اصفرّ وجه الشعر من أحبابي..
و الحرفُ بلّل دفتري وكتابي
والبوحُ أمواجٌ تُلاطمُ أسطري..
تأتي وتذهبُ عند كُل عِتابِ
وعلى شواطي الذكريات وجدتُني
أنساب نحو حنينه المُنسابِ
فبدأتُ أبحث في حنايا وجههِ
عنّي، ولكن ما رأيتُ شبابي
شاهدتُ طفلَ الموتِ تحت جفونهِ
ينمو بلا رحِمِ ولا إخصابِ
وسألتُ: ماذا يا صديق طفولتي؟
من ذا الذي، واحترتُ في إسهابي
فوجدتُ في شفتيهِ جُرحَ قصائدي
ولمستُ من خديهِ طول غيابي
ورأيتُ في عينيهِ غُربةَ عاشقٍ..
ولمحتُ حُزني فيهما وعذابي
وتسلّل الشجن البهي بخافقي..
كالدمعِ في الخدينِ والأهدابِ
وسمعتُ يا سلوى أنينًا هزّني..
وصداهُ ينَثرُ للخلائقِ ما بي
احتلَّ أنفاسي وسيطرَ قسوة
-مُنذْ احتوى جسمي- على أعصابي
فأردتُ أن أنجو بجلد قصيدتي
لكنّ وقع الحال كالقصَّابِ
***
أخطأتُ في رسم الخريطة إنما..
سارعتُ في قتلي بلا أسبابِ
أخطأتُ يا سلوى بكل صراحةٍ..
صَرّحتُ: (سلوى) واحتي ورحابي
أخطأتُ حين قصدتُ قبلة عشقنا..
وظننتُ أن الشوق في محرابي
ليس الذي في الحُبِّ يُخطئ مرة
ينجو من الأخرى بدون حسابِ
قرّبتُ كي يرضى الحبيب قصائدي
عنَّي فقرّبَ موعِدًا لعقابي
***
لا تعجبي فأنا الخطيئةُ إنما
حوّرتُ نفسي أحرفاً كحرابِ
لي في مداها ألف مُبكية ولا
أبكي على شيء سوى أحبابي
فاليوم يَعزفُ بالرصاصِ نظامنا..
ويزغرد البارود في الأبوابِ
والعالم الحيران يسأل شامنا..
يرنو إليه بنظرةِ استغرابِ
نزفت محابرنا وسال مدادها..
وبكت كثيرا في سطور كتابي
ألإننا عربٌ؟ فيُصبح أمرنا..
بيدٍ مُصمَّمة لذبحِ رقابِ؟
ماذا أصاب القوم؟ -نُشِعرُ بعضنا-
أن الذي في الشامِ محض ضبابِ
واللاجئون على الحدودِ توافدوا..
حلّوا بلا فرشِ ولا قَبقابِ
في مشهدٍ يُدمي القلوب ولا نرى..
إلا دُعاة الغرب للإرهابِ
وأنا وأنتِ وذي الحقيقة وحدنا..
نبدو بكفِّ الموتِ كالأنسابِ
التدقيق اللغوي: سماح الوهيبي.