بعد يأسٍ وارتيابِ طرَق المِرسالُ بابي
جاءَ...في عينيهِ أخبا رٌ وفي فِيهِ اضْطرابي
قالَ مَنْ تهوَى عليلٌ وهو في أرضٍ يبابِ
يتلوّى من حَنينٍ وبلاءٍ وارْتعابِ
ليلُه بالسُّهْد جَمْرٌ ونهارٌ باحْترابِ
خائفٌ...مِن حوله جَمْ عٌ كحُكّام الغُرابِ
وإذا أنَّ بشكوَى نالَهُ سَوطُ عذابِ
أُقصِدَ الطعنَ بسيفٍ أو برمحٍ أو بنابِ
لا ترُمْ منه وِصالاً أو جواباً عن خِطابِ
كلُّ همْسٍ منكَ داعٍ لاغْتيابٍ وعِقابِ
حسِبَ المِرسالُ ما قا لَ لحالات الصِّحابِ
لم يكنْ يعلمُ أنْ أقْ والُهُ وصفٌ لِمَا بي
وبأنَّ الحالَ إذ يحْ كيهِ حالي ومُصابي
وبأنّي وهوَى قَلْ بيَ ممزُوجا اللُّبابِ
وبأنّا واحدٌ لا اثْ نَينِ في دنيا السَّرابِ
وبقلبَينا شُعاعٌ فاضَ من روحٍ مُذابِ
فأنَا وهو ظُهورٌ واحدٌ دون غيابِ
(أنا مَن أهوَى) ومَن أهواهُ يحْيا في إهابي