كفوا المدامع لا حزنٌ ولا وجل
واعلوا المدافع إن الحرب تشتعل
يا من ينوح على جرحٍ أمته
وأدمع العجز من عينيه تنهملُ
أيحسب الدمع يطفي نار أمتنا
أو بالنواح يصير الجرج يندمل
يرى المجازر في الأخبار ثم يقول
حسبنا الله لا حول ولا عمل
على الارائك يشكو حال أمته
لا يرفع الله شكوى من به كسل
يا ويح قلبي على قومي فما عقلوا
ضلوا فما رشدوا مالوا فما اعتدلوا
يرثون سعدا .. صلاحا.. والزبير وقد
طال البكاء على أطلال من رحلوا
يدعون موتى قضوا لله نحبهم
كأنما ليس في أحياءهم رجل
يا ليتهم فهموا مثل الذي فهموا
أو ليتهم بذلوا مثل الذي بذلوا
خطبت فيهم وكنت اليوم أفصحهم
يا أيها الناس .. فيكم أنتم العلل
ستون عاماً ودمع العين منهمرٌ
أما بكم شرفٌ يا قوم أو خجلُ!؟
إخواننا هلكوا جوعاً و مقتلةً
ألا تثورا على الحال الذي وصلوا!؟
صاح المنافق هذا كسب أيديهم
لو لم يثوروا لما ماتوا وما قتلوا
وما لنا طاقة في الظالمين فقم
فاذهب وربك والباغون فاقتتلوا
ألا فشاهت وجوهٌ نافقت فلنا
بهم حساب بيوم فيه نبتهل
وما أريد بقوم ذاك منطقهم
لا يرتجى منهمُ خيرٌ ولا أملُ
وكيف ينصر قوم لم يزيدوا على
غير البكاء كأطفال بهم شللُ
وكيف يرضى بأن يحيى ذوو ترفٍ
بين النعيم وأهل الحق قد خذلواً ؟
بل كيف تُطربُ بعد الهون أغنيةٌ ؟
وكيف يعذب بعد الذلة الغزلُ ؟
لعمرك القدس قد صاحت بهم حنقاً
تأبى المروء هذا الحال يا رجلُ
ياقومِ هذا كتاب الله أحمله
على يميني وفي اليسرى معي نُصُلُ
كفوا النواح أيا قومي فليس لنا
إلا السلاح على الفُجّار يشتغلُ
من كان في نحره ثأر على فئةٍ
فليمسح الدمع وليجهلْ كما جهلوا