الى الوردة بتجرد
والى الاحد كيوم في الزمن ليس إلا
على طلل البهاء
وجدت ظلّي
غارقاً في نحبه
ومشرّعاً للريح أسباب الشقاء حطامها يدنو لظلّي ..
ظلّها يدنو من الشرفات
مبتهجا بطوفاني
على غرق الخريف بوجد أيامي
وتمشي
مثلما يمشي الجفاف
على خريف العمر
في عبق الهوينى ،
قرب أنسجتي ،
وبرق شعاع أيامي يجفّ
أيتها الحروف المتعبة
هل تذكرين دموعها المتألّبه ؟
كانت على دعة الخريف
تودّع الحمّى
وتهتف من بعيدٍ
والهتاف صدى السنين على مدارجها
وظلّي حانق من ظلّه
أمشي فترتاب المسافة في خطاي
على فضاء الوجد
أبني سلّم الخطوات
كي تلد الدروبُ
شروحها
في الأرصفة
وقروحها
في رجفة الصمت المعبّأ في الزوايا
كانت تمسّد لهفة الشطآن في وجعٍ ،
وتعزف لحنها
لوجيب أيامي ،
على دمع الضنون ..
توجّسي وجسٌ
والشرُّ إن كره المنونُ
حكايةً صفراء ..
تعجز أن تخون .
وكانت النجوى بهمس الصوت
ذاب الصوتُ .. ذاب
وبنيت أهراما ،
وبيتاً مشرقاً ،
وحديقةً فوق السحاب
يتها القباب
هل تذكرين دموعها
قبل الغياب ؟
هتكت سماء وصيّتي الأولى
تعفّرت الحروف بضوئها
انتحرت
شبابيك اليفاعة في مساكنها
تخطّتني القوافلُ
في عراء الرمل
صبّت زيت أشواق النجاة
على اخضراري .
يتها المسافة في نحيب حكايتي
هل تعرفين دموعها في زفرتي ؟
وطويتُ ما يرثُ الكلامَ من التأمّل
في شقاء وصيّتي الأولى
كانت على درج الرياح
تقطّر الشريانَ
مثل الدمع
في لهب الفراق
أشوفها
وأشوف فتنتها العصيّة
علّمتني
أن أكون أنا ،
بها ، ولها
وأحلامي
غبار
في مهبّ الطلع
لا يرث البنفسج في الوصيّة
علّمتني
رقّة الألق الفريد ..
وضيّعتني
مثل سهمٍ في العراء
ما عاد يتّسع الخواء
إني لها ،
وبها
انكسارٌ
في جنون الانتهاء
علّمتني
رقّةَ المولى
وشاخ العمر في ندمي
كفَّنتُهُ
بدم الشظايا
واشرأبّ على خطاي
كما يرفُّ الغيم
في رجف الطلول
على الزوايا ،
في السماء ،
ولا سماء .
"يا أيها الليل الطويل ألا انجلي"
فالصبحُ شمعٌ ذائبٌ تحت الإناء
وهي الذبيحة أم أنا؟
تحت انطفاء الضوء
في تعب السفرجل
حين يأسره الهباء .
وهي الذبيحة أم أنا؟
شفتي تهزّ الريحَ
من خصر الندى
يتجمّد الوقت الضريرُ
على يفاعة سرِّهِ ،
والمنحنى ..
انكسرتْ نضارتُه
وأعمى كان يمشي ،
كنتُ أمشي
مثلما يمشي الخريفُ
على ديار اللّهفة الأولى
وكنتِ يفاعتي ،
والصبحُ مال ..
الصبح مال عن السراط
الصبح ملح الليل ،
ناقوس التشهّي .
وعدُ حنّاءٍ يزول ،
ومركبٌ حَنِقٌ خجول ،
الصبح مئذنة الضياع
وشالُ أنثى ،
ضيَّعَتْ أوصافها .
الصبحُ ملحُ الليل
شاطئُك الخجول
تعبُ الفصول
جنازةٌ تسعى إلى الميلاد
مهمازُ التشفّي
كائنٌ ذابت ملامحه
وعينٌ لا ترى
الصبحُ مقصلة السواد
فجاجةُ الوقتِ الضّرير
حدادُ نجم العمر
ميراثُ الضياع المرٍّ
قامتُها إذا غابتْ .
والصبحُ عارُ الوقت ،
ملهاةُ التسابيح
جعجعةُ الشيوخ
رمادُ الخطوة الأولى
على سهرٍ لا يبوح
الصبحُ دهليز التمنّي
درجٌ في أنين المسافة
وصلُ الظّلال على الزجاج
تهدُّجُ رقّةِ الصوت الخجول
ذبولُ عينٍ
في حرير الحلم
أغنيةٌ بلا معنى
وطقسٌ زائدٌ
عن حاجة المتسكّعين
الصبح كلبٌ أخرسٌ
وشقاءٌ أوّله أنين .
الصبحُ مالَ عن السراطِ
تكسّرتْ فينا جرارُ الشّوق
وانطفأتْ عيونُ الوجدِ .
كان العابرون
على جفاف صباحنا
سكناً بلا مأوى
وكنتُ أنا !
هل تذكرين أنا ؟!
على وجْدِ الضياء أمرُّ
كالسّهم المضيَّ‘ِ
في رحيق جنازةٍ
أسعى
وألتهمُ الفراغَ
تمرُّ في بدني العصورُ ،
فأنتقي ،
ما لاح لي ،
من فتنة الزمن الخجول
وأعقدُ التسآل برّاً للجفافِ
وأنتِ .. أنتِ
ما استبدَّ بي النحيبُ
ولا انطفا نجمي
على مُرِّ المساءِ
وأنتِ .. أنتِ
فتنةُ الغيبِ الطَّهور
ودمعةُ المطرِ الخجول
وياقةُ الصحراءِ
إن عزَّ الأفول .
يتها الحروف المتعَبة
هل تذكرين
دموعها المتألِّبه!
هل تذكرين
يفاعةَ الطقسِ المنكَّس في العراء ؟1
والهداءةَ في فراغِ الصّحو ،
أجراسَ الغناء ؟1
كانت
وكُنّا
مثل برقٍ عالقٍ
في نجمةٍ
يلدُ الضّياءْ .
خطفتكِ آلهةُ التراب
يتها القصيدةُ
في انتحار البرق
أو سفن السحاب
هل تذكرين دموعها قبل الغياب ؟
والظّهر مهرٌ أشقرٌ
حسناءُ من رجفٍ وحمّى
الظّهر شعرٌ أشقرٌ في الريح
نرجسةٌ تضيّع ظلَّها
ظلٌّ يداعبُ غيَّهُ
صوتٌ بلا شفتين
عمرٌ في الرذيلة ،
والمسافةِ ، والغيابْ .
الظّهر نارُ الوجد
مقصلةُ الدموع على الإناء
تابوتُ الدم القاني ،
على تعب الرّجاء .
الظّهرُ غيمُ المعصيةْ
طفلٌ يكذّبُ في المنام
غجريّةٌ تسعى
لقطع الوقت من أوصاله .
تعبي جنونُ الوقت
والظهرُ الحطامُ
ملاذه الموتى على برقِ الظّلال
وغمزةُ الضّوءِ الأخيرةِ
في الهلاكِ .
الظّهرُ جمهرةُ السّنين
على رحيق الضّوء
وشْوشةُ الصّدى
للندِّ بعد الظلِّ
عارُ الخطوة الأولى
وشيخٌ غارقٌ في كُسْحِهِ
ندمٌ على الطرقاتِ
ظلٌّ في ضياعِ الوقتِ
ناقوسُ الحبالى
حينما يستنفرُ الطلقُ الخجولُ
ومهرةٌ تلدُ التلال .
الظّهرُ غيمٌ أبيضٌ
عرقٌ ينزُّ
على اشتباه الريح
والظّهر تابوت الفراقْ
يتها القصيدة
في احتراق جنازتي
هل تذكرين
دموعها في دمعتي ؟
والظّهرُ ثقبٌ في فضاء المعصية
ودمٌ يسيلُ على الرئة
الظّهر عكّازٌ ضريرٌ
في المسافةِ
وحنانها
كذبٌ على رعشِ ارتجافه
يتها القصيدةُ في اشتعالِ ولادتي
هل تذكرين دموعها في نكبتي ؟
حلَّ المساء
وهو الشقيُّ
على ارتجاف الماء .
ومساؤها ندمٌ تجمّدَ
في ضراعةِ نضرة التمثال
نافذةٌ تؤرّخ عابريها
من خطى وجعي
ومساؤها
يلدُ التيقّنَ في الندم
ويضيء معجزةَ العدم
يتها القصيدة قرب موقدنا
على دمع الأصيل
هل تذكرين دموعها
وبكاء ليلتي الطويل ؟!
ومساؤها
نجمٌ يذوِّبُ ما تبقّى
من حيائي
في اصطبار الانتظار .
نجمٌ يذوبُ مع المدى
في شطِّ أفقٍ لا يُرى
ومساؤها
وَلَهُ انكسارِ الوقت
في عين تمثالٍ
يغذّيه النوى والصمتْ .
ومساؤها لغتي
تعرّت من مسافات الأنين ،
على اشتباهٍ للضياع
أفقْتُ
كان مساؤها نجماً يضيءُ
ولا يضيءُ
ويقبرُ الحنّاءَ
في رجفِ اليدينِ
يؤلِّبُ الصحراءَ
والمطرَ المقدّسَ ،
والذبول .
مساؤها
صوتي الذي ينداح
في سفر الفصول
على عراكٍ
في قرون قصيدتي
أهبُ الممالكَ نظرتي
فتفيقُ
من لمح الرؤى
في متعتي
يتها القصيدةُ
في مسرّتي الوفيرة
هل تذكرين دموعها
في رجفِ خطوتها الأخيرة ؟
دلَّلتُ لهفتَها ،
فملَّتْ من حناني
وكان قلبي ،
لغزَ غانيةٍ ،
يفرُّ ،
ولا يراني .
والمساءُ
قبائلٌ تبكي ضياعي
فحمُ نارٍ
في الضياءِ
قلمٌ سيفرغُ
من حروفكِ
أنتِ إثمٌ في دمي
إثمٌ لمغفرةِ الحروفِ
وإثم حُمّاي الأخيرة
في المساء .
وإثمُها
شبحٌ يطلُّ من الغوايةِ
ماردٌ يهبُ الضياعَ
مرارةَ الوقتِ الذليلِ
وإثمُها
وقتٌ يمرُّ
على فضاءِ الماء
في رئتي
وينساني المطرْ .
صوتٌ تعطَّر بالقروحِ
وبالشظايا
وانكسار المستقرّ .
وإثمها شكٌّ يبعثرني
ويجلوني
ولإثمها
ما تعجز الصلواتُ عن محوٍ
وتنساني
بداياتُ القدر .
يتها القصيدةُ في السفر
هل تذكرين دموعها
في كفّيَ الرجفِ الأغرْ ؟
ومساؤها
ليلٌ على كفّيَ
أصهرُهُ قلائدَ من حروفٍ .
وصباحُها
ظلُّ انتظارٍ في الرماد
هل يكتفي قلبي
بعاصمةٍ مؤجّلةٍ
وبقيا من بلاد ؟
ولشعرها
تلدُ المحيطاتُ الذهبْ
قد كفّنَتْني بالعتب
ودفنتُ شكّي
تحت همسِ الغيمِ
في مطرِ اللهبْ .
