الحسيّان محمد هزّاع التميمي... حاصل على ماجستير في الإدارة التربوية وفي المراحل النهائية لإنجاز رسالة الدكتوراه في نفس الموضوع ، كما حصل على الجائزة العالمية لخدمة العمل الإسلامي في مجال الفن الإسلامي و رئيس مجلس إدارة شركة المها للإنتاج التلفزيوني والسينمائي.
قام بإنتاج مجموعة من المسلسلات الإسلامية ومنها مسلسل الحسن والحسين كما قام بكتابة بعضها وإخراجها ، فكما أنّ لكل مجال أساطيره ، ففي الفن الإنشادي الكويتي كان ومازال الحسيّان على الرغم من قلّة ظهوره الإعلامي هو من عمالقة هذا الفن ، حيث ابتدأ النشيد في شريط آهات أسير عام 1993 م ، ثم أناشيد 94 حيث اعتبر هو أول ظهور رسمي إليه ، ومن أهم ألبوماته الإنشادية ( مولاي ).
- الحسيان وألبوم مولاي ، ظهر ولأول مرة على الساحة الفنية نسخة الإيقاع في عالم الإنشاد ، كيف وصلتم لهذه الفكرة علمًا بأنها أثارت الكثير من الضجة ذاك الوقت وردود الأفعال ما بين معجب ومستنكر ، فما كان موقفكم منها أيضًا ؟
فكرة الإيقاع كانت موجودة ومستخدمه في بلاد الشام ودول جنوب شرق آسيا الإسلامية , ما قمت به هو إعادة استخدام الإيقاع بشكل جديد يخدم نمط الأنشودة دون المبالغة في استخدام الإيقاع
- لاحظ الجميع في الفترة الأخيرة اختفاء اسمكم بشكل كبير من على الساحة الفنيّة ، فما السبب ؟
ارتباطي بالدراسة والعمل في حقل الإنتاج تطلب الكثير من الوقت والجهد الذهني , وقد أدى هذا الأمر إلى الابتعاد بشكل أو بآخر عن التأثير والتأثر بما يحدث من تفاعلات تساهم اليوم في إعادة تشكيل مفهوم النشيد , حيث إني أقف من هذه التطورات موقف المراقب , كما أعيد في الوقت نفسه تقييم تجربتي الشخصية في النشيد إذا ما أردت تقديم أعمال جديدة تكون أكثر فائدة وأشد تأثيرا .
- انتشرت بعض المقاطع من نشيد صوت الآذان وغرباء عبر موقع اليوتيوب ، وقيل بأنها من ألبوم القادم ، فهلاّ حدثتم الجمهور المتابع للحسيّان عن هذه الأعمال وألبومكم القادم على وجه الخصوص ، ومتى سيرى النور إن شاء الله ؟
أنشودة صوت الأذان هي أنشودة تم تسجيلها لغرض معين كما تم الاقتراح من بعض الأصدقاء أن تكون باكورة عمل جديد , والحقيقة أن الأنشودة لم تكتمل فما زالت هناك بعض الملاحظات التي تستوجب التعديل قبل النشر , ولكن من المؤسف أن أحد الأخوة الذين يحتفظون بنسخة من الأنشودة قام بنشرها قبل التعديل أو النشر الرسمي في ألبوم , ومن هنا انتفت الحاجة لضمها في ألبوم بعد أن انتشرت , أما غرباء فهي تجربة خاصة قمت بها وليست للنشر , ولكنها أيضا لم تسلم من التسريب .... أما عن الألبوم القادم فكثير من الألحان والأناشيد جاهزة للتسجيل ولكني انتظر تفرغي من الرسالة بأذن الله حتى استطيع تقييم الأمور بشكل أدق .
- أي عمل فني ناجح وبصورة بارزة يكون السر وراء نجاحه طريقة وقوف الفنان حول العمل ، فكيف يقف الأستاذ محمد الحسيان أمام أعماله دائمًا ؟
في أفضل الحالات تتولد جميع هذه العناصر ( الكلمة ، اللحن والتوزيع ) في وقت واحد , حيث يتسبب دافع قوي في استثارتها جميعا , ومن هذه الأناشيد ( مولاي إني سائر , سبحي ) ... بينما تتوزع مراحل نشوء الأنشودة حسب الظروف , فقد تستثير كلمات مميزة كوامن لحن مميز أو قد يكون العكس .
وفي النهاية اختيار هذه العناصر من وجهة نظري يعتمد على أربعة أشياء ( شخصية المنشد , ثقافته , ذوقه , خبرته )
- المتابع لساحة الفن الإنشادي يرى أنّ الغالبية بدأوا باستخدام الموسيقى في أعمالهم لتخرج للجمهور بنسخة واحدة فقط ، فهل سنراكم متخذين هذا الحذو ؟ ولماذا ؟
الحقيقة أن العمل الفني خصوصا عند الفنان لا يمكن تجزئته إلى مراحل عند العرض , فلا نشهد مثلا أن فنانا أقام معرضا للوحاته ثم قام بعرض لوحة واحدة ولكن بثلاث أو أربع صيغ مختلفة ؟!! اللوحة تبقى لوحة واحدة وليست ثلاث أو أربع , فأنت لا تستطيع أن تأتي لرسام مثلا وتطلب منه نسخة أخرى من لوحته لأن اللون الأحمر فيها لم يعجبك ؟!!
كذلك المنشد فهو يضع جهده كله في صيغة واحدة , وفي حال إزاحة عنصر من العناصر المكونة للأنشودة كالإيقاع مثلا فإنه سيقوم بكشف خلل في الأنشودة لأنها غير مكتملة , لذلك من الأصح ان يضع المنشد في اعتباره هذه الأمر , حيث إما أن يحاول الوصول إلى ما للتوفيق بين النسختين قبل الانتهاء من النسخة الأصلية , أو أن يحدد بالضبط النسخة النهائية التي لن يقبل التنازل عنها , فقد يصل المنشد إلى قناعة أن النشيدة بدون إيقاع أفضل فنيا وتسويقيا , أقول ربما .
- على الرغم من قوّة ومدى انتشار أعمالكم الفنيّة إلاّ أننا لم نرَ أيّ منها ظهر بشكل فيديو كليب ، فهل لهذا الأمر سبب ؟ وهل ستكون لكم تجربة قادمة في الفيديو كليب ؟
بالفعل أنا مقصر في هذا الجانب كثيرا ولكن عندي مجموعة من الأفكار لفيديو مصور ولكني انتظر التفرغ من بعض الأعمال بإذن الله .
- ما سبب القصور في ظهوركم في المهرجانات الإنشادية ؟
المهرجانات الإنشادية أصبحت شديدة الشبه بالحفلات الغنائية من حيث طبيعة المهرجان والظروف المحيطة فيه , وهذا له مردود وأثر اجتماعي معين عندنا في الخليج .
- ما هو جديدكم ؟
أقوم الآن بتلحين وتجربة الكثير من الأناشيد استعداد لتسجيل ألبوم بعد إنجاز الرسالة بإذن الله .
- يرى البعض بأنّ فن الإنشاد بدأ ينزلق عن هدفه ومساره الأساسي ، فما رأي حضرتك بهذه الأقوال ؟
نعم , هذا صحيح , فلا أرى فرق الحقيقة بين الكثير من الأناشيد اليوم وبين الأغاني , فهل يعقل أن يتم تناول أنشودة غزلية وبلحن وتوزيع وأداء لا يختلف البتة عن أداء أي مغني ثم يقال لنا أن هذه الأنشودة في حب رسول الله مثلا ؟!! أو حب الزوجة أو حب الصديق ؟!!
الحقيقة ما يحدث شيء مؤسف حيث غابت المعايير الأصيلة في تحديد الفارق بين الغناء والأنشودة وهو موضوع أصبح يشغل بالي وسوف أفرد له مقالا في مدونتي بإذن الله
- خالد بن الوليد ، ومعاوية والحسن والحسين .. مسلسلات تاريخية عُرض الأول ومُنع الثاني وكلاهما كان للحسيان المشاركة بهما ، فكيف جاءت فكرة تلك المشاركة ؟
خالد بن الوليد الجزء الثاني شاركت في كتابته وإنتاجه وكذلك الحسن والحسين , ومشاركتي في هذه الأعمال إنما ينبع من حبي لهذا المجال الذي لا يقل أبدا عن حبي للنشيد , حيث كانت فكرة الإنتاج والإخراج تلازمني منذ بدايتي في رحلة الفن الإسلامي , وهذا مجال سأنغمس فيه أكثر إذا ما قدر الله لي ذلك دون أن أتناسى دوري كمنشد
- تسرب الأعمال الجديدة ونشر الألبومات كاملة وكسر حقوقها ، أمر انتشر بصورة ملحوظة مما أثّر على سوق المبيعات للألبومات الإنشادية ، فاستنادًا لهذا الأمر كيف سيكون موقفكم حوله وتحديدًا مع انطلاقة إصدار الألبوم الجديد ؟
فعلا هذه مشكلة كبيرة , فلا تكاد شركة إنتاج ما تطرح ألبوما ما حتى يتم تداوله في اليوم الثاني منسوخا على الانترنت ؟!! إذًا كيف تستطيع أي شركة تمويل أي عمل إذا كان المردود خسارة مقدما ؟!!
إن نسخ الألبومات في الانترنت لن يخدم أحدا , أبدا , نعم سيحصلون على الألبوم في الوقت والجودة المناسبة , ولكن ما يحدث إن كثير من المنشدين الأكفاء سيحجمون عن إصدار ألبومات أخرى حيث لا شركات إنتاج تمول ولا قدروا شخصية على التمويل والنتيجة شح في الألبومات ذات الزخم في الإنتاج , ولا اعتقد أن هذا أمر يريده احد
- كلمة أخيرة ؟
شكرا لدار ناشري على هذه الاستضافة كما أشكرهم على دورهم الجوهري والحيوي في تشجيع وحث وتوجيه الشباب المسلم نحو الثقافة ومساعدتهم في ذلك , والأمم لا ترتقي إلا بالثقافة , والوعي لا ينضج إلا بالمعرفة , شكرا لكم جميعا والشكر موصول لكل من اقتطع من وقته جزءا في متابعة هذه المقابلة .