كم نقطةٍ بيني و بينَكَ صغتُها
لكن عجزتُ بأنْ أكسّر غيرَها
فأحيلها و الوهن ملء سرائري
لفواصلٍ ، ما كنتُ أجهلُ سطرها
قلبي أحبَّكَ منذ أوّل شهقةٍ
بالرغم من نفسٍ تشدّدُ حذرها
إنّ الهوى في عرف قومي قطعةٌ
من نار " عيبٍ " لستُ أقوى جمرها
خبّأتُه ، و البئرُ عطّلها الجوى
و أخافُ حيناً أن تبعثرَ سرَّها
قيدي يغطّي معصمي و مدامعي
لا تحسبنّ الروح ترضى كسرها
لكنّها من خشيةٍ قد تدّعي
أنّ الهوى ما كان يوماً أمرها
و تسير في لجج اصطباري قشَّةً
كان الرمادُ خيوطَها أو حبرَها
حريّتي محدودةٌ و حدودُها
قد رتّبوا قبل الولادةِ عمرها
مهما نطقت فكلُّ صوتٍ موقنٌ
أنّ المنى ضلّت – بقصدٍ – طيرَها
الحلمُ حقٌّ إنْ يوافق شرعَهم
ما خالفتْ أحلامُنا ما ضرّها
أحلامُنا مرفوضةٌ منبوذةٌ
حتّى و إن لم تُبدِ إلا عطرها
ضعْ نقطةً و اترك فراغاً بعدها
و لتكفِني شرَّ الظروفِ و خيرَها
إنّي أحبُّكَ ، إنّ حبَّكَ قاتلي
إن أبصروا يوماً حروفاً جرَّها
ما حيلتي \ لا حيلةٌ \ شُلّتْ يدي
لم يغفلوا خدَر اليدينِ و بتْرها
ضعْ نقطةً \ رحماكَ \ ناري شوكةٌ
محمومةٌ في الصدر تُذكي حرَّها
إنَّ الفواصلَ تستثير مواجعي
قدَرُ الحياةِ بأن أُجرَّعَ مرَّها
نضبتْ مرابعُ غيمنا من مائها
و دخاننا يرنو ليبلُغَ بحرَها
و دخاننا في المهدِ بعدُ ، فلا ترُم
إضرامَه ، لا شيءَ يبلغُ جبرَها
ضعْ نقطةً ، و امحُ الفواصلَ ، و انثني
و اقبل من النفسِ الشقيَّةِ عذرها