" من لم يسمع بأبي حسرة لم يكن هنا قبل خمسين عاما وليس حياً اليوم"
16 - أبو حسرة ومحكمة التنوينْ
قالَ الشاويشُ أبو الهمزة ْ
وغفيرُ الشـدَّة ِ والتنوين ْ
وعقيدُ الراكض ِ فالتسكين ْ
ومحامي المنقوصِ المسكين ْ
والأحمق ُ فيهم ذواللُّمزة ْ
من جيش ِ الزّار ِالطبالين ْ
وفريق ِ اللطـم ِ النَّواحينْ
وبكـاءِ قبورِ المنسيين ْ
وذووا الأهواء ِمن َالعجزةْ
وبغاثُ اللّغةِ وكلُّ عنينْ
حرّاسُ النكرةِ في العشرين ْ
وبواقيَ أبواق ِ السردينْ
قد كفرَ أبو حسرةَ فينا فاجتمعوا من أجلِ التفتيش ْ
عن حرفٍ ناقصَ عندَ الفيشْ
واشتطـوا في حملة ِ تنبيش ْ
بينَ الحركاتِ على غفلة ْ
وجدوا ما ظنّوا كيسَ حشيشْ
فانطلقـوا فوراً بالتجييش ْ
فالخالُ (أبو) يأبى البقشيش ْ
ولديهِ القَسَمُ مدى الرحلة ْ
نادواْ لمحـاكمةِ التفتيش ْ
إن نالوا منهُ ارتاحَ جَحيش ْ
أو فشلوا فالقصدُ التشويش ْ
فكلامُ أبي حسرة َ علَّة ْ
وقفَ الأصحابُ إلى صفِّه ْ
فالغاية ُ ليست ْ في صَرْفه ْ
هدفٌ للحكمة ِ في نصفه ْ
وستبقى اللوحة ُ يومية ْ
تركوا سكراناً في ترفه ْ
ليذمّوا العابدَ في صفِّه ْ
قذفوا بالباطلِ في وصفه ْ
همْ حالة ُ جهل ٍ عبثية ْ
لم يهربْ أبداً في خوفه ْ
أو حاولَ سحتاً في حلفه ْ
يخرجها نوراً من جوفه ْ
للمبصرِ والأعمى هدية ْ
أبو حسرةَ شاهدُ في اللوحة ْ
ما غنَّى أو لحنَّ فرحة ْ
انظر ْ لا حَوَلا ً لا مزحة ْ
تفهم ْ إن شُفـيتْ من هزَّة ْ
أبو حسرةَ لا يطلبُ صُلحة ْ
في مطعم ِ عيسى والكلحة ْ
إلبسْ بنطـالاً أو شلحة ْ
هو شكلٌ والعقلُ الغرزة ْ
أمَّا إنْ بقيتْ ذي بطحة ْ
حسِّس ْما شئتَ علىالطرحة
فستبقى في بطنكَ قرحة ْ
تهتفُ لو طارت ذي عنزة ْ
أبو حسرةَ قالَ لكم مرحى
ونعيماً بالجهلِ وأوحى
أن َّ الألبابَ إذا عميت ْ عثرت بالنورِ من العتمة ْ