بكت الكويت فأبكت الأقلامــــــــــا
والحبر من دمع العيون تهــامــى

الحزن فاض من القلوب لأجل من
ملك القلوب وناصــر الإسلامــــا

من ارتضى نهج النبوة مسلكــــاً
لحياته وإلى المعالــي تسامـــى

للشيخ كلّ الشيخ كان مهابــــــةً        
وتواضعــاً ومحبـــــــةً وذِمامـــــا

من قد تفجر حكمــــــةً ومـــــروءةً        
فغدا على رأس الدعاة إمـامـــــــا

فلكم بحكمته طــــــوى من كربــــةٍ        
كادت لتصبح فتنةً وظـلامـــــــــا

ثمّ انثنى نحــــو القلــوب يلمّـــــــها        
ويُزيح عنها الحقـد والأوهامــــــا

فانساب نور الله فيهــا ساطــــــــعاًُ         
وتنسمت من روضــــه الأنسامــا

كالبحر كان الخيــــر بيــن أكفِّـــــه         
ويموج جوداً غـامراً وسلامــــــا

كم من فقيرٍ غارقٍ في بؤســــــــــه         
واســاه حتــــى ودع الإعدامـــــا

ولكم مشى في حاجــــــــةٍ مغمورةٍ         
فأزال عنهــا الجـــور والآلامــــا

كم دعوةٍ غرّاء شــــــدّ ركابهــــــا          
وحباها سرجــاً ثابتًـــا ولِجامــــا

وقضى الليالي خلفهـــــا متفانيـــــاً          
يرعى الغـراس ويرفع الأعلامـا

هو صحوةٌ ومسيـــــرةٌ علويّــــــةٌ          
ألقى لها كــفّ الزمـــان زِمامــــا

هو سيّدٌ بالخير فاضـــــت نفســــه          
فتعوّد الإنفـــــــاق والإكرامــــــا

هو تاجرٌ جعل التّجـــارة دعـــــوةً           
لمّا رآهـــا غيـــــــره أرقــامــــا

في مثله ترثي العيون دموعهــــــــا          
وتهلّ من عِظَمِ المصاب سِجاما

والحزن يجتاح النفوس وينحنــــي          
ظهر القصيد ويشتكــي إيلامـــــا

من مثل ذاك الشيخ في أفضــالـــهِ           
من للرؤى والبـرّ والإقدامــــــــا

فلقد بكى أهل الكــويت حبيبـهـــــم          
وكأنهم قـد أصبحــــوا أيتامـــــــا

وكذا الجـزيرة قد تصدّع قلبـــــــها          
والثكل أغرق بالدمـوع الشّامـــــا

ومراكزٌ للخيــــــر أنّت لوعـــــــةً          
ومجاهدٌ قد صــاح وا إسلامـــــــا

الحبّ لــمّ شتاتهـــــــم فأظلّهــــــم          
 فغدوا بأنساب الهــدى أرحــامـــا

فلئن رحلت أيـــــــــا أبابدرٍ ففــي          
ذكراك فجرٌ يحمـــل الأحلامــــــا

ستظلّ صرحاً للفضيلةِ ماثــــــــلاً           
وعلى صــدور المؤمنين وِسامــا

لاهمّ فاسقِ ذلك القبـر الـــــــــذي           
ضمّ التّقى والبـــرّ والإلهـامــــــــا

واجعل له الفردوس دار سعــــادةٍ           
وهناك بين الصالحين مُقامـــــــــا

_________________________________


* مهداة إلى روح الداعية المُصلح الشيخ عبدالله المطوّع ، رحمه الله وجمعنا وإياه في مستقر رحمته

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية