" من لم يسمع بأبي حسرة لم يكن هنا قبل خمسين عاما وليس حياً اليوم"
9- أبو حسرة و الأيتام
نعبتْ في الحارةِ غربانُ
لبسـت ْ أثوابا ً برّاقة ْ
نشزتْ وتبلَّد َ "خيبانُ "
إذ ظنَّ بها كسرَ الناقة ْ
طربَ الأفّاقُ وجربان ُ
لسوادِ فعائلَ وصفاقة ْ
قالت ْ ستجفُّ الغدران ُ
وستفتح ُ عند السرّاقة ْ
قد ماتَ الحسُّ و إنسانُ
يا ليت تقومُ بهم حاقة ْ هبَّ الأيتامُ من َ النوم ِ
مـا وجدوا إلا أشباحا
صاحوا ويلاهُ من القوم ِ
سرقوا الأحـلامَ ومفتاحا
عارهمو يا عيب َالشوم ِ
في الوحلِ تمرَّغَ مرتاحا
ما نفعُ الحيلة ِ واللَّوم ِ
عدموا الأخلاقَ ومصباحا
فلتخرسْ يا وجهَ البوم ِ
نبقى و لتـذهب ْ سوّاحا
أوفدتِ الغربانُ عبيطا ً
كي يشرحَ حكمة َ من قرَّرْ
قالَ : المأفونُ لهم حيطاً
سيقيمُ الوالـي في المعبر ْ
ما عدنا نحتاج ُ وسيطا ً
وسنفتحُ أبوابَ البيـدر ْ
ولـيّنا حصادَ نشيطا ً
في صنع ِ الخير ِ هو الأخبرْ
سيوزعُ لحما ً وسميطا ً
وسيمطرُ باللون ِ الأخضر ْ
واستدرجناهُ توريطـا ً
أرأيتم والـينا الأشطر ْ
صاحَ الأيتامُ على مهلك ْ
يا أخيبَ من أوفدَ كذّاب ْ
مكتوبٌ بينَ مساماتك ْ
قد كفرَ مسليمة ُ النّصابْ
قد حاولَ كثرٌ من قبلك ْ
تزينَ عباءاتِ الأغرابْ
فسِّر ْ مليوناً من قومكْ
قد ماتوا جوعاً ما الأسبابْ
أوَ ليست ْ رحمة ُأسيادكْ
سلختهمْ ظهراً بالمحراب ْ
واليومَ أتيتَ بأنيابكْ
ترمينا في جحرِ الإرهابْ
قطَّعك اللهُ بأحبابك ْ
فاللهُ على مكر ٍ غلّاب ْ
أبو حسرةَ قال لهم ويحي
خانوا وتعدَّدت ِ الأبوابْ
أولادي من باعَ الأوطان ْ باعَ الباقي من دونِ فصالْ