للشعر لونُ الليالي
مثلُ الرؤى والظلالِ
كأنه من حريرٍ
أو رقةٍ في سِلالِ
أحلامُه مثلُ طفلٍ
يجسُّ طيفَ الخيالِ يطيرُ خلفَ الفراشاتِ
عند نهدِ الدوالي
يغفو مَساءً بسحرٍ
كالبحرِ فوقَ الرمالِ
الشعرُ يأتي كفجرٍ
بعدَ السنينَ الطوالِ
مُتوّجاً بالأماني
مُطيباً بالدَّلالِ
لا شيءَ يُرضي هَواهُ
إلا بَريقُ المُحالِ
يا شاعراً لا تُنادِهْ
فإنه لا يُبالي
فالشاعرُ الحَق يبكي
من شدَّةِ الإنفعالِ
والصدقُ في كل بيتٍ
يصيبُه بالهُزالِ
فؤادُه مثلُ صبٍّ
متيَّمٍ بالجَمالِ
لكنه كلَّ يومٍ
يرجو تمامَ الوِِصالِ
للشعرِ روحٌ ونفسٌ
موصوفةٌ بالجَلالِ
ترفُّ كالشمسِ دوماً
على أعالي الجبالِ
***
يا شعرُ حزني عظيمٌ
في حالكات الليالي
هل لا تزالُ بَعيداً
في قصرِك المُتعالي؟
بالأمسِ عانقتُ سُهدي
وخُضتُ في آمالي
حتى أراكَ قريباً
حتى ولو في خيالي
لكنَّكَ ازددتَ بعداً
ورِفعةً في الأعالي
واليومَ أيضاً، فهلا
أتيتَ رفقاً بحالي؟