" من لم يسمع بأبي حسرة لم يكن هنا قبل خمسين عاما وليس حياً اليوم"
18- أبو حسرة وتجّار العمَّة ْ
قد طارَ الوطنُ منَ القاموس ْ
فاشتعلت ْ أحلام ُ الهكسوس ْ
وتنادى أتبـاع ُ المحروس ْ
يـا بركة َ سبّوح ٍ قدوس ْ
تحفظ ُ عِمّتنـا للأمَّة ْ فليمش ِ الغازي كالطاووس ْ
وليصنع َ من ْ لحمي المكدوس ْ
ودمائيَ أنخابُ المهووس ْ
والخنجرُ مسموم ٌ مغروس ْ
ستهونُ إذا سلمتْ عِمَّة ْ
واللوحة ُ أضحت ْ بالمحسوس ْ
أحذيةً من داست ْ ويدوس ْ
قد ْ عميتْ و انطفأَ الفانوس ْ
بتحالف ِ هـولاكو ومجوس ْ
واختُصِرتْ في بيع الذمَّة ْ
هبّوا آلافـاً من مدَّة ْ
بوفـودٍ شتى من بعجر ْ
بالأبيض ِ والأسود ِ تزخر ْ
طاروا في صنم ٍ سيدَّمر ْ
يرجونَ لهُ عفواً وبقاءْ
لكن في الأزمة ِ والشدَّة ْ
لا صوتَ وتاهوا في المئزرْ
وتلعثم َ من ْ فوق ِ المنبر ْ
إلا أفـراداً لا أكثـر ْ
والباقي صماءٌ بكماء ْ
حجَّتهمْ لا نقوى و سلام ْ
لكن في الطبخ ِ لهم شهرة ْ
ونكاح ِ العصر ِ لهم نظرة ْ
وفتـاوى تنقية ِ البشرة ْ
ووضوءٍ وقياس ِ الجبَّة ْ
والويلُ لأصحابِ الأقلام ْ
إن حادوا عن وصف ِالخضرة ْ
أو مدح ِ القفل ِ على الشجرة ْ
أو ذمِّ الأمرد ِ بالعَشَرة ْ
وسواها فالفعلة ُ سبَّة ْ
احتارَ الناسُ وحيَّرهم ْ
ألفٌ في سبب ِ الإخفاق ِ
سألوا من صانَ تخلُّفهم ْ
واشتطَّ بغلق ِ الأحقاق ِ
فغدوا لا جامعَ يجمعهم ْ
هانوا في كلِّ الأنساق ِ
مع أنَّ الماضيَ كرَّمهم ْ
وعلواْ في ذات ِ الأعراق ِ
ولهـم أجـدادٌ قامتهم ْ
كانتَ أركانَ الإشراق ِ
أبو حسرةَ قال لهم قومي
العلـمُ بغسل ِ الأحداق ِ
كان الدينارُ لهم تبعا ً فغدوا من تبع ِ الدينار ِ .........