لبنان يا جسدا جريحا تحت قصف الطائراتْ
لبنان يا طفلاً جميلاً صار جزءاً من رفاتْ
لبنان إن الله لن ينسى الدموع الباكياتْ
لبنان إن الله لن ينسى صراخا من فتاةْ
"...سلمى تُزين شعرها للبدء في يومٍ جديدْ
وتناديَ الأطفالَ فجراً للدراسة والنشيدْ
وتقول لا تتأخروا فالكل ينتظر النشيدْ
وعلى محياها تَشِعُّ براءةُ الأمل الوليدْ
وترى الكواكب تنزوي من حسنها
فالله أعطاها مزيدْ
واليوم تصرخ في انبهارْ!
و تفاجأت تحت الحصارْ!
أَخَواتها من حولها
أشلاءُ طارت كالغبارْ
أقرانها من خلفها
ملّوا انتظاراً للنشيد وللحوارْ
والطفلة المسكينة الحيرى تقاوم باصطبارْ
أحضانها مُلئت بأحجارٍ ونارْ
وثيابها مُلئت دماءْ
أنفاسها بدأت تخف لكي تهدّد بانتهاءْ
والثغرُ يملئُهُ الدّعاءْ
قالت تنادي حولها
أين الشوارع والبناءْ؟
أَبِلحظةٍ صارَ النّعيمُ خرائباً؟
أين الهواءْ؟
حتى تلاشى صوتها
والثغرُ فيها جفّ من طلب الهواءْ
الله يا سلمى مع الأطفال
إن زاد الرجاءْ
واليوم يا سلمى بدت أصواتنا مثل النشازْ!
الشعب في كلّ العوالم منكرٌ
لكنّ أُمّ العالم العُظمى تفكّر بانحيازْ
فلِشَعْرِك المنثورُ يا سلمى, سنبقى صامدينْ
ولعِطرك الفوّاح يا سلمى سنبقى صامدينْ
ولكلّ مَن ملّ انتظارك في الرّبوع,(مقاومينْ)
لا لن تجِفَّ دموعنا
فالصّخرُ في أحضانِ سلمى لا يفارق روحنا
والثوب في نَقْعِ الدّماءِ يظلُّ يهدم خوفنا
ونداؤكِ المبحوح بحثاً عن منافذ للهواء
أتى لِيَنْبِشَ جُرحنا
ودعاؤكِ المحزون في عمق الغياهِب في بكاءْ
يبقى يفتِّتُ صمتنا
سلمى سنبقى صامدينْ
حتماً سنبقى صامدينْ
مصعب الرويشد
بعد مجزرة قانا
30/7/2006