كان سيء فيكون العمل غير مكتمل ، لكن بالنهاية كل عامل من هذه العوامل مهم جدا فهي مثل الأركان لو سقط احد هذه الأركان فسيختل التوازن ولن نستمع إلى نشيد جميل .
* نأتي الآن لبعضًا من أعمالكم الإنشادية الخاصة :
– عيون اليُتم إحدى الأعمال القويّة لك، فلا يخفى عليك الضجّة التي تبعت نزولها كون العمل ظهرَ بقوّة وتميّز، فمُؤخّرًا تم إخراجها فيديو كليب لقناة نور دبي، لكنّه لم يحمل سيناريو واضح أو متكامِل مع النّشيد بشكلٍ عام فهل هذا يدلّ على أنّ تصوير الأنشودة كان لأجل الظّهور فقط كما يقوم البعض؟و ألا تشعر أنّ خروج الكليب بهذه الصّورة أثّرَ على نجاح الأنشودة وأنّها كانت تحتاج لسيناريو أقوى،والأمر كذلك ينطبق على كليب ( ينادي فؤادي )؟
بوجهة نظري لا اعتقد أن الكليب سيؤثر سلبا على نجاح الأنشودة صحيح اني لم اطمح أن يظهر بهذه الصورة بل كنت أتمنى أن يكون أفضل من ذلك وهذا ما يتمناه أي منشد ولكن هناك ظروف كانت مصاحبه للعمل قد لا يعرفها الكثير من المشاهدين ولا أحب أن أتطرق لها.. رغم ذلك العمل وجد قبولا متوسطا من الناس ولله الحمد.
نعم اعترف لك أن السيناريو لم يكن بتلك الصورة التي طمحت لها لكنه كان مقبولا لحد ما .. واستفدت كثيرا من التجربة والتعامل مع الإخوة بقناة نور دبي .
- في الآونة الأخيرة رأينا بعضًا من المنشدين يستخدمون الموسيقى في الأناشيد بكثرة،فأين العمري من هذا الأمر؟
كانت لي تجربه مع الموسيقى ولم تكن موفقة ولا أظن أني سأكرر تلك التجربة .
- رأينا أخيرًا انضمام الكثير من القرّاء وكذلك توجه بعض المغنين إلى فن النشيد الإسلامي،هذا التنافس حول هذه الساحة هل يتطلب من المنشد أن يجدد في أعماله ؟
نعم بالطبع لابد من التجديد،فـالنشيد لم يعد يتوقف على أسماء معينه كما كان في السابق، بل أنه أصبح البقاء دائما للأفضل والذي يستطيع أن يجدد في طرحه و رسالته فهذا التنافس جميل جدا ويخدم رسالتنا التي نريد أن نوصلها إلى المجتمع .
- الألحان المقتبسة من الغناء وغيرها،كثيرًا ما نسمعها بإعادة تسجيل آخر ولكن بنمط النشيد الإسلامي،ما رأيكم في هذه المسألة.علمًا بأنّ الكثير معارض عليها ؟
هناك اقتباس وهناك نسخ اللحن كما هو ، وللأسف هناك من يسمي اخذ اللحن كما هو اقتباس ! وأظن أن هذا ظلم.
بوجهة نظري الاقتباس أو اخذ فكرة بسيطة وتطويرها بحيث أن الذي يسمع اللحنين يدرك تماما أن اللحنين مختلفين وأرى انه شي جيد ويطور الموهبة ويوسع نطاق التلحين لدى الملحن،أما اخذ اللحن كما هو وبالطريقة نفسها فلا أوافق على ذلك بل أظنها مقبرة للملحن والمبدع وللأسف الظاهرة هذه موجودة في النشيد وكذلك في الغناء وهي منتشرة بالعالم العربي .
فنجد مغنين عرب يأخذون الحان من مغنين أتراك وإيرانيين بدون تطوير أو تغير إنما هو اللحن بنفس الموسيقى والتوزيع وأظنها ظاهرة سلبية تقتل الإبداع وتجعل الملحن يعتمد على نجاحات الآخرين .
- ماذا سيضفي الإنشاد على الساحة الحالية والمستقبلية؟
كل خير إن شاء الله ،النشيد الآن في مرحلة تطور وهذا شي إيجابي ولله الحمد وان شاء الله نجد هناك احتراف حقيقي في هذا المجال فنجد منشدين متخصصين بالمجال وكذلك مهندسين وموزعين.
- كلمة أخيرة؟
اشكركم على هذه المقابلة واسأل الله أن يوفقنا وإياكم لخدمة هذا الدين
وان يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .