تنساب عبر مكامن الوجدان
عبر لتروي أسطرا ومعاني
كم يا زمان أبثك الشكوى إذا
لم يرع غيرك لوعة الأحزان
لا تعتريك ملالة من قولنا
وبذاك حزت رضا بني الإنسان
ولقد رضيت بأن تكون ملازمي
حرا طليقا في الحياة ثواني
فالقيد أدمى معصمي ومدامعي
حبست لتجني حظوتي ومكاني
ولكم يعز علي بين صحيبتي
أن ألق عطفا منهم وتفاني
ظنوه عفوا من سجون مصيبتي
ونسوا بأن صنيعهم سجاني
قم يا زمان على الرؤوس وصف لهم
ما هاجني وانساب من أشجاني
قل إنني إن رمت عيشاً مثلهم
ضاعفت من عزمي ومن جرياني
ونسيت عجزي وانتصبت لغايتي
حتى انحنى خجلاً ذوو التيجان
يا من ملكت مداركا تشقى بها
إني أخذت العزم بالأحضان
يا من رأى الدرب اليسير أمامه
أنا في عراك كي يبين كياني
آثرتَ راحتها، ونفسك إن تكن
أتعبتها تجني الثمار دواني
لكنني وأنا السليب بغربتي
لا أرتضيها راحة الأبدان
هب أنني ذا المبتلى بتوحدٍ
هل أنضوي للعجز والخذلان؟
وشدوت باسمك يا كويت مناديا
أعلي لواءً قد نساه زماني
وحملت باسمك يا معاق رسالة
لأرى القلوب تحن في الخفقان
قدرٌ وما ساهمت في إمضائه
لكنها ثقة بمن أحياني
ما كان من أمر له إلا وفي
طياته من حكمة و معاني