كل عيد وانت لنا وطن ..
ايها الفارس الممتطي صهوة المجد ..
لم تترجل يوما وانت تشق غبار الايام السوداء ..
ركابك الاصرار والتحدي .. الاصرار على الوصول الى المرام ..
التحدي لغربان الليل المستعار الآتية من خلف البحار ..
تحاول يائسة ان تمحو اسمك ..
ان تطمس رسمك من على خارطة التاريخ والحياة .
كل عيد وانت لنا وطن ..
وقفت هذا الصباح بين يديك .. لا ابكي على طلل ..
لا انوح على رسم .. حملت كتابك بيميني ..
افتح اوراقا بامجادك مسطرة .. بمفاخرك معطرة ..
بمآثرك مجنحة .. بمناديل شموخك موشحة ..
وقفت اقرأ آيات من بطولات كوكبة من ابنائك الغر الميامين ..
وهبوك النفس والنفيس وهما اقصى غاية الجود ..
انهم احياء يلونون فضاءاتك مجدا وفداء .. لم يموتوا ..
انهمم لم يزالوا مشاعل تستضيء بنورها اجيال تربو في احضانك ..
واجيال لم تولد بعد موعودة بك قدرا ومصيرا ..
وقفت انشد مغناة الحب .. انثر ازاهيرها في فضائك الرحب ..
عساها تنزل بردا وسلاما على كوكبة اخرى من فتية آمنوا بربهم وبك ..
خرجوا للقائك في ساحات المجد والعلى والكبرياء ..
وها هم اليوم خلف قضبان غربان الليل ..
وكيف يكون العيد عيدا وهم هناك ؟..
وهل يكون العيد الا يوم يرجعون..
حاملين العيد تيجان حرية واكاليل انتصار على جباههم الشماء ؟ .
كل عيد وانت لنا وطن ..
ايها الركب الميمم شطر الوعد .. خرجت من جلد المنفى ..
تدثرت بعباءة مطرزة برؤى الامل ..
مجنحة بحنين المنتمين الى ثراك ..
يصلون الليل بالنهار ..
يصلّون لمقدر الاقدار ان يعيدك الى احضانهم ويعيدهم الى احضانك ..
عندها يصبح العيد اعيادا والعرس اعراسا ..
عندها تولد شمس جديدة من رحم الاحزان ..
شمس لا تمارس الغروب .. تلون فضاءك بالحرية والحب .
كل عيد وانت لنا وطن ..
محفور انت في ذاكرة اجيال تترى من عشاقك ..
كل جبل .. كل رابية .. كل مرج .. كل سهل ..
كل شاطىء .. كل نهر .. كل شجرة .. كل زهرة .. كل طائر ..
منقوش اسمك على شغاف القلوب تاريخ عشق ابدي لا تطاله براثن النسيان ..
لا تقدر ان تنال منه محارق الجحود ..
محلق انت في العلى تحملك اجنحة الروح ..
تطوف بك عبر هذا المدى الواصل ما بين نبضات الجوارح ..
منارا يضيء سناك الدرب والمشوار .
كل عيد وانت لنا وطن ..
لن يحول بينك وبين عشاقك جدار مهما استطال في مداك ..
وتطاول على علاك ..
لن يسدل الستار على ابهى مغانيك ..
لن يأخذك من ذاكرة العشق ..
وهل الاك عشق يستوطن الحشا .. يسافر في الشرايين ..
هل الاك ذاكرة يوم يفترس النسيان التاريخ ..
ايها الواحد الوحيد هنا وهناك .. هناك وهنا .
كل عيد وانت لنا وطن ..
ايها الأم الرؤوم والأب الحنون ..
ترنو اجيال واجيال من اطفالك الضاربين ..
ازمانا وازمانا في متاهات دوامات الحرمان ..
نهشتهم براثن ليالي جليد الاغتراب وهم بعيدون عن دفء احضانك ..
يحلمون باستشراق شمس سكنت آفاق عينيك تفيض ضياء يصلّون لله في عليائه ..
عسى سنا فجر الحرية يمحو عتمة لياليهم ..
انهم ايتام ياوطني وهم بعيدون اجسادا لا ارواحا عن حماك ..
وهل ايتام الا من كان لهم وطن ..
حطّ الغرباء على ثراه يعيثون به افتراسا ..
يصولون يجولون في مغانيه تيها صلفا اختيالا ..
يقتلعون جذور الانتماء اليك الراسخات في احشاء تاريخك ؟ .
كل عيد وانت لنا وطن ..
نحن هنا سنكون كما هنا كنا ..
وما دامت جوارحنا تخفق كلما هبت نسمة من انسامك ..
تحمل الطيب والشذى والعشق الاخض ..
فانت تظل الوعد والميعاد ..
وغدا وان تأخر ميلاد شمس هذا الغد ..
سينهار هذا الجدار .. سيطهر ثراك من رجس هذه الاقدام الغريبة ..
غدا ستعود الى عشاقك ويعودون اليك ..
سلام عليك سلام عليك ..
كل عيد وانت لنا وطن :
يممت اليك الانظارا ورسمتك للروح مزارا
في دربك يا قبلة ركبي ما تاه القلب ولا احتارا
الشوق اليك اغتال الصبر واشعل في الشوق النارا
والعشق يحاصر ايامي بالعشق .. يمينا ويسارا
لم انس الوعد وانت الوعد نما في قلبي اصرارا
عيناي على شطك جرحان حملتهما .. ليل نهارا
يدعوني الشط .. يناديني لا تخش اقتحم الاسوارا
والدار تصيح وتهتف بي انا دارك .. لا تنس الدارا
والكرم يميس .. يغازلني تختال دواليه سكارى
والبيارات تناجيني ترقص اغصانا وثمارا
هو عشق .. عادته الاقدار صحا يتحدى الاقدارا