الحارث بن همّام أَمْ طلال الخضر صورتان لوجه واحد ، فحينما يُقال الحارث بن همام فيعنى به المدوّن الذي يرى في نفسه كما يقول بأنه ( شخصية تدوينية يختبئ وراء اسم مستعار كما يختبئ الرجل وراء ستارة شفافة لا تستر منه شيء .. يحاول إقحام نفسه في الفكر والسياسة والشعر والخواطر .. لكن يأبى المثل الشهير إلا أن يقول: سبع نصايع والبخت ضايع. )
وحينما يُقال طلال الخضر فيُعنى به الشاعر صاحب فكر وهدف ، الذي أبدع حينما قال :
يا من ينوح على جرحٍ أمته
وأدمع العجز من عينيه تنهملُ
أيحسب الدمع يطفي نار أمتنا
أو بالنواح يصير الجرح يندمل
طلال الخضر طالب في كلية العلوم الإدارية جامعة الكويت من مواليد السادس من سبتمبر لعام 1986 م.
مساحة بسيطة نعبث بها معًا مع المدوّن والشاعر الحارث بن همّام صاحب مدوّنة المقدّمة .
1- الحارث بن همّام لقب اتخذه طلال الخضر في التدوين الإلكتروني ، فما سر هذا اللقب ؟ وماذا يمثل لكم ؟
في أدب المقامات .. اشتهر أصحاب المقامات بإنشائهم شخصيات وهمية يقومون بأدوار البطولة في المقامات .. واشتهروا كذلك بإنشاء رواة وهميين يروون المقامة على لسانهم .. فكان لبديع الزمان الهمذاني بطل يسمى أبو الفتح الإسكندري وراوية يسمى عيسى بن هشام .. أما الحريري فقد ابتكر شخصية أبا زيد السروجي والراوية الحارث بن همام ..
وجرت العادة أن أصحاب المقامات يبتدئون المقامة بـ حّدثنا الحارث بن همام .. أو روى الحارث أو أخبرنا .. ثم يبدأ بسرد المقامة.
وإذا كان الحارث بن همام سابقاً قد اقتصر على رواية الحكايات الأدبية فقط .. فأنا اليوم أحييت شخصيته من أرفف المكتبات وأقحمته لعالم السياسة والفكر والنقد .. فأبدأ تدوينتي غالباً .. بحدثنا الحارث بن همام.
2- متى بدأت حضرتكم التدوين الإلكتروني؟وكيف تقارنون بداياتكم في هذا المجال مع وجودكم حاليًا ؟
بدأت عام 2007 .. بعد أن كثر شغبي في المنتديات السياسية وتم نفيي منها .. فطلبت اللجوء السياسي في عالم المدونات .. حيث لا مشرفين ولا مراقبين .. سوى الله و ضميري.
والفرق بين بدايتي ومرحلتي الحالية كالفرق بين طفولتي وشبابي .. فممارسة التدوين لسنتين بالطبع تحسّن من مستوى الكتابة ومستوى الطرح وعرض وتسلسل الأفكار .. ومازلنا ندوّن ونتعلم ونتطور بإذن الله.
3- في الفترة الماضية والحالية، ومع تصاعد الأزمات السياسية المحلية والعالمية نرى تصاعد كبير في أعداد المدوّنين ، برأيكم ما السبب الرئيسي لمثل هذه الأمور ؟
المدونات الآن أصبحت منابر إعلامية خاصة .. يستطيع الجميع امتلاك واحدة ويؤسس منها مملكته .. فيقول ما يشاء ويؤيد من يشاء وينتقد من يشاء بلا أي رقيب ولا حسيب سوى نفسه.
4- كثرة المدونات الإلكترونية أصبحت كغثاء السيل في كثير من الأحيان، فأين نجد الحارث متابعًا ؟
أحرص على متابعة المدونات الجادة المفيدة .. ولا أزور مجاملةً المدونات التي "تسولف" عن يومياتها وتطيل الكلام في امور تافهة.
5- كيف ترون مستقبلا المدونات والتدوين الإلكتروني ؟
المدونات مستقبلاً ستكون هي السلطة الرابعة.. فإذا كانت الصحافة اليوم قد يتمكن بعض المتنفذين من تكميم افواهها أحياناً , فإن المدونات لا يستطيع أحد تكميم افواهها أو الاشتراط عليها سياسة معينة أو توجيهها الى اتجاه معيّن .. وهذا ما يجعلها وسيلة إعلامية ذات سقف مفتوح للحرية.
6- كثيرًا ما نرى حملات تدوينية تهاجم الأوضاع سواء كانت سياسية محلية أو عالمية والقلّة من يكون ذا أسلوب وسطي ، برأيكم كيف نقوم بالرد على مثل هذه الفئات ؟
مازال البعض يستخدم أسلوب "خالف تُعرف".. أو "هاجم تشتهر" .. وهؤلاء يخطفون الاضواء لفترة قصيرة .. ثم يكتشف الناس مبالغتهم وعدم انصافهم .. وبرأيي هؤلاء يطفؤهم التهميش.
7- استنادًا للسؤال السابق،المتابع لقلم الحارث وخصوصًا في قضية غزة التي حصلت مؤخرًا،رأينا هجومًا على تدويناتكم بعض الشيء وكذلك على بقية المدونين الذين يقفون مع الحق،فكيف تصرفتم في مثل هذا الموقف ؟
لم يكن هجوماً .. سوى أصواتاً نشازاً حكمّت عاطفتها في موقفها من نصرة غزة.. وحاولنا الاخذ بأيديهم ومحاورتهم بالتي هي أحسن .. وإلا فكانت أغلب الردود تؤكد على أن أهل الكويت يظلون دائماً في نصرة إخوانهم في فلسطين وكل مكان.
