ويعصفُ بي حنينٌ واشْتياقٌ
فأقطعُ عنهما فيضَ الكلامِ
رُويدَكما اسْتُرا مكنونَ صدري
فخطْوي للحِمامِ بلا لِجامِ
وكيف تُجاهرانِ بما تخفَّى
خفاءً كان حتى عن عظامي
وما عاد الزمانُ زمانَ وصلٍ
لكي تُرجَى معاودةُ الوئامِ
فيختبآنِ في الجفْن احْتشاماً
وينطلقانِ في جوفِ الظلامِ
وأبقى أشربُ الذكرى وحيداً
يسامرني خيالي أو منامي
ومنها أستعيدُ مَعينَ قلبي
سليمَ البالِ من وجَعِ المَلامِ
وأمضي أنسجُ الأحلامَ لكنْ
يمزّقُها مُحالُ الالتئامِ
فما في البُعْد إبلالٌ ورَوحٌ
ولا في القُرْب إرواءُ الهُيامِ
ولَلنسيانُ والتّذكارُ إلْفٌ
سواءٌ في مكابدة السَّقامِ
أعيشُ ولا أعيشُ فكلُّ يومٍ
دقائقُه سِنونٌ من ضِرامِ