زارني طيفٌ حبيبُ وجْهُهُ أُنْسٌ وطِيبُ
جاءَ، ما أفزَعَهُ شرٌّ حَوالَيهِ قريبُ
ودَنا، في مُقلَتيهِ رُسُلُ الوصْلِ سَكوبُ
مَدّ لي كفَّينِ كانتْ فيهما رُوحي تذوبُ
بهما لامَسَني حتى بدَتْ نفْسي تثُوبُ
قال أهلاً، واكْتفَى ما زادَنِي حَرْفاً، غريبُ
قلتُ مَرحَى أنتَ للرُّوحِ سَقامٌ وطبيبُ
أنتَ في عينيَّ دَوماً لا تُغشّيكَ الغُيوبُ
أنتَ نبراسٌ لدُنيايَ التي فيها أجُوبُ
وإذا قلتَ نمَا نبْضي فتلْقاني الدُّروبُ
قالَ إنَّ البُعدَ أعْياني وما ثَمَّ هروبُ
وكَوَى قلبيَ حتى جفَّ في قلبي الكُروبُ
وطعِمتُ المُرَّ حتى لم يعُدْ حُلْواً عَذيبُ
إنني مثلُكَ، عن رؤياكَ عَينيْ لا تَتوبُ
غيرَ أنْ ليسَ لقاءٌ لا يُواريهِ الغُروبُ
ولئِنْ جادتْ بهِ الصَّحْوةُ فالحَظُّ عجيبُ!