8- بعد ميلاد مدونتكم الجديد في الفترة الماضية ، رأينا تغيير جذري للمحتوى والاسم فانتقلت من اسم ( الفكر الكويتي ) إلى ( المقدمّة ) ، فما سبب هذا التغيير ؟
لم يكن يهمني كثيراً شكل المدونة وتصميمها .. لكني وبعد سنتين .. رأيت أن أهدي مدونتي ثوباً جديداً .. واسماً جديداً .
غيرت الفكر الكويتي حتى لا تكون المدونة ذات طابع فكري فقط.. وحتى لا يقتصر محيطها على الكويت فقط
واخترت اسم المقدمة تيمّنا بالمقام الذي أود أن أكون فيه.. في المقدمة دائما .. وسميتها المقدمة .. حيث أن ما أطرحه في المدونة ليس إلا مقدمة لأفكار كثيرة.. وحيث أني مازلت في مقدمة مشوار الحياة
وهذه هي الحياة .. تبدأ من المقدمة كبداية .. وتنتهي في المقدمة حيث الصدارة والنهاية.. وشتان بين المقدمتين.ً
9- هل فعلاً التدوين الإلكتروني أصبح يحقق أمور تعجز الصحافة الورقية عن تغطيتها ؟
نعم .. المدونات الان تتسابق مع الصحف في نشر الاخبار العاجلة وبتفصيل .. ثم تعرض تعليقات قراء الخبر وآراءهم وهذا مالانجده في الصحف.. فإن الصحف مازال يتحكم بها رئيس تحرير وداعمون وتجار .. اما المدونات فلا.
10- بماذا تصفون لنا مدونتكم ، فهل هي فكرية أم اجتماعية أم سياسية أم لها تصنيف آخر ؟
أحاول دائماً أن لا أجعل للمدونة طابعاً محدداً.. لكن الاطروحات الفكرية والشعرية غزت المدونة بشكل واضح.
· ننتقل الآن لطلال الخضر الشاعر والقارئ :
11- كيف للخضر أن يصف لنا قلمه الشعري ؟
مازلت متطفلاَ على الشعر الفصيح .. ومازلت بمستوى النظم لا الشعر .. مع محاولاتي الحثيثة في القراءة أكثر في عيون الشعر وتطوير مستوى ذائقتي.
12- هل ترى أن شعركم يحقق ويوصل أمور يعجز الآخرين عن تعبيرها ؟
إن كان المقصود بالاخرين هم غير الشعراء .. فربما نعم .. لأن الشعراء عموماً يحملون من المعاني مالا يحمله الكُتّاب والخطباء .. أما إن كان الآخرين هم الشعراء الاخرين .. فأظن أنني في وسط المنافسة .
13- ألا تتفقون بأنكم مقصّرين بعض الشيء في نشر كتاباتكم الشعرية ؟ أم أنها محاولات وتجارب فقط ؟
أنشر بعض محاولاتي الشعرية في مدونتي وموقع ناشري أحياناً ومن خلال مشاركاتي الخجولة في الندوات الشعرية .. لكنني إلى الآن لم أتخذ أمر نشر قصائدي بجدية.
14- الأغلبية تعلم بأن المنشد ( حمود الخضر ) هو الأخ الأصغر لكم،فلماذا لا نرى تعاون بين شعركم وإنشاده ؟
كتبت لحمود بعض الكلمات ونشدها كما كتبت لمشاري العرادة وغيرهم من المنشدين .. ولدينا في الطريق باذن الله مجموعة من الكلمات التي سيؤديها بعض المنشدين وحمود أولهم.
15- هل سنرى لكم في المستقبل ديوانًا شعريًا ؟
بإذن الله .. لكن بعدما أشعر أني تمكنت من الوصول لمستوى جيد في الشعر.
16- نجد وراء كل مبدع مبدعين،فمن هم أصحاب الفضل في إبراز الخضر شاعرًا ومدوّنًا ؟
لله الفضل من قبل ومن بعد .. ثم لأصحاب الفضل الأهل والأصدقاء والأعداء .. على غرار قول الشاعر "عداتي لهم فضلٌ عليّ ومنّةٌ" .
17- علمنا آنفًا بأنّ لكم تجربة في القرآن الكريم،فهل سيكون هناك إصدار صوتي بهذا الشأن لكم،أم أنها فقط تجربة لإمامة المسجد ؟
لله الحمد .. شاركت بإصدار صوتي متواضع بقراءة القرآن الكريم وكان من انتاج مبرة المتميزين وإصدار آخر من انتاج وزارة الأوقاف للفائزين لمسابقة الكويت الكبرى لحفظ القرآن الكريم .. لكنني مقصر جداً تجاه القرآن وربما القراءة ليس مجالي الأساسي لكننا نؤدي زكاتها على قدر ما عندنا.
18- كيف تصفون الحارث بن همام وطلال الخضر ؟
قالوا: تسمَّيت ابن همام حارثاً * فقلتُ: حرث القلب.. والهمّ أحصدُ
ربما أصف الأخ الحارث بن همام بإنسان متفاءل ان شاء الله .. يحتاج إلى العزيمة .. والصبر .. وإلى دعائكم .. وقبل ذلك .. توفيق الله عز وجل
19- كلمة أخيرة
أسأل الله القبول والأخلاص الذي هو أساس كل عمل .. وإلا فلا فائدة من تعبنا كله .. ثم أشكر دار ناشري على استضافتي وأقدّر لهم حسن ظنهم بي وأدعو الجميع على البوفيه .. "مدونتي " :)