هل الهلال فصار إلفي في السحر
وأمامه صغت الأماني والفكر
فهو الخجول إذا انحنى لك تارة
يعجبك في إصغائه دون البشر
ناجيته والصمت يجثم حولنا
في ليلة خرساء يزعجها المطر
فالقطر أعطى للفضاء مهابة
حتى مضيت أبث شجوي في حذر
فقصصت ألوان الضياع لشعبنا
ذاك الذي ظن الهروب له ظفر
أصف الحقيقة والحقيقة أننا
من قولها صرنا نخاف من القدر
ولكم نسينا أننا بسكوتنا
نمحي المرارة كي نغطى بالأمر
خلت الهلال يجيبني بوميضه
إذ هاله في منظري ذاك الأثر
خلت استباق القطر من عبراته
حبست طويلا في المآقي تنتظر
خلت انحناءة ظهره حزنا على
ماقلته و الدمع مني ينهمر
فعجبت كيف يرق ذاك لحالنا
وجموعنا سكرى على نغم الوتر
إن قام فينا من يقول حقيقة
أفتى الجميع بأنه باغ أشر
إن قام جمع يسترد حقوقنا
دقت نواقيس القيامة والخطر
فرجوت طفل البدر ألا يحتسي
كأسا من الذل المقدم للبشر
طفل نرى أن البرآءة عوده
أمن العدالة أن نقول له انكسر؟
يا من نظرت إليه يوما يشتكي
رفقا به يا صاح ذاك ابن القمر
فاجهر بقولك لا تخاف ملامة
من جاهل ظن السلامة في السمر
فلكل صاحب صنعة ميدانه
في ساحة فيها الصنائع تفتخر
لا تعجل البنيان قبل تمامه
ضع لبنة واترك بناءك يزدهر
نفس الأبي ترى الثريا موطنا
أما الشقي فعند قيعان الحفر
أنا يا هلال أراك إلفي عندما
يتفرق الأحباب في وقت السحر
