ألا يــــا أم لا تخشـــــي عيــوبـــا *** بابنك في الدِرَاسَة أو رسوبـــا
أنال البـاكَـلُـرْيَــــــا رغـــم حظي *** بجدي و اجتهادي لن أخيبــــا
فربي قد أراد الفـــوز وقـــفـــــــا *** على من دون بغيته أصيبـــــا
فأيـامي لـهــــا نبضـــــي حــــداء *** و قلبي سائس عرف الدروبا
نهاري في اصطياد النور يمضي *** و اقضي الليل اكتشف الغيوبا
إذا الطلاب في الأقســـــــــام بكم *** أكون أنا أمامهم الخطيــــــــبـا
و إن رمي السؤال و هم تنحــــوا *** ألوذ أنا بدرعي كي أجيــــــبا
و إن غابوا عن التحصيل يومـــا *** فاني عن دروسي لن أغيـــبا
و إن حب المراهق اعتراهـــــــم *** فغير العلم لن ارضي حبيبــا
و إن ساروا بجهلهم شمـــــــــالا *** تراني قد تركتهم جنوبــــــــا
و إن أرخـــــــوا لعنفهم زمـامـــا *** و طار الغيظ يعتصر القلوبا
و كانوا عن ديار الأمن ضلــــوا *** و قد فقدوا دليلهم النجيـــــــبا
و خارت دون صدهم عظـــــات *** و قد عدمت جموعهم لبيبـــــا
و تاهوا في فيــافي البغض دهرا *** و صار الود بينهم غريبــــــــا
فلن يجدوا سواي أخــا رحيــــما *** و كنت السلم افترس الحروبا
فانقلهم لميدانــــــي و ربعـــــــي *** و كان العلم ميدانا رحيبــــــا
و ادفعـــهم لحرب العلم دومـــــا *** و كنت الليث ألهبهم لهيبـــــا
و إن أدركت أن القوم صرعــى *** و أن الموت قد بلغ الجيوبـــا
سأحييهم بأخلاقي و كــــــــانت *** مصاحبتي لهم عطرا و طيبـا
إذا الأستــــــــــاذ لم يثلج فؤادي *** و لم اخذ من الدرس النصيبا
فعيني لن يطيب لها منـــــــــــام *** كأن الشمس لم تُرِدِ المغيبـــا
فتسهر في حنايا الدرس تفلـــــي *** كمثل النمل دب له دبيبـــــــا
و أرسل خيل أفكاري تباعـــــا *** يلاحقن المثالم و العطوبــــــا
فإذ لمسائل شردت و تـــــاهت *** بحسن قِـيـَافـَتِي كنت المجيبـا
فأصبح ما تســــــــارع في أناة *** و أضحى كل مبتعد قريبـــــا
و أمسى كل مستور جليـــــــــا *** و ما اضطربت جوانبه رتيــبا
و ما خشيتْ مخيلتي رمـــــوزا *** و ما عرفت محالا أو عصيبا
تساوى الكل في مرآة عقلـــــي *** و فرجت المذاكرة الكروبــــا
فلم أحسب بحاسبة حسابــــــــا *** فحسبي من محاسبتي حسوبا
إذا صبر المريض ينـــال برءا *** و لو فقد المراهم و الحبوبــــا
و إن رام العــــلاج بغير صـبر *** فلن يشفى و لو كان الطبيبــــا
فكن يا رب معتمدي إذا مـــــــا *** حضرت الامتحان و كن قريبا
و كن حولي إذا الحراس حولي *** و لا تجعل من الفرح النحيبــــا
و إن قدمت أجوبتي ثقــــــــالا *** فكن لمصححي ورقي رقيبـــا