" من لم يسمع بأبي حسرة لم يكن هنا قبل خمسين عاما وليس حياً اليوم"
2- أبو حسرة والزفَّة
دعتِ الجيرانُ إلى زفة ْ
بعدَ الشهرين ِ إذا مرتْ
وأشاعت أن مغانمها
ستصيرُ حماماً مصطفة ْ
وستحبلُ بالعهد ِ الغالي
أما المولودُ لهُ لفَّة ْ
فاشتاقَ الناسُ لرؤيتها
ولمقدم ِ أصحابِ العفة وانتشرت أخبارُ كثيرة ْ
وموالدُ وضيوفُ خبيرة ْ
واشتغلُ الناسُ بموكبها
تحضيراً لأمورَ خطيرة ْ
جمعٌ مشغوفٌ بثياب ٍ
والآخرُ تسبقهُ الخفة ْ
هذا متفائلُ بالآتي
وأخوهُ يحذَرُ من قُفَّـة ْ
والضَّجة ُ صارت عنواناً
في أعلى الوادي والضفة
فإذا بالحارة ِ مشغولة ْ
عن أمرِ مدين ٍ بالسلفة ْ
والخلفُ تخندقَ بينهما
واللصُّ سعيد ٌ بالطرفة ْ
ضجَّ الحكماءُ منَ الخبر ِ
واختاروا يوما ً للشورى
واجتمعوا في دارة ِ سعدى
كي يفتوا في أمر الزفَّة
طالَت ساعاتٌ وليالي
والحارةُ تنتظرُ الفتوى
لم يخرجْْ منهم من يفتي
أو يحسمْ أمراً في الشرفة ْ
وازدادت حيرةُ مولانا
مختار ِالحارة ِ في الغرفة ْ
وانتظرَ الناسُ على أمل ٍ
أن يفصلَ خيطاً ملتفة ْ
حتى إذ يأسوا من حل ٍ
طلبوا أبا حسرةَ أن يأتي
فلعلَّ حلولاً أو وصفة ْ
تأتي من سابق ِ خبرته ِ
في أمر ِ الحارة ِ والخلفة ْ
قال الدرويشُ أبو حسرة ْ
إنا نحتاجُ إلى وقفة ْ
هل ذقتم شهداً من نمس ٍ ؟!
أم باضَ الثورُ هنا صدفة ْ ؟!
يا قومُ دعوني وجنوني
فالعقلُ على رأسي حِملٌ وأنا ما طقت ُ له كلفة