من لم يسمع بأبي حسرة لم يكن هنا قبل خمسين عاما وليس حياً اليوم"
13 - أبو حسرة وطرد الختيار
انطلقتْ كالنـار ِ إشاعة ْ
وانتشرت في حيِّ خزاعة ْ
وصلَ السَّفاحُ إلى الحكم ِ
وسيقتلُ شعبا ً بفظاعة ْ
ويدمِّرُ أوهام َ الباعة ْ
ويكثِّف ُ ساحات ِ الرَّدم ِ
فالقاتلُ مسخ ٌ لبشاعة ْ
معلوم ُ الحقدِ إلى الساعة ْ
ويداهُ تسربلُ بالدِّم ِ
فتفتَّق َ ذهن ٌ ببراعة ْ
وتقدَّم طوعـاً بشفاعة ْ
نعطيهِ الفرصة َ ويتوبُ أعطوهُ الفرصة َ يا سادة ْ
قالَ :المتعوسُ و خيبان ُ
وحبيبُ القلبِ ُعريْبان ُ
فانطلقَ يذبِّح ُ كالعادة ْ
ألفـاً وتنادى الولدان ُ
بصدورٍ عُري ٍ تزدان ُ
إيماناً خرجوا للجادة ْ
وانتفضتْ أملاً أوطان ُ
وفداءً وَهبتْ كنعان ُ
لكنَّ الدنيا مـا سمعت ْ
هبَّ التّجارُ إلى روما
ما نفعلُ كي نوقفَ صابر ْ
ونهـوِّنَ آلام َ مكـابر ْ
ونخدّرَ شعبا ً بالقوما
قالت : فلنحضر متشاطرْ
ونقول لهُ أنت َ القادر ْ
ونهبهُ لسانا ً مسموما
فإذا ما اقتتلوا بالآخر ْ
أغلقنا البابَ على الغادرْ
ودفنا الشوكة َ للأبد ِ
خابَ التّجارُ فما أفلح ْ
مغموماً بالخدعة ِ أصبح ْ
وانكشفَ المستـورُ تباعا
فاجتمعَ الّسفاحُ بأبجح ْ
قد عزموا توسيع المذبح ْ
وإبادةَ مـنْ هبَّ دفاعا
فإذا مـا قفزوا للمسرح ْ
واغتالوا في الظهر ِ الأملح ْ
ثأروا أبطالا ً وسباعا
فإذا بالقاتلِ قد أفصح ْ
نبعدُ ختيارا ً أو نذبح ْ
فنشلُّ حراكا ً و صراعا
فاستنجدَ لكنْ لم يسمح ْ
وقتُ العربان ِ بما يسبحْ
والتفت ْ كنعانُ سراعا
أبو حسرةَ قالَ لهُ اسمح ْ
دعهم ْ والقاتل َ ذا ينبحْ
أمقيمٌ قد نادى ضياعا
هم عمركَ ليسوا في المدن ِ ويداكَ مع الشعبِ مقيمة ْ