مالي ومال الهوى ، ماكنتُ ظمآنا ... وقد أخذتُ من الأغصانِ مالانا

وقد عصرتُ من الأزهارِ ميسمها ... لمَّا شممت بها فلاً وريحانا

مالي وقافية لو كنتُ أكتبها ...      أرمي بها وجعي جرحا وأحزانا

لكن َّ بي سخط في كل زاوية ...     من المكان الذي ما زرت أزمانا

عجبتُ من كبدٍ تشوى بخاصرتي ... والسيخ منسجمٌ بالخصر جذلانا

وإن شكوتُ من النيران في كبدي ... قالوا وهل تشتكي من كان خسرانا

وإن تركتُ من الأيام ما ظلمت ... قلبي ، يقولون أي ماكنت تنسانا

وإن جلستُ مع الأقلامِ منعزلا ...   في ربعةٍ شَيَّدت بالشعرِ جدرانا

قالوا ومن ينعزل ْ يكن به وجع ... وهل خُذلتَ ؟ فقلتُ أيَّ خذلانا

كم من صديقٍ خلا عندي صداقته ... منازلاٌ ، للثريا كنتُ دبرانا

أصابني خلسة في وسط حنجرتي ... فسال صوت ٌ سمعتُ فيه ألوانا

وكم بنيتُ من الأحلامِ مملكة ً ...   وقد وضعتُ بها عهداً وأركانا

هُدتْ وهدتْ معي أركان أعمدتي .. .ثمَّ بنيتُ بها سجنا وقضبانا

جلستُ منعزلاً أهذي بصومعتي ... لعلها خفقت بالقلب أشجانا

الشمس طالعة والحزن يعرفني ... والوجد في ألمي قد صار ميزانا

وقد وزنت به صاعا فألبسني ...   من السعادة ياقوتا ومرجانا

فما ربحتُ لأنَّ الجرح مضطربٌ ... بيني وبين الدوا غنيتُ ألحانا

وقد رضيت بمن قلبي ينازعه ...     جرحٌ وفقدٌ وكان الشوق سلطانا