من الخفيف:
هكذا يَرحـلُ الأبـاةُ الكـرامُ *** ويُنـالُ الفَخارُ حينَ يُـرامُ
مِيتةٌ بزَّتِ الزمـانَ خلــودا *** ورحيــلٌ جَـلالُه لا يُضامُ
كنتَ للنـاسِ في الحيـاةِ إماماً *** وبيومِ الممـاتِ أنتَ الإمـامُ
ابنُ ياسـينَ ودَّعَ اليـومَ داراً *** ما لِحُـرٍّ على الهوانِ مُقـامُ
خطَّ في المجدِ والفِــداءِ سُطوراً *** حِبرُهـا الدَّمُّ واليَراعُ العِظامُ مُقعَدٌ أعجـزَ الكُمـاةَ ببأسٍ *** حامِلاً ما تَكِلُّ عنهُ الأنــامُ
هِـمَّةٌ عبـقريّةٌ في اتِّقــادٍ *** وفِعالٌ يَغيبُ عنـها الكـلامُ
فـ(حَمـاسٌ )بِزَنْدِه قدْ وَرَاهـا *** شُعلةَ النَّصرِ حينَ حلَّ الظلامُ
إنْ تكنْ ذي فِعالَ شيـخٍ كسيحٍ *** فاسألنَّ الصِّحاحَ :كيف الملامُ ؟
فَـلَكُرْسيُّهُ المُحطَّـمُ عنـدي *** بعُروشٍ مَليـكةٍ لا يُسـامُ
أيُّها النائـمون هُبُّـوا لثـأرٍ *** شَقْشَقَ الفـجرُ فالمنامُ حرامُ
لا تظنُّوا الجيـوشَ يوماً ستغزو *** دارَ شَارونَ أو يَشُبُّ الضَّرامُ
فهْيَ في السِّلْمِ ليثُ غابٍ هَصورٌ *** وبِساحِ العُروضِ مَـوتٌ زُؤامُ
وإذا ما الحروبُ دارتْ رَحاها *** فنَعـامٌ طَريــدةٌ بل حَمامُ!
أيُّها الشيخُ دُمتَ للبذلِ رمـزا *** في زمـانٍ يُغالُ فيـه الهُمامُ
وسـلامٌ على دمـاءٍ أُريقتْ *** رَبِحَ البيـعُ واستـقامَ الخِتامُ