يتها الدموعُ المقفلة
هل تذكرين دموعها
في لوعةِ الشغبِ الغفور
على تمرّدِ صحوتي
والمسألة ؟
ودفنْتُ شكّي
في ترائب من بخور وصيّتي
يتها العواصمُ ،
لا تلدْنَ مضيّعاً
يقفُ الرمادُ بحلقه ،
كي يبتلي
حين الغرامُ
يهزُّ خصرَ المرحلة
ودفنْتُ شكّي
في ضراعتها
وأودعتُ العناءَ تكهّني …
يتها الدموع المقفلة
ومساؤها
غارٌ على نحبِ القبورِ ،
جنازةٌ تلدُ المرايا في العصورِ
وتغيِّرُ الميناءَ
من بلدٍ
الى بلدٍ
يلدُ القبور
أرى كآبتها
تمرُّ الآن
تحتَ يدي
وتنفجرُ العصور .
مراياي التي اندفنتْ
تحت قنّبها ..
وصوفِ تكهّني
حزَّتْ شراييني
ولم أدرِ
بأن نجاتي الثكلى ،
بها تلد القبور .
والليل
إفكٌ
ضارعٌ في سُكره
نايٌ
على رجف الصلاة
حنينُ أوجاعٍ ،
على رجف المسافةِ
في شرايين القصيدة .
والصّبحُ
سرُّ الغيب
في صمت الأحد .
يا وردة الأحد
عروقُكِ الخضراءُ
دمعةُ الأبدْ .
لظاكِ سلّمٌ
في جمرةِ الزبدْ .
ومعطفٌ
يبدّلُ الحياةَ
مثلما يبدّلُ الرّمدْ .
يا وردةَ الأحدْ
أذوِّبُ السّكَّر
في الآسِ
أتّقي
رجفَ يدي
أستبقُ السِّحرَ
إلى الضلالةِ
أنشُدُ المدى
متَّحِدًا
والفجيعةِ فيكِ .
أقبرُ النهارَ
بين يديكِ
مراياي
تفتكُ بي
تراني ..
ولا تراني
تراني ..
ولا أراها
يقف العمرُ في المنحدر
بين فكِّ الأمان .. والرذيلة .
أستعصي على الكلام
ألوِّنُ الهدبَ
بما تبقّى من سهرٍ
علَّمَتْنيه القصيدةُ
والمرايا
تنزف .. بي
كنتُ أحلمُ
أنها تراني
فرأيتُني أعمى
لا أبصرُ
إلا عروقَ وردةِ الأحد .
يا وردة الأحد
لكلِّ قامةٍ زبد
وقامتي
بحارُ هذا الشوك
ومقصلتي أبدْ .
يا وردة الأحد
تلفُّني
عباءةُ الغيوم
يسكرُ المدى ،
وتنجلي
سحبٌ في الهموم
يبدأ الندى
في أضلعي
تفتّقتْ
جراحُ هذا الصمت !
أينكي
من وردة الأحد
وكلُّ ما في الكونِ
من أحد
ينام
تحت رجفتي
كحبّةٍ
تضيع
في انتظار الأبدْ .
ليس لي سنونْ
أعيش ليلتي ..
مدىً من قرون .
أكفِّن الأيام والسنين
وأعتلي رهافةَ العصور
بكفي
أنها تثوب لي ..
ولا تخون
سأفتح الزمانَ
كي أعيش
قدرَ أحرفي
وما تخبِّئُ الظنون .
هيهات تستقيم أحرفي
ومتعة الجنون
وبي
من رهانِ برد أنجمي
حرائقُ اللظى
على ندى تكهّني .
أرى
في مراياي
أعيني ..
وحريقي
راقصاً
في مدى فتنتي
بوردة الأحد .
أجمعها
لكي تصير
رقدةَ الأبد
على سرير وحدتي
في وردة الأحد .
يتها المسافة
هل تذكرين دمعَها
في نواح البلد ؟؟
مخطوطة لم تنشر
رام الله
1996
[face=Arabic] [/face]