قل لها: مَن ذا يُداوي والِهاً
داؤهُ إلفٌ تناءَى والفراقُ
عِلّةُ الوالِهِ لا يُبرئُها
كَلِمٌ أو بَسْمةٌ أو اشْتياقُ
جمْرةٌ يَغلي بها القلبُ ولا
يتسلّاهُ بَنانٌ أو عِناقُ
قلْ: لها ذِكْرَى ورسْمٌ هامِسٌ
وهما للرّوحِ سُقْمٌ واحْتراقُ
فيهما تَسبحُ أنفاسٌ فإنْ
حَدّثا فالشَّجْوُ فيضٌ وانطلاقُ
فيهما عينانِ ما أخطأَتا
وشِفاهٌ وِرْدُها الخمْرُ العِتاقُ
يا لَيومٍ غَدُهُ آهٍ وكمْ
مرَّ بالخاطرِ والصَّبرُ اخْتناقُ
هل تذكّرتِ وقد طارَ بنا
نغَمٌ فيه لقلبَينا اتّفاقُ
أو مكانٌ سُرَّ فيه شملُنا
كطيورٍ لم يقيِّدْها رُِواقُ
أو ظلالٌ تتخطّى سيرَنا
أو رياضٌ أو طريقٌ أو زُقاقُ
يا جميلَ الوجهِ، في إقبالها
للنهاياتِ الشرايينُ تُساقُ
كنتِ تدرينَ وصارَ الافْتراقُ
فلماذا الوجَعُ الآنَ يُراقُ