سبحان من خلق الخلائق كلها ..... وحبى الملوك عجائب الأهواء

إن كنت في ريب فخذ من محبري.. هذي الحكاية فهي من إصغائي

حكيت علي فرحت أنظم نثرها........... كي تطرب الآذان للأحياء
كانت هناك مدينة مكسوة................ بالفقر بالإذلال بالإزراء

تمسي وتصبح لا يداوي جرحها...... غير الدعاء لخالق الآلاء

صبرا على مضض الحياة ولؤمها.... ونكاية الأمراء والكبراء

وهناك والٍ كان أكبر همه.......... فيلا يبث الرعب في الأرجاء

يأتي بيوتا لا يرى حرماتها................ ليزيدها بمدامع ودماء

والكل يسخط والشكاية مطلب.......... لا يرتجى فالفيل للرؤساء


ومضى زمان والمصائب بعضها..... يجتر بعضا دونما إصغاء

حتى أتت أم الفواجع يومها...... وفواجع الفقراء دون رثاء

إذ يلعب الأطفال يتبع خطوهم...... شدو الطيور بصوة وإخاء

فاهتز صلب الأرض من تحت الثرى... بقدوم ذاك الفيل للهيجاء

فرمى بأخمص رجله وسط الحمى.... فقضى على ولد بلا إبطاء

فارتجت الأسماع من خبر أتى..... ينعى ضحية قاتل الضعفاء

فتشاور النقباء خوفا إن غفوا..... عن أمرهم بتتابع الأنباء

فرأوا بأن الأمر صار محتم..... ليرى الملوك مفاسد الحلفاء

لكنه ملك سما في هيبة............. ترتج منها ألسن القرباء

فانصاع للأمر الذي قد هاجهم.... رجل لديه دراية الحكماء

ورأى بأن يتعاونوا بعزيمة................ ليشد أمرهم بلا إرخاء

فتدربوا لحديثهم في وجهه..... بتوافق من بعد طول عناء:

(( الفيل يا ملك الزمان أضاعنا..... وأضاع فيلا داسه بغباء


الفيل يا ملك الزمان أخافنا..... إذ كاد يقتل عشرة بمضاء))

و مضى الرجال يعددون مخاوفا.... من فيله لتنفس الصعداء

حتى غدت أصواتهم في شكوهم.... عند الحديث له بلا أخطاء

فأتوا صباحا عند قصر مليكهم.. والناس عند القصر في ضوضاء

ماذا سنبصر حالنا في ملكه..... في حضرة الكبراء والوزراء

حتى أتاهم أمره بدخوله.............. ثم المثول أمامه بحياء

فغدوا أمام العرش , خف بريقهم.... في حضرة السلطان والنجباء

فإذا به متسائلا : ما خطبكم؟...... فتلفتوا والذعر في الأحشاء

قال الحكيم مبادرا في قوله......... و اليأس يملأ قلبه بعناء:

(الفيل يا ملك الزمان) - فأخفضوا!!..... أصواتهم- يا ويلتي وبلائي

فأجابهم ملك الزمان: وماله........ ما بال فيلي هل به من داء؟

(الفيل يا ملك الزمان) – فكرروا... إخفاقهم- والذعر في الأحشاء

قال الحكيم لصحبه: ما بالكم............. أوما تدربتم بلا أخطاء


(الفيل يا ملك الزمان) – فلم يجب.. أصحابه- والذعر في الأحشاء

فتسائل السلطان عن أحوالهم...... ما بالهم في الصمت كالخرساء

إن لم تقولوا ما بكم فالسوط في.... كفي يلوح لكم بلا إعفاء

من خوفه قال الحكيم مقالة..... كي يرضي السلطان بالإغراء:

(الفيل يا ملك الزمان نحبه! ......ونراه فردا ضائقا بفناء

زوجه يا ملك الزمان فإننا ......من دونه لسنا من السعداء)

فتعجبوا من قوله وتطايروا..... فرقا كما من طعنة نجلاء

فإذا به السلطان ينظر حوله..... ويقول: أحسنتم فذاك ندائي

***
يا ويلهم سكانها من قرية...... إن جاءها الأفيال كالأعداء

يا ويلهم من خوفهم في قولهم..... فالقول للكرماء لا الضعفاء

راحوا ضحية ذعرهم من قولة...... للحق عند مليكهم كجزاء

فلأن تركنا الملك يمضي أمره..... ضعنا وضاع الأمن في الأحياء

ولإن وقفنا وفقة صداحة............ بالحق عم الخير دون عناء

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية