" من لم يسمع بأبي حسرة لم يكن هنا قبل خمسين عاما وليس حياً اليوم"
12- أبو حسرة وابن الجالاوي
هجمَ الساطورُ على الشجر ِ
واقتادَ الوقتَ إلى الغابة ْ
وانتشرَ الخبرُ معَ الصورِ
فانفتحت في الموعدِ غصَّة ْ
وارتاعت أوراق ُ بعيدةْ
من أجلِ الجُمَل ِ المنسابة ْ صاحت صابرة ُ من الوجع ِ
لطمت خديها ملتاعة ْ
صاحتْ ويلاهُ أبا حسرةْ
ما بقيَ علينا لم يشفعْ
أواهُ لعهدِ ابن ِ الناصرْ
أواهُ لدودٍ في الكتبِ
أواهُ لقد طقت كبدي
من يسمعُ صرخةَ مكسورةْ ؟!
يا امرأةُ طلبتُ منَ البلد ِ
سيجيءُ إلينا عنفصة ٌ
وأخوهُ الصعبُ ابنُ شحاتةْ
والخالُ الرملُ أبو الواسعْ
وكثيرٌ من جسرِ المددِ
تلكَ الساحاتُ المزدحمةْ
وألوفٌ ضاقت عن عددِ
صبراً فالنصرُ إلى ساعة ْ
طالت أيامُ أبي حسرةْ
ما جاءَ سوى عفواً واركعْ
والباقي كفَّ عن السمع ِ
لم يفهم أحرفَها أبداً
مع أنَّ الحرفَ هو العربي !
ضاقت خيمتهُ من فزع ٍ
واحتارت في أمرِ الرُّقع ِ
لا زيتَ ولا خيطاً يبكي
والأملُ صريعٌ في الحفر ِ
ناداهُ إليكَ أبا حسرة ْ
إياكَ وتصديقَ الكذب ِ
وانظرْ أصواتاً كالغيمة ْ
جاءتكَ وتسبحُ في العشبِ
من هذا ؟ صاحَ أبو حسرةْ
قالَ المتراسُ : ابنُ الجالاوي
فأشارَ إليهِ أبو حسرةْ
عجباً أفهمُكَ بلا معجم ْ
إني لم أسأل عن نسب ِ
أسمتكَ أخاً أمي يوما حتى لو كنتَ من الخشب ِ