كشف مصطفى البرغوثي سكرتير المبادرة الوطنية الفلسطينية اليوم الثلاثاء عن الشروع في حملة عالمية ضد جرائم إسرائيل بهدف إدانتها عالميا وفرض عقوبات اقتصادية وسياسية عليها، وإجبارها على الانسحاب من الأراضي الفلسطينية.
وأضاف البرغوثي الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي عقد في مدينة البيرة أن الحملة بدأت بمبادرة من المؤسسات الفلسطينية وبالتعاون مع 209 مؤسسات أوروبية.
وأوضح البرغوثي أن هذه الحملة تجري بنشاط من 492 عضو برلمان أوروبي، إضافة إلى 192 عضو برلمان بريطاني، حيث قاموا بتوقيع عرائض ضد جدار الفصل العنصري الذي يجري بنائه في الضفة الغربية. وأوضح أن هذه الحملة ستسعى لفرض عقوبات اقتصادية، ووقف كل أشكال التعاطي والتعامل معها في جميع المجالات بما في ذلك النشاط العسكري، واعتبرها الحلمة هي بداية هامة والسبيل الوحيد لإجبار إسرائيل على التراجع عن عدوانها المرتكب ضد الفلسطينيين.
وأكد البرغوثي أن نجاح هذه الحملة يتطلب مقاطعة شاملة لحكومة شارون وليس التعاطي مع مخططاتها الذي يعطيها نفسا لتمرير مشاريعها الفاشلة.
وتحدث البرغوثي عن البيوت التي هدمتها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية مؤكدا أن عددها 60.781 منزلا في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ بداية انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من أيلول عام 2000.
وتركز المؤتمر في أربعة قضايا عن حقيقة ما يجري في قطاع غزة، وتقديم تفصيل لما يجري في الضفة العربية والتأكيد على أن ما يجري في غزة هو إنشاء لسجن في قطاع غزة والاستيلاء على معظم أراضي الضفة الغربية وتهويدها وضمها لإسرائيل، إضافة إلى النشاطات الكفاحية الشعبية ضد جدار الفصل العنصري.
وفند البرغوثي الإعدعات الإسرائيلية بتخفيف الحواجز مؤكدا أن الحواجز التي أزيلت هي 30 حاجز من جملة 763 حاجزا موجودة في الضفة الغربية، مؤكدا ان الإجراءات الأمنية شددت في مدينتي رام الله ونابلس والحواجز على أشدها في منطقة القدس.
اعتبر البرغوثي الهدف الإسرائيلي من وراء كل هذه الإجراءات هو دفع الفلسطينيين إلى ترانسفير جديد إجباري بالهجرة، ولكن الفلسطينيون مستمرون في المقاومة والكفاح والتصدي للاحتلال.
خطة فك الارتباط وعملية رفح:
وحول خطة الانسحاب من غزة قال البرغوثي أن الذي يجري هو تحويل غزة إلى سجن كبير بدليل أنه لا يوجد أي قرار إسرائيلي بتفكيك أي مستوطنة، وإضافة إلى أن الخطة تقول بصراحة أنه لن يكون هناك أي ممر بري أو بحري أو جوي لغزة مع العالم، إنها ستواصل السيطرة على عزة، إضافة إلى إبقاء شريط محيط بغزة بعمق كيلو متر يضمن لإسرائيل السيطرة الكاملة على غزة.
وأضاف البرغوثي أنه في إطار خطة شارون ستقوم إسرائيل بتدمير المزيد من المنازل في رفح، حيث دمرت حتى الآن أكثر من ألفي منزل، وهناك مخطط لتدمير المئات من المنازل الأخرى.
واعتبر البرغوثي أن ما يجري في رفح خصوصا في غزة عموما هي عملية تطهر عرقي وإنشاء لسجن في قطاع غزة من جميع الجهات وتحويل غزة إلى "بنتوسان" أي معزل على غرار ما كان قائما في جنوب أفريقيا.
وقال البرغوثي أن النزاع على إدارة غزة في حال الانسحاب الإسرائيلي منها ليس أكثر من نزاع حول من يكون شاويش في غرفة السجن في الواقع.
أهداف خطة فك الارتباط:
واعتبر أن الدولة العبرية تهدف من وراء طرح خطة فك الارتباط في غزة، كسب الوقت لإنهاء بناء جدار الفصل العنصري في الضفة من أجل الاستيلاء على أجراء واسعة في الضفة.
كما أن قرار الحكومة الإسرائيلية بشأن خطة فك الارتباط يقول أن إسرائيل ستبقي مناطق واسعة من الضفة الغربية لتشكل جزءا من دولة إسرائيل ويشمل الكتل الاستيطانية الضخمة المقامة في الضفة الغربية تشمل الاستيلاء على 58% من مساحة الضفة الغربية واستمرار الحواجز.
وكشف البرغوثي أن هدف إسرائيل من وراء خطة فك الارتباط منع تنفيذ أي خطط دولية لحل الصراع العربي الإسرائيلي، أن تستبدل خارطة الطريق بخطة شارون بإسناد من الولايات المتحدة وبوش.
وأكد البرغوثي أن المعركة الحقيقية ليست في غزة بل في الضفة الغربية، ودعا الصحافة الإعلامية في الكف عن الترويج للدعاية الإسرائيلي أن الانسحاب المزعوم من غزة.
تطابق بين خارطة الجدار وخارطة أسلو:
وخلال حديثه عن الجدار الفاصل أكد البرغوثي أن مقارنة خارطة الجدار بخارطة أسلو يعكس تطابقا تاما، مشيرا ان الذي رسم خرائط أسلو هو الذي رسم خرائط الجدار هو جيش الاحتلال بهدف ضم الجزء الأكبر من الأراضي المحتلة.
وأشار البرغوثي في موضوع الجدار أن ما يجري حاليا في منطقة سلفيت ومنطقة القدس هو الأخطر في أعمال سلطات الاحتلال لبناء الجدار، وتحويل القرى الفلسطينية إلى معازل.
وربط البرغوثي أن عملية مصادرة أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية حاليا، وعملية الاستيلاء على أراضي العرب في الجليل والمثلث حين جرى ضمها إلى الدولة العربية عام 1948.
واستنكر البرغوثي صمت العالم تجاه ما يجري في سلفيت، من مصادرة ل14 ألف دونم وتجريم لمئات آلاف الأشجار التيس تشكل مصدر رزق الفلسطينيين هناك.
في منطقة القدس ما يجري خطير جدا عمليا تجري عملية تطهير عرقي تطال 271 ألف من سكان محافظة القدس، بما فيهم 80 ألف شخص ممن يحملون الهويات المقدسية.